بيروت/PNN- وصلت في الأيام الماضية "رسائل دبلوماسية" إلى بيروت تضمنت تهديدا بهجوم "إسرائيلي" قريب على لبنان، وفق ما نقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية اليوم الثلاثاء، عن "مصادر بارزة"، التي أشارت إلى أن معظم الموفدين إلى العاصمة اللبنانية وصفوا التهديد "الإسرائيلي" بأنه "جدي".
وأضافت هذه المصادر أن الرسالة الدبلوماسية البريطانية كانت الأبرز في هذا السياق، إذ أنها “حددت موعداً للضربة "|الإسرائيلية" منتصف حزيران الجاري، مع نصائح بضرورة القيام بإجراءات التموين اللازمة للحرب التي لن يكون معروفاً مدى رقعة توسّعها ولا مدتها الزمنية".
وفي موازاة ذلك، قال الوزير اللبناني السابق وليد جنبلاط، إنه سمع خلال زيارته الأخيرة إلى الدوحة تخوّفاً قطرياً من النوايا "الإسرائيلية" تجاه لبنان، وأن المسؤولين القطريين عبروا أمامه عن قناعتهم بأن "إسرائيل لا تريد وقفاً لإطلاق النار في غزة"، رغم المحاولات الأميركية للتوصل إلى اتفاق.
وحسب الصحيفة، فإنه قبل إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن، عن المقترح "الإسرائيلي" لوقف الحرب في غزة، وإبرام صفقة لتبادل الأسرى بين "إسرائيل" وحركة "حماس"، تلقى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، اتصالاً من مستشار بايدن لشؤون أمن الطاقة والمكلّف بمتابعة الملف اللبناني، عاموس هوكشتين، استمر حوالي 40 دقيقة.
وقال هوكشتين إن إدارة بايدن "تصرّ على استكمال التفاوض للوصول إلى حل للجبهة الجنوبية وهي تقوم بمسعى للتوصل إلى هدنة في غزة، ومتى حصل ذلك فسنباشر في التفاوض حول النقاط غير المتفق عليها"، حسب الصحيفة، التي نقلت عن بري قوله إنه "لم يأت هوكشتين على ذكر المقترح لا من قريب ولا من بعيد"، بينما اعتبرت مصادر مطّلعة أن تفاؤل هوكشتين "تبدّد على ما يبدو بسبب تعاطي حكومة العدو مع المقترح".
ويستبعد محللون عسكريون "إسرائيليون" أن توسع "إسرائيل" القتال مقابل "حزب الله" إلى حرب شاملة، لأن من شأن ذلك بحسبهم، أن يؤدي إلى حرب إقليمية واسعة. وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قد رفض في بداية الحرب على غزة خطة قدمها وزير الأمن، يوآف غالانت، ورئيس أركان جيش الاحتلال هيرتسي هليفي، بشن هجوم كبير على لبنان. وكان بايدن قد طلب من نتنياهو حينها عدم توسيع الحرب إلى لبنان، وجلب إلى البحر المتوسط حاملة طائرات بهدف ردع "حزب الله" وكذلك إيران، من توسيع الهجمات ضد "إسرائيل".
وكتب رئيس تحرير صحيفة "هآرتس"، ألوف بِن بسخرية في مقال اليوم الثلاثاء، أنه “بعد حوالي ثمانية أشهر من القتال في قطاع غزة دون أن يؤدي ذلك إلى هزيمة "حماس" حتى الآن، فإن الروح القتالية المتبقية في هيئة الأركان العامة من أجل فتح جبهة أخرى تستحق التقدير فعلا".
إلا أن بِن لفت إلى أن "نتنياهو يدرك جيدا أنه لا يوجد لدى الجيش أي طريقة للحسم ضد حزب الله، وأن حربا كاملة ضده ستجلب دمارا واسعا إلى التجمعات السكانية، منشآت البنية التحتية والاقتصاد في إسرائيل. ودمار لبنان لن يساعد الإسرائيليين الذين سيتم القضاء على أقاربهم وبيوتهم ومصالحهم التجارية، مثلما الدمار في القرى اللبنانية خلف الحدود لا يشكل عزاء لسكان الجليل الذين تم إخلاؤهم".