واشنطن/PNN- ذهب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" إلى أن إسرائيل طبقت إحدى أفضل قواعد احتواء الأزمات من خلال إبقاء الفم مُغلقًا، وأن صمتها الرسمي، بعد ضربات أصفهان، كان بمثابة رسالة حقيقية، تؤكد رغبة جميع الأطراف في منع التصعيد بالقول أو بالفعل.
وعلى الرغم من أن الرد الإسرائيلي، فجر الجمعة، جاء صامتًا، إلا أن إسرائيل أرسلت رسالة مفادها أنها قادرة على اختراق الدفاعات الجوية الإيرانية، وضرب أهداف إستراتيجية عندما تختار ذلك.
وبحسب التقرير، كانت إسرائيل تريد الكلمة الأخيرة في تبادل الهجمات، ويبدو أنها نجحت. وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الجمعة، بعد محادثات مع مسؤولين في طهران، إن "إيران لا تريد التصعيد".
ورغم أن التصريحات العامة الإيرانية قد سخرت من هذا الإجراء المحدود، إلا أن إسرائيل أظهرت أنها قادرة على توجيه ضربة لإيران في الوقت الذي تُريد. وبهذا المعنى، حافظت إسرائيل على ما يسميه الإستراتيجيون "هيمنة التصعيد".
وأضاف التقرير أن إسرائيل اكتسبت خلال الأسبوع الماضي رصيدًا ثمينًا آخر؛ فبعد استيعاب الهجوم الصاروخي الإيراني ببراعة كبيرة، يُنظر إليها على الفور على أنها ضحية للهجوم، وأستاذ في الدفاع عالي التقنية.
وهذا تراجع مرحّب به، بعد ستة أشهر من القتال العنيف ضد حركة حماس في غزة، الذي شوّه بشدة سمعة إسرائيل الدولية. وبعد سلسلة الصواريخ الإيرانية والرد المحدود من تل أبيب، يبدو أن إسرائيل تحظى الآن بدعم مجموعة الدول الصناعية السبع المتقدمة.
وفسّر التقرير ضبط النفس، الذي مارسته إسرائيل في وقت كان فيه الصقور في الحكومة الإسرائيلية يصرخون مطالبين بشنّ هجوم شامل على إيران، وطريقتها في الردّ المدروس برغبتها في المحافظة على تحالفاتها الإقليمية والدولية، وتشكيل شرق أوسط جديد مُناهض تمامًا، ويعمل موحدًا لمواجهة أطماع ومخططات طهران.
وأكد تقرير "واشنطن بوست" على أن التوصّل إلى نهاية سريعة للحرب في غزة أمر ضروري الآن، وأنه من مصلحة إسرائيل والفلسطينيين والشرق الأوسط بأكمله، في ضوء التوترات المتزايدة، إنهاء هذا الصراع.
كما يحتاج الرئيس الأمريكي بايدن إلى مساعدة إسرائيل على إنهاء الحرب في غزة، وإيجاد طريق، بمساعدة عربية، إلى دولة فلسطينية في نهاية المطاف.