وين العرب، وين المسلمين، صرخات بتنا نسمعها بشكل شبه يومي تقريبا منذ بدأ العدوان الإجرامي على قطاع غزة.
سؤال وين العرب، وين المسلمين، هو سؤال محق طالما هنالك " ادعاء" بأن هذه امة عربية واحدة ترتبط بكل عوامل الامة، وهو ايضا محق عندما يتعلق الأمر بأمة او امم الإسلام.
ان لم " يستنجد" العربي بأخيه العربي، فبمن يستنجد، هل ب اميركا رأس الشر وسبب كل الطغيان و الظلم والجور في هذا العالم.
نداء الغزيين المتكرر هذا هو من أجل دعوة قادة الامة لوقف هذا العدوان الظالم وغير المسبوق بمستوى الإجرام والدموية منذ الحرب العالمية الثانية، فهم "الغزيون" يراهنون على أمل او لعل وعسى أن يسمع قائد عربي او إسلامي هذا النداء فيهب للمساعدة او النجدة.
في كل مرة استمع فيها إلى هذه " الصرخة" ينتابني شعور بالغضب والحيرة واسترجع ما تعلمناه في المدارس عن استصراخ المرأة المسلمة او العربية " لا فرق" المعتصم الذي لبى النداء، وأتساءل فيما إذا كان درس التاريخ ذاك حقيقيا ام ان القصة برمتها مجرد كذبة ممجوجة لم تحدث ابدا.
بعد حوالي ثمانية أشهر من العدوان الصهيوني الاجرامي، صار من المؤكد أن امة العربان وامم المسلمان تغط في سبات عميق ويبدو انها لن تستيقظ حتى لو ضربها الطوفان.
لقد أثبتت هذه الحرب العدوانية ان الامة ليست بخير، وإن شعوب الامة "مع بعض الاستثناءات" لا تختلف عمن يقودها، فهي غارقة في غفلة من أمرها بطريقة تبعث على الحزن والإحباط.
إن من المعيب أن نرى عشرات لا بل ومئات الآلاف من البشر في دول العالم الذين يجوبون شوارع المدن والعواصم بشكل أسبوعي تقريبا فيما لا نرى ذلك في شوارع المدن العربية والإسلامية.
اخيرا، فإنني أتوجه إلى الصابرين الصامدين في غزة العزة والكرامة والتضحية، أن يتوقفوا بشكل مطلق عن "استصراخ" الامة العربية والإسلامية لأنهما " الامتين" كما قال الشاعر
لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
لان من لم ير كل هذا الدم منذ البداية وحتى الآن ، من المؤكد انه لن يراه مهما طال الزمن.