الشريط الاخباري

الاعاقة ليست حاجزا : مؤسسة يميمة تدخل برامج تدريب مهني لذوي الاعاقات الشديدة .. شاهد PNN فيديو

نشر بتاريخ: 18-04-2024 | برامجنا التلفزيونية , محليات , قصص "قريب"
News Main Image

بيت جالا/PNN/ تسعى مؤسسة يميمة التي تعنى بالأطفال ذوي الاعاقات الحركية الشديدة والمتوسطة لتقديم خدمات نوعية تتمثل بفتح الفرص امامهم للقيام بدور فعال في المجتمع بعيدا عن النظرة المجتمعية التي تعتقد انهم اعضاء غير فاعلين بالمجتمع وغير قادرين على العطاء حيث وفرت المؤسسة برامج تدريب مهني لهم في تحدي لهذه النظرة المجتمعية حيث اطلقت برامج تدريب مهني في صناعة خشب الزيتون والاوبوكسي بحيث تساهم هذه البرامج التقنية في اشغال ذوي الاعاقة لساعات طويلة الى جانب انها تساهم بتوفير مدخول مالي يرصد لاحتياجاتهم المختلفة وهي امور تعطيهم الشعور بانهم مؤثرين ايجابيين بمجتمعهم.

وقالت لانا الزغبي مديرة مؤسسة يميمة، انها تعمل منذ عام 2011 في هذه المؤسسة وتسعى للحصول على درجة الدكتوراة في التربية الخاصة كي تكمل مسيرتها في مساعدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة على اكمل وجه، مضيفةً انهم يحاولون ان يقدموا كل ما لديهم ليصبحوا جزء من المجتمع، ويعملوا على انفسهم كي يصلحوا أدائهم العقلي والجسدي والنفسي والاجتماعي

الاشخاص ذوي الاعاقة قادرون على العطاء حتى ببرامج التدريب المهني

وقالت ان المؤسسة اطلقت مؤخرا برنامجين للتدريب المهني للاشخاص ذوي الاعاقة الشديدة والمتوسطة الاول هو برنامج الريزن او ما يعرف "بالايبوكسي"،حيث يتم من خلاله صناعة مجسمات من هذه المادة للأحرف، والميداليات، والادوات الصحية بطريقة فنية حيث قاموا بالتسجيل لعدة دورات تدريبية في هذا المجال من أجل مساعدة الطلاب في العمل حيث تبين وجود صعوبات حركية كون ان هذا العمل دقيق وصعب على ذوي الاعاقة حيث قرروا ان يكون دورهم في عمليات التغليف للمنتجاتحيث يقومون بقص الورق وتغليف المنتج داخل الكياس مما يعطيهم الفرصة لمليء اوقاتهم من جهة مما يعطيهم الشعور باهميتهم كونهم يقومون باعمال تساهم في تعزيز وجودهم بالمؤسسة والمجتمع الذي يعيشون فيه.

واضافت الزغبي ان البرنامج الثاني هو برنامج صناعة خشب الزيتون الذي يديره احد أبناء هذه المؤسسة الذين تربوا وترعرعوا فيها، وهو بهاء سمرا حيث قامت بتسجيله في مدرسة السالزيان لتعلم خشب الزيتون الى ان اصبح شاب مبدع في هذا المجال ولديه أفكار جميلة بالإضافة الى الأفكار من الانترنت وأيضا عند ذهابه لزيارة مؤسسات أخرى تعمل في نفس المجال والاطلاع على أعمالهم، مشيرة الى ان اغلب اشغالهم تذهب للسياح الاجانب ومحلات التحف الشرقية وأيضا مؤسسة "دار المجوس، التي تشتري اعمالهم بشكل دوري وتدفع للمؤسسة، موضحة ان بهاء يحصل على راتب رسمي مثله مثل أي موظف بداخل المؤسسة وأصبح يعتاش من وراء هذا الدخل هو وعائلته.

وأشارت الزعبي، الى ان كل الأشخاص سواء كانوا إعاقة شديدة او حركية او مركبة،  قادرون على عمل شيء لو كان بسيط فمنهم من يخطوا 10 خطوات ومنهم من يخطو خطوة واحدة وذلك كله  يعود الى الشخص وحالته، حيث تتطلع المؤسسة على نقاط القوة لدى كل شخص حتى لو كان العمل بسيط لكنه كبير بالنسبة له على الصعيد النفسي مشددة على ان المؤسسة تساعدهم على اكثر من صعيد نفسي واجتماعي واقتصادي ليشعروا بأنهم مهمين وقادرين على الامجاز كافة الاعمال.

وقالت، بأن المردود المالي من وراء المشاريع التي يعملون بها داخل المؤسسة فتعود لهم من خلال شراء الهدايا، او الذهاب اصطحابهم برحلات ترفيهية وأيضا اعطائهم النقود ليذهبوا ويشتروا بأنفسهم ما يريدون ليشعروا بالاعتماد على النفس بالإضافة الى الشعور بأن هذا تعبهم ونقودهم.

وأكدت الزعبي، ان كل شخص لديه قدرات تختلف عن الاخر فالعمل الذي يحتاج الى 5 دقائق يأخذ معهم مدة كبيرة، ونحن نتركهم لانجاز أعمالهم بأريحية حتى يشعروا بالثقة بالنفس وخاصة الاعاقات الحركية والمتوسطة والشديدة، الذين لا يملكون القدرة الكافية.

وثمنت الزعبي، موقف الأهالي المتعاونين معهم والذين هم الداعم الأول لابنائهم، ويهتمون بهم ويسعوا دائما لتوفير كل احتياجاتهم لاستمراريتهم في الإنجاز والعطاء.

البرنامج الثاني : الاوبوكسي لصناعة التحف والادوات بطريقة اكثر جمال

من ناحيتها تقول المعلمة حنان بنورة انها وجدت مشروع الريزن وقامت باقتراحه على الإدارة وكان المشروع فكرة جيدة، فقاموا باخذ العديد من الدورات لرفع القدرة على عمله، وذلك لاعطاء الفرصة للأولاد بالعمل به، مضيفةً الى ان بعد العمل به رأت انه دقيق وليس بالسهل على الأولاد ان يعملوا به فأخذوا اتجاه تبكيت الهدايا وذلك لسهولته عليهم.

وقالت بنورة ان الأولاد يكونوا فرحين انهم انتجوا شيء وان لهم وجود بالمؤسسة بالمجتمع ولهم ضلع فيه، مضيفةً الى ان المردود المالي كله للأولاد لكي يشعروا بأن هذا تعبهم فهذا يعزز الثقة بالنفس لديهم ويجعلهم منتجين اكثر في المجتمع.

عقبات مجتمعية تواجه ذوي الاعاقة 

وعودة الى الزعبي، والعقبات التي تواجه العمل تقول مديرة مؤسسة يميمة ان المؤسسة تواجه عقبات كثيرة تمنعهم في بعض الاحيان من أداء عملهم بشكل الصحيح، ومن هذه العقبات هو الوضع المادي للمؤسسة لانهم معتمدين كل الاعتماد على الدعم الخارجي و هذا يضعف أدائهم في توفير كافة الاحتياجات التي يحتاجونها الطلاب لتعزيز قدراتهم.

كما اشارت الى ان احد العقبات هو الوضع المادي للاهل ففي بعض الأحيان لا يجدون المال لتوصيل أبنائهم للمؤسسة فتقوم المؤسسة هي باصطحابهم الى المؤسسة بباص المؤسسة اكثر من مرة وفي عودتهم الى منازلهم أيضا.

وأشارت أيضا الى ان البعض في المجتمع الخارجي المحيط بهم يرفض تقبلهم في بعض الاحيان حيث ان هذا البعض يخاف منهم ويخاف استقبالهم في منشاتهم خصوصا الترفيهية واخرين لا يتقبلوهم ويعتبرونهم أناس ليس لديهم قدرات، مضيفة الى انهم يسعوا في المؤسسة على عمل دورات تدريبية لتوعية المجتمع المحلي لتطوير ثقافة المجتمع حول الأشخاص ذوي الإعاقة.

وأضافت الزعبي، الى ان ادخال التأهيل المهني للأشخاص ذوي الإعاقة الشديدة والمتوسطة لاثبات قدرتهم على العطاء من جهة ولاعطائهم الفرصة لملئ اوقاتهم من خلال الاعمال التي اصبحوا قادرن على عملها مثل تعبئة المنتجات في المغلفات وبذلك يمضون اوقاتهم بشيء مفيد حتى يشعروا انهم هو جزء من هذا المجتمع وقادر على تقديم شيء موضحة انها تشعر برضى الاطفال ذوي الاعاقة على انفسهم بعد تنفيذ اي اعمال.

بهاء سمرا إحدى الشباب المنتفعين داخل المؤسسة وترعرعوا فيها

وأشار بهاء سمرا احد عائلة يميمة، انه تربى وعاش من صغره في مؤسسة يمية وينتمي اليها بشكل كبير والتي ساعدته في تطوير مهنته التي يحب والتي هي خشب الزيتون، من خلال التحاقه بمدرسة السالزيان الصناعية بدعم من مؤسسة يميمة فتدرب واصبح محترف بعمل خشب الزيتون واشار الى انه يعمل على تطوير افكار جميلة ومتقنة ويقوم ببيعها للسياح والزوار لأجانب، منها لعبة البازل، وخريطة فلسطين، وحيوانات خشبية يحبها الاطفال مثل الارنب بالاضافة الى صناعة الاسماء والمداليات من خشب الزيتون.

وأضاف سمرا، انه بدء في هذه المهنة عن عمر يناهز 15 عام، واستمر بها لانه يحبها، بالإضافة الى عقله النظيف في تكوين أفكار جميلة تلفت انتباه الناس.

وقال، ان اغلب اعماله يتم بيعها في هولندا والخارج، التي تشكل طلب واسع لدقتها وجمالها، بالإضافة الى ان مؤسسة من بيت لحم أيضا تطلب منهم اعمال خشب الزيتون، مضيفا الى ان هذه الأفكار تنبع من أفكاره وأيضا من الانترنت او أي شيء يتم طلبه من قبل الزبائن.

واشار، انه وبعد نجاحه في تجربته الخاصة يعمل على مساعدة ادارة المؤسسة ويسعى ويساعد في جهود تطوير قدرات زملائه من شبان واطفال موجودين داخل المؤسسة ويسعى لتعليمهم على تعلم مهنته، مشددا على انه يعلم لديهم قدرات متفاوتة.

ويضيف سمرا انه يشعر بساعدة كبيرة وهو يشاهد زملائه يعملون حيث يقوم بمساعدتهم في دهان الاعمال الخشبية بعد انتهائه من العمل مثل اعطاء زميل له فرشاة و زيت حيث يقوم بدهنها على خشب الزيتون، كما شدد على انه جاهز لتقديم خبرته لازملائه دوما من اجل مساعدتهم.

وقال سمرا، الى تراجع الطلب على الاعمال الخشبية الذي يقوم بعملها وذلك بسبب الظروف التي يعيشها أبناء شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة، بالإضافة الى توقف السياحة وعدم وفود عدد من السائحين الى مدينة بيت لحم المتعارف عليها بلد السياحة، مضيفا الى انهم مستمرون في العمل على الرغم من الظروف والازمات آميلين الى ان تكون الأيام القادمة مفعمة بالهدوء والاستقرار.

يشار الى ان مؤسسة يميمة مؤسسة خيرية هولندية الأصل وان كل الدعم يأتي من المؤسسات والكنائس الهولندية مشيرةً الى ان المؤسسة تحتوي على ثلاث برامج أولها البيت الداخلي الذي يضم تقريبا 40 منتفع من عمر 3 سنوات الى عمر 47 عام، مقسمين حسب العمر ودرجة الإعاقة، والنوع الاجتماعي، بالإضافة الى المركز الصباحي الذي يضم 20 طفل كل يوم من محافظة بيت لحم، وكذلك يقدمون العلاج الطبيعي والوظيفي، النطق، والتعليمي، والأنشطة اللامنهجية حسب كل طفل وقدراته، وتم ادخال العلاج النفسي من فترة قصيرة وذلك لاهميته في تحسين نفسية الأشخاص داخل المؤسسة سواء طلاب او موظفين.

تم إنتاج هذه القصة ضمن برنامج “قريب” الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الإعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.

 

شارك هذا الخبر!