الشريط الاخباري

إسرائيليون: “حماس” تعد لنا كميناً إستراتيجياً في رفح.. وصفقة مطروحة ببنود “صعبة للهضم” لتل أبيب

نشر بتاريخ: 26-04-2024 | PNN مختارات
News Main Image

القدس/PNN- تفيد مصادر إسرائيلية وعربية أن وفداً أمنياً مصرياً برئاسة وزير المخابرات عباس كامل يصل إلى تل أبيب، اليوم الجمعة، للقاء مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، ورئيس الموساد دافيد بارنياع، في محاولة لإقناع الجانب الإسرائيلي بالعدول عن اجتياح رفح لصالح صفقة تبادل.

وفي التزامن يزداد الجدل بين مراقبين إسرائيليين حول هذا الاجتياح، الذي يقول جيش الاحتلال إنه جاهز له في انتظار قرار المستوى السياسي.

وحسب مصادر إسرائيلية، تُضاعِف مصر الضغوط وصولاً لصفقة تحول دون اجتياح رفح لأنها تخشى تبعاته، خاصة تهجير أعدادٍ كبيرة من الفلسطينيين لسيناء، ومعها عناصر من “حماس” تتواصل مع جهات جهادية، فيها إحراج لمصر ورئيسها وتهديد الأمن القومي المصري. وقد أبلغت القاهرة واشنطن بمخاوفها هذه، وفق ما قالته صحيفة “هآرتس”، اليوم.

وحسب ما نقلته القناة العبرية 12، فإن الصفقة المقترحة المطروحة الآن من قبل الوسطاء، خاصة مصر والولايات المتحدة، تشمل إفراج “حماس” عن 33 من المحتجزين الجرحى وكبار السن والمرضى، وموافقة إسرائيلية على عودة النازحين لشمال القطاع، وفي المقابل لا تعلن إسرائيل عن إنهاء الحرب.

كما قالت القناة العبرية 12 إن الرقابة العسكرية تمنع الكشف عن بنود أخرى تتضمنها الصفقة المطروحة، وهي “صعبة للهضم” بالنسبة للإسرائيليين، ملمّحة للإفراج عن عددٍ كبير من الأسرى الفلسطينيين، بمن فيهم “أسرى نوعيون”.

كارثة على إسرائيل
وضمن النقاش الإسرائيلي الداخلي حول معنى رفح، التهديد باجتياحها، أو احتلالها، وحول تبعات ذلك، يرى القائد السابق لغرفة العمليات في جيش الاحتلال الجنرال في الاحتياط يسرائيل زيف أن اجتياح رفح خطأ، محذّراً من أن “حماس” تعدّ “كميناً إستراتيجياً” لإسرائيل هناك.

في حديث للإذاعة العبرية العامة، صباح اليوم الجمعة، يعلّل زيف رفضه لاجتياح رفح بالقول إنه بحال تركنا المناطق التي نجتاحها فارغة ستتبدد كل المكاسب العسكرية.

ويضيف زيف: “دون أن نحدّد هوية الجهة التي نسلمها المناطق التي نحتلها بعد العملية العسكرية، فإنني لا أؤيد الاجتياح في رفح. في اللحظة التي تبادر لعملية فيها منسوب الخطر عالٍ جداً نتيجة أن رفح مكان مكتظ وصعب القتال فيه. لا شك عندي أن “حماس” تنصب لنا في رفح كميناً إستراتيجياً ينتج كارثة تحلّ بإسرائيل، ويضاف لذلك حساسية الموضوع بالنسبة لمصر وللولايات المتحدة. في مثل هذه الحالة أنت تقوم بخطوة فيها مخاطرة أكبر بكثير من كل ما فعلناه داخل القطاع”.

كما يوضح زيف متسائلاً بالقول إنه في حال قمت بالاجتياح وبحوزتك فكرة لمن تسلّم المنطقة التي تحتلها، فعندها تفكّك كتائب “حماس”، ولكن إذا ما ذهبت إلى رفح لتفعل ما فعلته في خان يونس، وفي بقية القطاع، فإنك تترك فراغاً فيها وتغادرها، وعندها تستعيدها “حماس” مجدداً، فماذا فعلنا إذن؟

عن ذلك يجيب يسرائيل زيف: “عندها نفقد كل مكاسب الجيش. أنْ نفعل ذات الشيء في رفح يعني وكأننا لم نتعلّم شيئاً، وهذا محبط جداً، ولذا أنا أعارض الاجتياح بشدة. هذه إدارة سياسية يتبعها نتنياهو بضغط سموتريتش وبن غفير، وبخلاف لموقف غالانت وغانتس والمؤسسّة الأمنية. رئيس الحكومة ضعيف جداً، ويتعرّض لضغوط من قبل وزراء متشدّدين يعملون وفق اعتبارات غير أمنية، وهكذا تصنع القرارات في إسرائيل اليوم”.

ويرى زيف أن هناك خيارين؛ إما “حماس” أو “فتح”. ويتابع: عندما لا نبقى القطاع فهذا يعني عملياً أننا تركناها لـ “حماس”. داعياً لتسليم القطاع للسلطة الفلسطينية، فهي عدو عدوك وتكره حماس أكثر منا”.

ويخلص زيف للقول إن “فتح” هي السلطة الفلسطينية، ومعها أنت تدير شؤون الضفة الغربية، ومهما كانوا غير جيدين فهم أفضل من “حماس”، فهم لم يقوموا بالسابع من أكتوبر.

عاموس هارئيل يشكّك
تزامناً مع المساعي المصرية، تؤكد الإدارة الأمريكية أن من يعرقل صفقة جديدة الآن هي “حماس”، خاصة السنوار، وليس إسرائيل رغم أنها كانت في السابق لا تتعاون معنا.

ويبدو أن مثل هذا التصريح، وتجنيد 17 دولة تنسجم مع هذا الموقف، يعكس يأس الولايات المتحدة من مساعي الصفقة التي تريدها، وتعكس رغبتها، على ما يبدو، بضربة دبلوماسية استباقية تحفظ لها ماء الوجه، مفادها أن واشنطن حاولت لكن “حماس” رفضت، وبالتالي وصلنا لاجتياح رفح.

المثير أن مراقبين إسرائيليين كثراً يواصلون التشكيك بنوايا حكومة نتنياهو وحساباتها وحقيقة موقفها من الصفقة المتداولة.

“هنا سلسلة عراقيل ماثلة أمام محاولات صفقة المخطوفين.. وهي ليست داخل غزة فقط”. هذا ما يؤكده مجدداً محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل، اليوم، لافتاً إلى أنه فيما تتشبّث “حماس” بشرطها (وقف الحرب)، يتطلع نتنياهو نحو رفح، ونحو ائتلافه. موضحاً أنه دون تباحث بحل سياسي في اليوم التالي يظهر الآن اقتراحٌ جديد في إسرائيل بإقامة حكم عسكري في شمال القطاع.

يشار إلى أن صحيفة “يسرائيل هيوم” كشفت، أمس، أن السكرتير العسكري الجديد لنتنياهو يدعو، في مذكرة خطية، لضرورة البقاء مطولاً داخل القطاع”، ويبدو أنه يعبّر بذلك عن رغبة نتنياهو نفسه، فمن غير المعقول أن يرفع هذه المذكرة لكل الوزراء دون موافقة مسبقة من نتنياهو.

ويواصل هارئيل التشكيك التقليدي بنوايا نتنياهو: “بعد فترة جمود من المفاوضات من أجل صفقة الأمل اليوم، ألا يتضح الآن مجدداً بأن الحالة الراهنة مثلها مثل الضغط الشديد على دواسة البنزين والسيارة بحالة “نيوترال” لا تتقدم في أي اتجاه، كما حصل في الشهور الأخيرة.. منذ إتمام الصفقة الأولى، في نوفمبر”.

تقليص الأضرار في الوقت الصح
ويتبعه زميله محرر الشؤون الاقتصادية في الصحيفة نحاميا شطرسلر، الذي يقول إن السابع من أكتوبر هزة أرضية بدرجة عشرة على سلّم ريختر.

ويضيف: “بعدها استنتجت ضرورة قتل “حماس” وإلا قتلتْنا. بخلاف السلطة الفلسطينية، “حماس” ليست حركة يمكن التوصل لاتفاق معها، كونها حركة دينية متطرفة، وجزءاً من “التيار الإسلامي المتشدد والإرهابي”. لكن المشكلة أنه عندما يقود إسرائيل شخص جبان متردد، ويميل لتأجيل القرارات مثل نتنياهو، لا يمكن إحراز هدفنا بتصفية حماس”، داعياً لصفقة الآن، حتى مقابل وقف الحرب.

وتحت عنوان “أصغوا لهيرش” تقول صحيفة “هآرتس” إن فيديو المخطوف الإسرائيلي في غزة يذكّر الإسرائيليين وحكومتهم ورئيسها بأنه لا حق لنا بالتنازل عن المخطوفين، ويعزّز الحاجة الملحة جداً لإتمام صفقة الآن مع وقف الحرب.

رفح ليست هي العقاب لـ”حماس”
وهذا ما يؤكده المعلق السياسي الأبرز في القناة 12 العبرية أمنون أبراموفيتش، الذي يتحفظ من مواصلة الحرب، ويدعو لاستعادة المخطوفين الآن وفوراً، لأن قضيتهم أكبر وأخطر من مسألة إنسانية كونها ترتبط بالأمن القومي وبالحلم الإسرائيلي الجامع القائم على التكافل والتعاضد الذي يعني المساس به نسف الفكرة الأساس الذي قامت عليه الصهيونية وإسرائيل.

وينوه أبراموفيتش متسائلاً بالقول إن مصر تعارض اجتياح رفح، وهي في نفس الوقت الوسيط المفضل.. فكيف نناور بين هذا وذاك؟ ويخلص للقول، مبرراً رفضه لاجتياح رفح، ليس فقط أنها تهدّد حياة المخطوفين، بل لأنها ليست هي العقاب لـ “حماس”، بل هي الحكم البديل لها.

دعوات لاجتياح رفح
في المقابل، ووسط تجاهل للتحذيرات الإسرائيلية من مغبة الاجتياح من ناحية أثمانها، خاصة الضرر الذي سيلحق بصورة إسرائيل وصبّ الزيت على احتجاجات العالم ضدها، يدعو أعضاء كنيست من الحزب الحاكم “الليكود” لاجتياح رفح، آخرهم حانوخ  ملفينسكي، الذي قال للإذاعة العبرية اليوم إن الاستنكاف عن اجتياح رفح يعني خسارة الحرب، معبّراً بذلك عن موقف حزبه وموقف حكومته.

وحول اليوم التالي، ردد ما يقوله نتنياهو منذ شهور: “عندما ننهي سنبحث اليوم التالي”.

وهذا ما يدعو له رئيس معهد “مسغاف”، مستشار الأمن السابق مئير بن شبات، إذ يقول في مقال جديد إنه ينبغي احتلال رفح بشكل واسع رغم الضغوط الأمريكية والمصرية، مبرراً دعوته لاجتياح قوي بالزعم أن هذه حاجة لتقليص الخسائر في صفوف الجيش. وتابع دون تسوية التناقض في دعوته: “في ذات الوقت، على المستوى السياسي فحص السؤال كيف يمكن استغلال الوضع القتالي من أجل دفع تحرير المخطوفين”. مشدداً على الحاجة لتفكيك قدرات “حماس” العسكرية في رفح، اغتيال، أو اعتقال قادة “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، وقف سلطة “حماس” المدنية، السيطرة على محور التهريب في فيلادلفيا، والسعي لاستعادة الأسرى.

شارك هذا الخبر!