الداخل المحتل/PNN- أشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم الأربعاء، إلى أن المداولات في إسرائيل حول هجوم ضد إيران لا تزال جارية وأنه "ليس مؤكدا أنه سيتم شنه فورا"، وذلك في الوقت الذي قالت فيه مصادر في الإدارة الأميركية إن هجوما كهذا سيكون محدودا ومركزا من أجل منع نشوب حرب إقليمية.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11")، مساء أمس، بأن إسرائيل قررت كيفية الرد على الهجوم الإيراني، وسط خلافات شديدة في الآراء بين المسؤولين الإسرائيليين بشأن موعد وشكل الرد، إذ اقترح عدد من الوزراء الانتظار إلى حين التوصل لاتفاق مع التحالف الدولي بينما رأى آخرون أنه يجب الرد بشكل فوري ومهاجمة منشآت حساسة في إيران.
ونقلت عن مسؤول في الحكومة الإسرائيلية قوله إن "فرص تنفيذ ضربة انتقامية كبيرة في إيران تتضاءل مع مرور كل يوم".
ووفقا لهرئيل، فإنه ثمة أهمية أن "تدرك إسرائيل اعتبارات النظام الإيراني، التي من شأنها التأثير أيضا على شدة العملية العسكرية المحتملة للجيش الإسرائيلي". ولفت إلى أنه "لا توجد طريقة للتهرب من حقيقة أن الاستخبارات الإسرائيلية لم تقرأ مسبقا الخطوة الإيرانية".
وأضاف أن "الاعتقاد في إسرائيل كان أن الإيرانيين سيضبطون أنفسهم في أعقاب اغتيال الجنرال حسن مهداوي، القيادي في الحرس الثوري الإيراني، أو سيكتفون برد طفيف، مثلما حدث في أعقاب عمليات مشابهة في الماضي".
وحسب هرئيل، فإن "إيران اختارت ردا إستراتيجيا، بمهاجمتها الأراضي الإسرائيلية من أراضيها لأول مرة واستخدام كمية كبيرة من الذخيرة (الصواريخ والطائرات المسيرة). وهذا قد يكون نتيجة لأكثر من اعتبار: شعور بأن هذا (الاغتيال) كان القشة التي قسمت ظهر البعير، رصد موقف إسرائيلي ضعيف أو تقدير مبالغ فيه لقوة إيران الإقليمية. وفي جميع الأحوال، إسرائيل تجاهلت النقطة التي تغيرت فيها الإستراتيجية الإيرانية".
واعتبر هرئيل أن "الخطوة الهجومية الإيرانية فشلت"، لكن ليس مستبعدا أن "يستخلص الإيرانيون الدروس ويحاولون مرة أخرى".
وأضاف أنه فيما تتواصل الحرب على غزة من دون أن تحقق إسرائيل أهدافها حتى الآن، وأن "ثمة شك بالغ في أنه سيكون بالإمكان تحقيقها في الوضع الحالي. وتحويل جلّ الاهتمام والتركيز الإسرائيلي على مواجهة مع إيران سيكون على حساب التعامل مع مشكلة غزة، ومن شأنه أن يطيل الحرب في جميع الجبهات، وشمل حزب الله فيها بشكل كامل، إذا قرر الإيرانيون ضم قدرات حزب الله الصاروخية إلى خطوات انتقامية مستقبلية ضد إسرائيل".
وتابع هرئيل أن "طبيعة الرد الذي ستختاره إسرائيل سيتأثر بالموقف الأميركي. ورغم العلاقات المتوترة مع الإدارة الأميركية، واضح تماما أن النجاح الهائل في صد الهجوم الإيراني لم يكن سيتحقق من دون تنسيق وثيق مع الولايات المتحدة".
ووفقا لـ"كان 11"، فإنه توجد ضغوط شديدة على إسرائيل كي لا تصعد المواجهة مقابل إيران بشكل كبير، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تدهور المنطقة إلى حرب واسعة بين إسرائيل وإيران. ونقلت عن دبلوماسي قوله إنه في أوروبا مستعدون لفرض عقوبات شديدة على إيران.