طولكرم /PNN / وقعت المكتبة الوطنية الفلسطينة، وجامعة فلسطين التقنية - خضوري، اتفاقية تعاون مشترك خصصت للعمل على جمع وحفظ الأرشيف الفلسطيني، وتعزيز التفاعل البيني وتطوير مجالات التعاون الوثيق بينهما، من منطلق إيمانهما بضرورة تبادل الخبرات وتعزيز التعاون، وتنسيق الجهود الرامية إلى زيادة الوعي بأهمية الأرشيف وحفظه وتعزيز السردية الوطنية وخطاب الحق الفلسطيني.
ووقع الاتفاقية "عيسى قراقع" رئيس المكتبة الوطنية الفلسطينية، والدكتور "حسين شنك" رئيس جامعة خضوري حيث اتفق الطرفان، على توفير سبل التعاون المشترك في مجال عمل المكتبات الوطنية والأرشيفية بكافة أشكالها، والعمل على تنظيم الندوات والمؤتمرات المتخصصة.
وعقد الحلقات والورش التدريبية المهنية، لرفع كفاءات العاملين والموظفين لدى المؤسستين، وتوسيع نطاق الدراسات والأبحاث العلمية المشتركة.
كما توافق الطرفان، على تبادل خبرات ذوي المعرفة والاختصاص في الحقول المتفق على تفعيلها، بما في ذلك مجالات التوثيق والأرشفة الورقية والرقمية.
إلى ذلك، أثنى قراقع على الدور الحيوي والهام الذي تقوم جامعة فلسطين التقنية خضوري، والخدمة الجليلة التي تقدمها للمجتمع الفلسطيني، وهي التي تدرس وتعلم 12.000 طالب وطالبة دفعة واحدة من أبناء الوطن، ليس من اليوم بل من ثلاثينيات القرن الماضي؛ وهي صرح تعليمي وحضاري مشع ومنير، خرج عشرات آلاف الكفاءات العلمية، التي ساهمت في تحقيق نهضة فلسطين، ونهضة غيرها من الأقطار العربية الشقيقة.
لهذا - أضاف قراقع - "إنه لمن دواعي سروري توقيع هذه الاتفاقية، التي ستسهم حتماً في تعميق مساعي مسح وتنظيم الكنوز الوثائقية والأرشيفية، التي تحتفظ بها جامعة خضوري على مدار قرن كامل من الزمان، ومن ثم إتاحتها بأفضل طرق الاتاحة لجمهور الباحثين والدارسين والطلاب، من داخل فلسطين وخارجها، وتمكينهم من إجراء بحوثهم ودراساتهم اللازمة عليها، وعلى الفترات والحقب التاريخية التي كتبت فيها".
وهي بلا شك وثائق تتضمن العديد من المعارف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المتنوعة، لهذا نحن حريصون على تبادل الخبرات والتجارب العلمية والعملية الداعمة لهذا الجهد الوطني الكبير، للمضي قدماً في حماية موروثنا الأرشيفي والمعرفي من التلف والضياع والاستلاب، لما أظهره الوحش الإسرائيلي من بربرية في التعامل مع الصروح الأرشيفية ومراكز حفظ المعلومات والمقتنيات الحضارية في غزة خلال حرب الإبادة الدائرة رحاها الآن في غزة.
كما أكد قراقع على أن توقيع اتفاقية العمل والتعاون المشترك مع جامعة خضوري، سيشكل علامة فارقة على صعيد تكاملية الأدوار الوطنية، المكرسة لجمع شتات الأرشيف الوطني داخل فلسطين وخارجها.
وهذه بلا شك لحظة حاسمة في مسيرة عمل المكتبة الوطنية الفلسطينية؛ حيث نصنع فيها الفرق معاً ما بين الجهد النظري والتطبيق العملي للتطلعات المشتركة، المؤسسة على التشبيك الرشيد بين المؤسسات الوطنية الرائدة والمتصدرة للمهام الصعاب.
من هنا يأخذ مشروع المكتبة الوطنية الفلسطينية، أهميته كمظلة جامعة للجهد، وناظمة للسياسات العامة المكرسة لمسح وتنظيم الكنوز الأرشيفية، وضبط إيقاع الحياة الثقافية والفكرية في فلسطين، حيث تبرز يومياً أمامنا أهمية الجامعات كمكرس محترف لضروب وأنماط التعامل العلمي والأكاديمي السليم مع الموروث الثقافي والحضاري لشعبنا.
إلى ذلك أكد الدكتور "شنك" على أن جامعة خضوري تضع توثيق التاريخ الفلسطيني، في مقدمة أولوياتها وواجباتها الوطنية، كونه جزء مؤسس لبناء السردية الوطنية الواحدة.
سيما أنها من أوائل المؤسسات الفلسطينية التعليمية التي شهدت على مراحل مهمة من التاريخ الفلسطيني، لهذا فهي تحتفظ بحوالي 120.000 تغطي مختلف جوانب حياة شعبنا، بدءاً من عام 1880م، وهذا يعني أن هناك وثائق بحاجة ماسة وفورية للصيانة والترميم.
وأضاف، "إن جامعة خضوري تمثل مصدراً مهماً للوثائق الفلسطينية التاريخية، علاوة على أهمية التوثيق بطريقة علمية وممنهجة عن طريق عمليات البحث العلمي في التأريخ والأرشفة، ونشر الأبحاث والمقالات والمخطوطات، مؤكداً على أهمية المركز الوطني للتوثيق الذي أنشأته الجامعة، ودوره في توثيق وحفظ وثائق جامعة خضوري بشكل خاص، ومحافظة طولكرم عموماً، آملاً أن تبدأ المؤسسات كافة بالتوثيق وإنقاذ الوثائق من طي النسيان".
كما بين "أن جامعة فلسطين التقنية خضوري كجامعة حكومية، تحمل على عاتقها مسؤولية كبيرة تجاه طلبتها وتجاه الوطن، مشيراً إلى أن الجامعة تقدم تخصصات شاملة ونوعية بأقساط رمزية تفسح المجال للطلبة من استكمال تعليمهم في ظل الظروف الصعبة التي تواجه المجتمع الفلسطيني، كما أن إدارة الجامعة ورغم التحديات والعراقيل التي يضعها الاحتلال، وموقعها الجغرافي الملاصق للخط الأخضر تتبنى فكرة التعليم المقاوم، وتتحدى سياسة التجهيل من خلال استكمال العملية التعليمية بجودة عالية دون انقطاع".
كما بين نائب رئيس مجلس أمناء الجامعة المهندس "سليمان الزهيري"، أن الجامعة ترحب بمثل هذه الشراكات الوطنية والبناءة التي تصب في مصلحة الوطن، والرواية الفلسطينية التي تواجه سرديات مغلوطة ومضللة، مؤكداً أن دور الجامعة في مجال جمع الوثائق وحفظها في غاية الأهمية، كونها تستند إلى أسس علمية محكمة، تستطيع أن تصمد أمام محاولات طمسها المتعاقبة منذ عقود، وهذا واجب تقوم به الجامعة وتنقله للأجيال القادمة.
كما اتفق الجانبان بعد التوقيع على الاتفاقية، على المضي قدماً بتدابير إنشاء الفهرس الوطني، بعد أن حازت المكتبة الوطنية الفلسطينية عضوية الفهرس العربي الموحد.