الداخل المحتل/PNN- فوجئ الإسرائيليون، بكشف صحفيين ووسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لجأ لتسريب مواقف سياسية حول مفاوضات وقف الحرب في غزة وتبادل الرهائن مع حماس، تحت ستار "شخصية وهمية".
ونقلت أغلب وسائل الإعلام الإسرائيلية تصريحات منسوبة لـ"مسؤول سياسي كبير" يؤكد فيها أن إسرائيل في حال موافقتها على اتفاق التهدئة وتبادل الأسرى، فإن ذلك لن يكون ملزماً لها بإنهاء الحرب بشكل كامل.
كما أكد "المسؤول السياسي" أن إسرائيل لم تفوض وسطاء التهدئة بإعطاء أي تعهد بإنهاء الحرب، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي سينفذ عمليته العسكرية في مدينة رفح حتى لو تم التوصل لاتفاق بشأن الرهائن لدى حماس، حيث تجري الأخيرة مفاوضات في القاهرة بوساطة مصرية - قطرية - أمريكية.
وجاء هذا التسريب على خلفية ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية حول تعهد واشنطن لحماس بأن يكون تنازلها عن بعض مطالبها من أجل التوصل لاتفاق لتبادل الأسرى، سيكون بداية لوقف إطلاق نار شامل ينهي الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر.
وفي خطوة غير معتادة، قال مراسل القناة الـ"12 الإسرائيلية" يارون أبراهام، إن "المسؤول السياسي الذي نشر إعلانات بشأن المفاوضات مع حماس هو رئيس الوزراء نتنياهو"، مضيفاً "أرفض المشاركة في لعبة مكتب رئيس الوزراء هذه. المسؤول السياسي هو نتنياهو".
صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية قالت إن "تصريح نتنياهو تحت غطاء مسؤول مجهول لا يمثل وجهة نظر المجلس الوزاري، وإن المسؤول الذي لم يكشف عن اسمه وهدد بدخول رفح، حتى في حال التوصل لاتفاق هو بنيامين نتنياهو".
ويشير النهج الذي لجأ إليه نتنياهو إلى رغبته في عدم إظهار أنه الطرف المعرقل لمفاوضات التهدئة في القاهرة، أمام واشنطن، مع تأكيده على أن الحرب لم تنتهِ حتى لو تم التوصل لاتفاق، وهي الخطوة التي تعتبرها حماس خطاً أحمر، ما قد ينسف جهود التهدئة.
كما يشير إلى أن نتنياهو يريد استمرار تماسك ائتلافه الحكومي، حيث يعارض حجرا الزاوية في الحكومة، المتطرفين إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتيرتش، أي اتفاق يمكن أن ينهي الحرب في غزة.
رسائل مزدوجة لإفشال الصفقة
وهاجم بعض أهالي المختطفين الإعلانين اللذين نشرهما "المسؤول الإسرائيلي" المجهول، وقالوا إن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يختبئ تحت مسؤول سياسي كبير، لتأكيد أن إسرائيل لن توافق على إنهاء الحرب مقابل صفقة تعيد جميع المختطفين"، بحسب موقع "تايمز أوف إسرائيل".
واتهمت إيناف تسينجوكر، وهي والدة أحد الرهائن في غزة، نتنياهو بـ"الاختباء تحت مسؤول سياسي كبير، وبالتالي إرسال رسائل مزدوجة بشأن الصفقة التي يحاول إفشالها"، وفق ما ذكرت القناة الـ"12 الإسرائيلية".
ونقلت القناة عن إيلا ميتسجر، وهي زوجة أحد الرهائن في غزة، قولها إن "نتنياهو بنشر تقارير تحت غطاء مسؤول سياسي يؤكد أنه يفضل بن غفير وسموتريتش على إعادة المختطفين".
انتقادت لاذعة من غانتس
بدوره هاجم الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس، نشر الإحاطة المجهولة، مشيراً إلى أن إسرائيل لم تتلقَ أي رد رسمي على الخطوط العريضة للاتفاق بعد، واصفاً لجوء نتنياهو لتسريب مواقف تحت غطاء شخصية مجهولة بأنه "هستيريا".
وقال غانتس إنه "عند قبول حماس بالمقترح سوف يجتمع مجلس إدارة الحرب ويناقشه، وحتى ذلك الحين أقترح على (السلطات السياسية)، وجميع أصحاب القرار انتظار التحديثات الرسمية والتصرف بهدوء وعدم الدخول في حالة من الهستيريا لأسباب سياسية".