الشريط الاخباري

اكدوا ل PNN عدم رغبتهم للعودة للعمل باسرائيل: عمال فلسطينيون يعودون لزراعة اراضيهم ونجحوا باستصلاحها شاهد …

نشر بتاريخ: 11-07-2024 | برامجنا التلفزيونية , تقارير مصورة , PNN مختارات , قصص "قريب"
News Main Image

نابلس /PNN/ وصال ابو عليا ومحمد نوفل - لم ينتظروا التصاريخ للعودة للعمل في الداخل المحتل، بل اتخذوا قرارهم بإيجاد مصدر رزق لهم ولعائلاتهم بالعودة إلى الزراعة، حفاظا على الأرض من جهة، ولأسباب اقتصادية من جهة أخرى، فكان التوجه لدى 75 عاملا ممن كانوا يعملوا في الداخل بزراعة الخضراوات بأصناف مختلفة في بيوت بلاستيكية في قرية بيت دجن بمحافظة نابلس.

عشرات العمال لم يستسلموا في قرية بيت دجن التي تقع إلى الشرق من مدينة نابلس وعلى بعد 10 كم منها، وتبلغ المساحة العمرانية للقرية 360 دونماً، ومجموع مساحة أراضيها 48000 دونم، وجزء منها ضمن المنطقة المصنفة ج. وقام هؤلاء العمال بزراعة الخضراوات على مساحة تزيد عن مئة دونم في بيوت بلاستيكية خاصة، في إطار تحديهم لسياسة الاحتلال بمنعهم من العودة للعمل في الداخل بعد السابع من اكتوبر الماضي، وحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال في قطاع غزة، وعدزانه المتواصل على الضفة.  

وقال مازن مثقال أبو جيش في حديث مع شبكة فلسطين الاخبارية PNN: "كنت أعمل في الداخل لمدة 10 سنوات، وبعد السابع من اكتوبر أصبحت بلا عمل، حيث بقيت لمدة أربعة شهور دون أي عمل ولا أفق بالعودة لعملي في الداخل، وبعد ذلك جاءتني فكرة برغبتي بالعمل في الزراعة، لذلك طرحتها في البداية على عائلتي التي أعجبت بالفكرة وشجعتني، ومن ثم تحدثت مع العمال الآخرين وعددهم 75 وقوبلت الفكرة بالقبول، ومن ثم لجأنا للمجلس القروي وأبلغناهم برغبتنا بالعمل في الزراعة، لاسيما وأن هناك مساحة لا بأس بها من الأراضي الخصبة في القرية، لكنها مصنفة سي، ولا يوجد فيها شبكة طرق ولا خطوط مياه ولا كهرباء".

ويضيف أبو جيش أن المجلس القروي وفر لهم الطريق الزراعي وشبكة الكهرباء، فيما الإغاثة الزراعية وفرت 3 آبار للمياه.

يشير أبو جيش إلى أن الظروف كانت صعبة في البداية، في ظل عدم وجود مصدر دخل، إلا أن الرغبة والإصرار دائما على تحقيق النجاح بمساندة وتشجيع العائلة والمحيطين، ساهمت بتحقيق الفكرة على أرض الواقع.

ولفت المزارع أبو جيش أن الاستيطان يتركز على أطراف القرية وتمت مصادرة آلاف الدونمات من أراضي المواطنين، وأوضح أن هدفنا من الزراعة بشكل أساسي  لتثبيت الأرض وحمايتها من الاستيطان، إضافة للهدف الاقتصادي، وأشار أن المنطقة عامرة الآن بوجود العمال الذين يعتمدون على الزراعة كمصدر للدخل .  

أكد أبو جيش أنه كان لديه في البداية تخوفات أن لا تنجح فكرة الزراعة في البيوت البلاستيكية، وقد لا يتم تسويق ما يتم انتاجه، وأضاف أنه رغم كون الأسعار منخفضة، إلا أن الأمور ايجابية، وهناك اقبال على الشراء ويتم تسويق كامل المحصول الذي نزرعه (بندورة، فليفلة وباذنجان)، ويتم البيع للمحلات المجاورة وحسبة بيتا وعدد من التجار.  

وعن طموحه للفترة القادمة، أعرب أبو جيش عن أمله أن يتمكن من عمل 4 بيوت بلاستيكية أخرى وأن يتوسع عمله بشكل أكبر، رغم التكلفة المرتفعة للبيت البلاستيكي الواحد حيث تبلغ 43 ألف شيكل.

وعن احتمالية عودته للعمل في الداخل إذا ما تحسنت الأوضاع في الضفة الغربية، يؤكد المزارع أبو جيش أنه اتخذ قرارا بعدم العودة للداخل، ووجه رسالة لكل العمال مفادها: أن كل شخص بإمكانه أن يبدأ بالعمل إما في الزراعة أو الصناعة أو غيرها، ويضيف "بدنا نعمر بلادنا"..

ويتحدث أبو جيش عن مساندة العائلة وسعادتها بهذا العمل، بقوله: "كل يوم الصبح الأولاد بحكولي يلا ننزل على الأرض بحسوها متعة ورحلة، وأنا أكون سعيدا أثناء عملي في الأرض"  

أما عن ما يحققه هذا العمل، يؤكد المزارع أبو جيش أنه غير مجدي بالشكل المطلوب من الناحية المالية، ولا يوازي ما كان يحصل عليه في الداخل، ويضيف أن الفرق في هذا العمل أن الشخص يكون صاحب القرار في عمله، الذي يجعله مالكا للمكان وليس عاملا فيه.

 

وعن تجربة سهاد أبو جيش في العمل في هذا البيت البلاستيكي، وهي معلمة في مدرسة خاصة- مدرسة التعليم والإبداع- في بيت فوريك، تقول إنها تساعد زوجها في العمل الذي كان صعبا عليها في البداية نظرا لعدم وجود تجربة سابقة لها في الزراعة، إلا أنها مع التدريب ورؤية زوجها كيف يزرع ويعتني بالمزروعات، تعلمت شيئا فشيئا. 
وتضيف أنها وعندما طرح زوجها الفكرة، تحمست وأعجبت بها، لا سيما وأنها ستوفر دخلا لعائلتها التي تتكون من سبعة أفراد.

أما الشاب حافظ أبو جيش، يوضح أنه يعمل مع والده بزراعة الخضراوات منذ حوالي 4 شهور، ويقول: "بلقط بندورة وبعبي بالكراتين"، ويضيف أن العمل في البيت البلاستيكي بدأ في الخامس عشر من آذار الماضي، ويتمنى أن يتقن عمله بشكل أكبر ويصبح مزارعا مبدعا.  

تم إنتاج هذه القصة ضمن برنامج “قريب” الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الإعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.


 

 

شارك هذا الخبر!