واشنطن/PNN- ذهب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" إلى أن الهجوم الإسرائيلي المرتقب على رفح قد يفرض لجوءا إجباريًا لأكثر من مليون فلسطيني، يحتمون في هذه المدينة الحدودية، إلى مصر.
وبحسب التقرير، من شأن أية خطوة عسكرية كبيرة ستقدم عليها حكومة الحرب الإسرائيلية في رفح أن تؤدي إلى فرار محموم لمئات الآلاف من سكان غزة، الذين وصل الكثير منهم إلى المدينة بعد أن دمّر الجيش الإسرائيلي منازلهم وأحياءهم في أماكن أخرى من غزة؛ إثر هجمات السابع من أكتوبر.
ولعدة أشهر، كانت هناك تكهنات بشأن ما إذا كانت مصر ستسمح لعشرات الآلاف من الفلسطينيين بالفرار إلى بر الأمان في صحراء سيناء؛ فالقاهرة ليست حريصة على السماح بتدفق اللاجئين؛ نظراً لمخاوفها الأمنية الداخلية، والمخاوف العربية الأكبر من منع الفلسطينيين من العودة إلى وطنهم، مثل الجيل السابق من اللاجئين الفلسطينيين.
وبغض النظر عن شكوك الخبراء الذين يعتقدون أن حركة حماس بعيدة كل البعد عن الهزيمة، أو مخاوف الدبلوماسيين الأجانب وعمال الإغاثة الذين يخشون الكوارث التي قد يتعرض لها المدنيون في حال هجوم إسرائيل على رفح، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وحلفاءه لا يزالون يصرون ويشيرون بقوة منذ أسابيع إلى نيتهم شنّ هجوم واسع النطاق على رفح؛ للقضاء على بصمة حركة حماس المسلحة في المدينة.
وأشار التقرير إلى أن إدارة بايدن والشركاء الأوروبيين والإقليميين الرئيسيين للولايات المتحدة لا يزالون يحثون نتنياهو على إعادة النظر في العملية المكثفة في رفح، ويبدون مزيدا من القلق من عواقب هكذا عملية على الصعيدين الأمني والإنساني.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: "إن الهجوم البري على رفح ستكون له عواقب كارثية على الوضع الإنساني في غزة التي مزقتها الحرب، وعلى السلام والأمن الإقليميين على نطاق أوسع".
وفي السياق ذاته، وجّه رؤساء أكثر من 50 منظمة إنسانية دولية غير ربحية رسالة إلى الرئيس الأمريكي بايدن، قالوا فيها: "إن تقييمنا هو أنه إذا حدث هجوم على رفح، وانهار هيكل المساعدات في جميع أنحاء قطاع غزة، فلن تكون هناك خطة إنسانية ذات مصداقية أو قابلة للتنفيذ لمنع المجاعة، التي تؤثر على مئات الآلاف من الأشخاص".
وخلص التقرير إلى أن الصورة في غزة لا تزال قاتمة. وفي حال لم يتوجه النازحون إلى مصر، عند حدوث هجوم إسرائيلي واسع، سيضطرون للفرار إلى مناطق أخرى من الأراضي التي أحدثت فيها إسرائيل بالفعل سلسلة من الدمار، وأصبحت غير مؤهلة لتحقيق أدنى متطلبات الحياة.