تل أبيب/PNN- شارك طاقم المفاوضات الإسرائيلي، بداية الأسبوع الحالي، في محادثات القاهرة حول صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس، لكن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، منع الطاقم من العودة إلى المحادثات مرة أخرى، أمس الخميس.
وأفاد المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، اليوم الجمعة، بأن نتنياهو "قلّص التفويض" الممنوح لطاقم المفاوضات، المؤلف من رئيسي الشاباك والموساد وضابط مسؤول عن إعادة الرهائن. وأبلغ نتنياهو أعضاء الطاقم أنه "مسموح لهم الاستماع إلى المقترحات التي تُقدم، لكن يحظر عليهم الرد عليها".
وأضاف برنياع أن نتنياهو لم يبلغ رئيس كتلة "المعسكر الوطني" وعضو كابينيت الحرب، بيني غانتس، بتقليص التفويض، وقال له لاحقا أن عدم تبليغه نجم عن "خلل". كذلك لم يبلغه نتنياهو بأنه منع توجه الطاقم إلى المحادثات، أمس، ما يعني أنه يفتعل أزمة مقابل غانتس.
يشار إلى أن غانتس قرر الانضمام إلى حكومة نتنياهو في بداية الحرب بهدف التأثير على قراراتها. وحسب برنياع، فإن المقربين من غانتس وزميله في الكتلة وعضو كابينيت الحرب، غادي آيزنكوت، يفسرون "خلفية إهانات" نتنياهو لهما بأنها "على خلفية نفسية وسياسية داخلية".
وأضاف المقربون أنه عندما انضم غانتس وآيزنكوت إلى الحكومة، بعد هجوم 7 أكتوبر، "التقيا برئيس حكومة مصدوم وضعيف وهلع"، لكنه الآن وبعد 130 يوما، "أصبح نتنياهو يمتطي الحصان مرة أخرى. ودعوته إلى الانتصار الساحق، وهي جوفاء، يتم استيعابها برضى في فئات معينة في الجمهور".
وتابع برنياع أنه "نتنياهو لم يعد بحاجة إلى رئيسي أركان الجيش السابقين (غانتس وآيزنكوت)، وبإمكانهما البقاء في الحكومة أو الانسحاب. كما أنه ليس بحاجة لغالانت (وزير الأمن). ونتنياهو يعلن أنه هو، وليس غالانت، يوجه الجيش".
في هذه الأثناء، رفض نتنياهو خطة أميركية – عربية لمستقبل الشرق الأوسط بعد الحرب على غزة وتشمل إقامة دولة فلسطينية. ورأى برنياع أن نتنياهو سيسعى إلى الاستفادة من هذه الخطة واستعادة قاعدته الانتخابية، بعد أن تراجعت شعبيته بشكل كبير جدا على خلفية خطة إضعاف جهاز القضاء وإخفاق 7 أكتوبر.
وفي سياق محادثات تبادل الأسرى، نقلت صحيفة "هآرتس"، اليوم، عن دبلوماسيين أجانب في إسرائيل مطلعين على المحادثات، قولهم إن إسرائيل وحماس تعملان من أجل استكمال بلورة صفقة تبادل أسرى في الشهر المقبل، وأن "التوقيت المثالي" لتنفيذ الصفقة هو خلال شهر رمضان.
وأضافت الصحيفة، نقلا عن مصادر مطلعة، أن إسرائيل أيضا تفضل "استنفاد العملية العسكرية في خانيونس وربما في رفح أيضا في الأسابيع القريبة، قبل أن تدخل إلى حيز التنفيذ هدنة طويلة لتنفيذ الصفقة".
إلا أن مسؤولين إسرائيليين أعلنوا أن التوصل إلى تفاهمات بشأن صفقة لا يزال بعيدا، وذلك بادعاء أن مطالب حماس المتعلقة بمدة الهدنة وعدد الأسرى الذين تطالب بتحريرهم مبالغ فيها.
رغم ذلك، قال الدبلوماسيون الأجانب إن "إسرائيل وحماس تظهران التزاما في المحادثات السرية حول حل الخلافات المتبقية. وليس أي تصريح علني من جانب إسرائيل أو حماس يعكس ما يدور في المداولات في الغرف المغلقة، وبالإمكان الاعتقاد أنه في الأسابيع القريبة سيكون هناك عدد غير قليل من الخدع الإعلامية من كلا الجانبين، بهدف تهيئة الرأي العام أو الحلبة السياسية لهذه الخطوة".
وأشارت الصحيفة إلى أنه لا يزال من السابق لأوانه تقدير ما إذا كانت الصفقة ستخرج إلى حيز التنفيذ، خاصة إذا لم تتعهد إسرائيل بوقف الحرب والامتناع عن اغتيال قادة حماس في المستقبل. كما أن استمرار الحرب، في الفترة المقبلة، سيؤثر على مصير الصفقة واستعداد حماس للموافقة عليها.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في المجتمع الدولي يواجهون صعوبة في توقع أداء نتنياهو، عندما تصل المحادثات حول الصفقة إلى مرحلة نهائية، وما إذا كان سيفجر الصفقة بسبب اعتبارات أمنية، حزبية أو شخصية.