تل أبيب/PNN- تشير تقديرات المسؤولين في أجهزة الأمن الإسرائيلية إلى أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الذي يصل إلى تل أبيب، اليوم الإثنين، سيطالب المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، بالسماح لسكان شمال قطاع غزة المتواجدين في مناطق إيواء النازحين في وسط وجنوبي القطاع، بالعودة إلى مناطقهم، بحسب ما نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة".
وأشارت الصحيفة عبر موقعها الإلكتروني، إلى أن المسؤولين في البيت الأبيض "يخشون" من تفاقم الكارثة الإنسانية التي يشهدها جنوبي قطاع غزة، ويرغبون في "إيصال رسالة" إلى المسؤولين في تل أبيب، مفادها أن أسلوب العمليات القتالية في شمال القطاع، كما تدور حاليا، "يجب أن تتغير".
وأضافت الصحيفة أنه "على الرغم من الدمار الواسع الذي خلفه الجيش الإسرائيلي في شمال قطاع غزة، إلا أن المسؤولين الأميركيين أثاروا في الأسابيع الأخيرة مطالب واضحة من المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، بأن يتم السماح بعودة سكان شمالي قطاع غزة إلى منازلهم".
وذكرت أن تقديرات كبار المسؤولين الأمنيين في تل أبيب تشير إلى أن بلينكن سيقدم مطالب واضحة ومباشرة بهذا الشأن. علما بأن بلينكن، قال خلال مؤتمر صحافي عقده مساء الأحد في الدوحة، بمشاركة رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن، أنه "يمكن للأمم المتحدة القيام بدور حاسم بشأن عودة الفلسطينيين إلى منازلهم في شمال غزة".
وقال إن "90% من سكان قطاع غزة يواجهون نقصا حادا في الغذاء"، مشيرا إلى أن "الزيادة الفورية للمساعدات في غزة وخصوصا في الشمال أمر أساسي".
وبحسب "هآرتس"، فإن المسؤولين في الجيش الإسرائيلي يدركون أن "القانون الدولي يمنع إجبار أي شخص على مغادرة منزله في مناطق القتال، وبالتالي سيكون من الصعب الاستمرار في منع حركة المدنيين إلى الشمال".
ولفتت إلى أن "عودة ما يقرب من مليون نسمة إلى مناطقهم شمالي القطاع، ستصعب الأمر على الجيش الإسرائيلي، خصوصا في ما يتعلق بالإبقاء على قوات كبيرة داخل القطاع قد تتعرض للاحتكاك المباشر مع السكان المدنيين".
وأضافت أنه "من المحتمل أن تستغل حماس عودة السكان لصالحها، بحيث تضطر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى تعديل طبيعة الأنشطة العملياتية في المنطقة حتى لا تعرض القوات للخطر".
وتشير التقارير الإسرائيلية إلى أن الجيش الإسرائيلي ينتقل بالفعل إلى المرحلة الثالثة من العمليات القتالية التي تستهدف المناطق الشمالية في قطاع غزة، والتي تشمل تنفيذ غارات خاطفة وعمليات اقتحام ومداهمات محددة، عوضا عن الهجمات المكثفة والانشار الواسع للقوات.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، مساء الأحد، أن بلنكن سيطالب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بالإعلان رسميا عن انتهاء مرحلة القتال المركز والعنيف شمالي غزة، والانتقال إلى المرحلة "التالية"، التي تشمل عمليات وهجمات محددة.
ومع ذلك، أفادت القناة 12، بإن المحادثات التي سجريها بلينكن مع المسؤولين في تل أبيب، ستركز على "الجبهة الشمالية"، في إشارة إلى المواجهات المتصاعدة مع حزب الله.
ولفتت القناة إلى تصاعد المخاوف الأميركية من "فتح جبهة أخرى في لبنان"، في إشارة إلى تصاعد المواجهات لحرب شاملة مع حزب الله، وذلك في ظل المحادثات المكوكية التي أجراها المبعوث الأميركي، آموس هوكشتاين، بهذا الشأن.
وخلال المؤتمر الصحافي في الدوحة، قال وزير الخارجية الأميركي، بلينكن، "لا يمكن ولا ينبغي إجبار الفلسطينيين على مغادرة غزة". وشدد على أنه "يجب أن يتمكن المدنيون الفلسطينيون من العودة إلى ديارهم".
واستدرك قائلا: "بمجرد أن تسمح الظروف بذلك". وأعرب عن "رفض" واشنطن للتصريحات التي أطلقها سياسيون ومسؤولون إسرائيليون في الأيام الأخيرة بشأن تهجير الفلسطينيين إلى خارج غزة.
ووصف بلينكن، مثل تلك التصريحات الإسرائيلية بأنها "غير مسؤولة" وتجعل الوضع أكثر صعوبة.