الداخل المحتل/PNN- يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاعتذار لرئيس الأركان هرتسي هاليفي عن تصريحات بشأن الحرب على قطاع غزة لم تلق استحسان الجيش، وفق إعلام عبري الثلاثاء.
وحسب القناة "12" (خاصة)، قال نتنياهو في مؤتمر صحفي السبت إنه "على مدى أشهر لم يحدث أي تقدم (في القتال بقطاع غزة)، لأن الضغط العسكري لم يكن قويا بما فيه الكفاية".
وتشن إسرائيل بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا على غزة أسفرت عن نحو 128 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود.
وتابع نتنياهو: "أدركت أنه من أجل (إبرام) صفقة إعادة المختطفين (الأسرى الإسرائيليين بغزة) ومن أجل الانتصار على حماس، يتعين علينا أن ندخل رفح (جنوبي قطاع غزة)".
ومنذ 6 مايو/ أيار الماضي، تشن إسرائيل هجوما بريا على رفح، وسيطرت على محور فيلادلفيا (صلاح الدين)، بما يشمل معبر رفح البري بين القطاع ومصر.
ووفق القناة، فإن تصريحات نتنياهو لم تلق استحسانا من قادة الجيش، وعلى رأسهم هاليفي.
وقالت إن "مسؤولين في الجيش اعتبروا أن تصريح نتنياهو فُهم منه أنه أراد العمل في رفح، لكن كبار ضباط الجيش لم يفعلوا ذلك، وبالتالي اضطر إلى الضغط عليهم".
وطالب هاليفي، الأحد، نتنياهو بالاعتذار خلال اجتماع أمني حضره أيضا رئيسا جهازي الأمن العام (الشاباك) والمخابرات الخارجية ديفيد بارنيع، حسب القناة.
وفي الاجتماع، قال هاليفي لنتنياهو إن "هذه التصريحات خطيرة. أطالب رئيس الوزراء بإصدار اعتذار".
لكن، وفق القناة، "لم يقدم رئيس الوزراء نتنياهو الاعتذار حتى اللحظة".
وقال متحدث باسم الجيش، ردا على طلب القناة التعليق: "لا نتطرق إلى ما يُقال في المناقشات المغلقة".
واكتفى مسؤولون في مكتب نتنياهو بالقول إنهم "ليسوا على علم بمثل هذا التصريح في هذا الاجتماع (الأمني)".
ومنذ بداية الحرب على غزة، طفت على السطح في مناسبات عدة خلافات بين نتنياهو وقادة الجيش، لاسيما بشأن تبادل اتهامات عن المسؤولية عن هجمات حماس في 7 أكتوبر الماضي.
وفي ذلك اليوم، هاجمت حماس 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة غزة؛ ردا على "جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى"، وفق الحركة.
وتواصل تل أبيب حربها على غزة متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.
كما تتحدى إسرائيل طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في غزة.
وللعام الـ18، تحاصر تل أبيب قطاع غزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.