القدس/PNN- قدم الرئيس الأميركي، جو بايدن، تطمينات لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مؤكدا أن واشنطن ستبقي على وجود عسكري كبير في الشرق الأوسط، وذلك في ظل القلق الإسرائيلي من قرار أميركي بسحب حاملة الطائرات الأميركية "جيرالد فورد" من المنطقة.
جاء ذلك بحسب ما أفادت القناة 12 الإسرائيلية، مساء الأربعاء، مشيرة إلى أن التطمينات الأميركية جاءت خلال مكالمة هاتفية بين بايدن ونتنياهو، شدد خلالها الرئيس الأميركي على أن واشنطن "ستواصل الإبقاء على وجود عسكري كبير في الشرق الأوسط" في ظل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأشارت القناة 12 إلى أن هذه المحادثة جاءت في أعقاب "التقارير عن سحب إحدى حاملتي الطائرات الأميركية من البحر الأحمر"، علما بأن الإعلان الأميركي الذي صدر يوم الإثنين الماضي، تحدث عن سحب حاملة الطائرات الأميركية "جيرالد فورد" من منطقة الشرق الأوسط "في الأيام المقبلة".
انزعاج إسرائيلي
وأشارت القناة إلى أن حالة انزعاج شديد أعربت عنها إسرائيل أمام البيت الأبيض، على خلفيّة قرار إعادة حاملة الطائرات إلى قاعدتها الرئيسية بميناء "نورفولك" في ڨيرجينيا، كاشفة أن مصادر إسرائيلية رسمية توجهت إلى البيت الأبيض عقب الأنباء التي ترددت في الأيام الأخيرة في هذا الصدد.
المصادر التي لم تكشف القناة هويتها، طالبت البيت الأبيض بتوضيحات بشأن مُلابسات سحب الحاملة الأمريكية، وأنه بصرف النظر عن محاولات إسرائيل فهم مبررات الخطوة، إلا أن إسرائيل حاولت منع الأمريكيين من تنفيذها، حتى دون أن تفهم مغزاها.
مخاوف من الجبهة الشمالية
وأوضحت القناة أن هناك مخاوف إسرائيلية حادة بشأن احتمال اندلاع حرب في الشمال مع حزب الله، يمكن أن تصبح أشد وطأة بكثير من حرب غزة، وأن خطوة سحب حاملة الطائرات تأتي بالتزامن مع تصعيد ملحوظ.
وتُرجّح تقديرات استخبارية إسرائيلية أن ثمة علاقة قوية بين نظرة الفصائل الفلسطينية في غزة وكذلك "حزب الله" في جنوب لبنان إلى القوة الإسرائيلية العسكرية، وبين وجود حاملة الطائرات الأمريكية "جيرالد فورد" المصحوبة بمدمّرات وسفن صواريخ وقوة ضاربة كبيرة.
وتنص التقديرات التي أشارت إليها القناة على أن انسحاب تلك القوة سيعني أن تلك المنظمات ستُعيد ترتيب حسابتها وستُكوِّن رؤية "خاطئة" بأن الجيش الإسرائيلي أصبح ضعيفًا.
زيارة مرتقبة
القناة كشفت أن الاتصال بين بايدن ونتنياهو يأتي في ظل قرب وصول وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن مجددًا إلى المنطقة (سيزور إسرائيل يوم الاثنين المقبل)؛ إذ أعلن الوزير الأمريكي إرجاء الزيارة التي كان يُفترض أن تُجرى اليوم الخميس، فور صدور الأنباء عن اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحماس في الضاحية الجنوبية لبيروت، صالح العاروري.
كما أفادت القناة بأن مبعوث الرئيس الأمريكي عاموس هوكشتاين، يزور إسرائيل، الخميس، لمواصلة الحديث عن الحل الدبلوماسي، وإيجاد وسيلة لتهدئة الوضع الأمني على الحدود الشمالية الإسرائيلية.
حسابات بايدن
في السياق ذاته، انتقدت مصادر إسرائيلية الموقف الأمريكي الرامي للتركيز على العمل الدبلوماسي دون العسكري، لحل أزمة ميليشيا "حزب الله" ووجود عناصره على الحدود مع إسرائيل.
وقالت مصادر تحدثت إليها القناة، دون كشف هويتها، أن هناك شعورا بأن إدارة بايدن تضع ملف الانتخابات الرئاسية على رأس الأولويات، لا سيما أن عام 2024 هو عام انتخابي، وسط مخاوف بأن يأتي الأمر على حساب المصالح الأمنية الإسرائيلية.