رام الله /PNN- قال المكلّف بتسيير وزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية الطاهر سالم الباعور، إن ما يحدث في قطاع غزة أظهر الوجه الحقيقي للعالم الذي ينادي بالحرية والعدالة واحترام مبادئ حقوق الإنسان، وبين زيف شعارات حقوق الإنسان في ظل الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون.
وشدد الباعور في حديث لبرنامج مع رئيس التحرير الذي يقدمه محمد البرغوثي عبر تلفزيون فلسطين، على ضرورة إلزام دولة الاحتلال للانصياع للقرارات الدولية والتي تقابلها دائما بالرفض، مضيفا: إذا كنا لا نستطيع تطبيق القرارات الأممية، فعلى الجميع مراجعة هذه القوانين والتنصل منها أيضا.
وأكد أن ليبيا تدعم الحقوق الفلسطينية وتتبنى مواقف القيادة الفلسطينية، كما أنها دائمة التنسيق والتشاور مع الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية، لافتا إلى أن التنسيق بين الطرفين عال وعلى المستويات والأصعدة كافة حول القضايا المطروحة في المجتمع الدولي والمتعلقة بفلسطين.
ولفت الباعور إلى أن الشعب الليبي بأكمله مرتبط ارتباطا وجدانيا بالقضية الفلسطينية، ويقف إلى جانب الشعب الفلسطيني منذ احتلال أرضه ومستمر في ذلك حتى نيلهم حقوقهم المشروعة، مؤكدا أن القضية الفلسطينية قضية مركزية وعلى العالم الإسلامي والعربي الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى نيل حريته واستقلاله.
وأكد أن النصر الذي حققته الدولة الفلسطينية في المؤسسات الدولية يعد تقدما كبيرا رغم الموقفين الأميركي والإسرائيلي، مثمنا ما أقدمت عليه الجزائر بتقديم مقترح بانضمام دولة فلسطين كعضو دائم في الجمعية العامة في الأمم المتحدة، قائلا "نحن نشهد تطوراً ملموسا وواضحا بالمواقف الدولية لصالح القضية الفلسطينية".
ولفت إلى أن الحكومة الليبية تواصلت مع الولايات المتحدة الأميركية التي تستخدم الفيتو ضد الفلسطينيين، ما جعلها في موقف محرج أمام العالم الذي ينتصر للحق الفلسطيني، والتي بدأت تخوض نقاشا من أجل إيجاد قاعدة مشتركة لتحقيق السلام، مؤكدا ضرورة إدراك الإدارة الأميركية أنه لا يمكن لإسرائيل أن تشعر بالأمن والسلام ما لم يشعر به الفلسطينيون.
وأشار المكلّف بتسيير وزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية إلى أن المظاهرات والحراك الطلابي في دول العالم له دور كبير في تغيير مواقف وسياسات العديد من الدول الغربية ومن ضمنها الإدارة الأميركية، إضافة إلى الاختلاف في طريقة طرح الإعلام الدولي للأحداث.
وشدد على ضرورة استمرار الضغط الدبلوماسي العربي على الموقفين الأميركي والأوروبي، لافتا إلى الدور الكبير للجنة التي شكلت بعد القمة العربية والإسلامية التي عقدت في الرياض خلال العام المنصرم، مؤكدا ضرورة إيجاد الحلول المستدامة والجذرية للقضية الفلسطينية، ووقف إطلاق النار وإدخال المساعدات، منوها إلى أن المشكلة بدأت منذ احتلال فلسطين عام 1948 وليس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وكشف الباعور عن توجه حكومته لاعتماد سفير لدولة ليبيا غير مقيم لدى دولة فلسطين، وأنه كان من المقرر الإعلان عن ذلك ضمن زيارة الرئيس محمود عباس إلى ليبيا، إلا أن الزيارة أجلت بسبب انشغال سيادته جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أننا كعرب جاهزون للحلول السلمية، إلا أن إسرائيل هي التي ترفض دائما وتقوم بعرقلة إتمام أية حلول ومقترحات من شأنها إيجاد الحل السلمي والدائم في المنطقة، مؤكدا أن مواقف السلطة الوطنية الفلسطينية مدعومة بموقف عربي يتبنى الحلول السلمية.
وأكد الباعور أنه من المخجل أن يتم السكوت على ما تقوم به دولة الاحتلال ضد المؤسسات الدولية التي تتعرض للقصف وموظفيها للقتل في قطاع غزة، مضيفا أنه من العيب الاكتفاء بالإدانات لعمليات القتل والاستهداف لمؤسسات الأمم المتحدة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا.
وشدد على ضرورة توفير الدعم العربي والإسلامي للحكومة الفلسطينية لتستطيع تقديم خدماتها للشعب الفلسطيني، وذلك لن يتحقق إلا بوجود شبكة الأمان العربية التي تخصص المبالغ الخاصة لذلك.
وقال: نحن في ليبيا نعمل على تقديم كل ما نستيطيع لإخوتنا في فلسطين، ورغم كل ما نقدمه نشعر بالتقصير حيال ما يتعرض له الشعب الفلسطيني والتضحيات التي يقدمها دفاعا عن حقوقها وعن شرف الأمة العربية والإسلامية.
ولفت المكلّف بتسيير وزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية إلى اتفاق بين وزارتي العمل الليبية والفلسطينية لاستقدام أياد عاملة، وجار العمل على وضع آليات تنفيذ وتفعيل هذا الاتفاق، إضافة إلى معاملة الفلسطينيين المقيمين هناك كالمواطنين الليبين بكافة المجالات، مشيرا للقرار الأخير وهو إعفاء الفلسطينيين من غرامات الإقامة والتأشير.
ونوه إلى انضمام حكومته للدعوة التي قدمتها جنوب إفريقيا ضد دولة الاحتلال في محكمة العدل الدولية، وتم قبولنا في الدعوة المقدمة، وفي شهر آب/ أغسطس المقبل ستكون لدينا الإحاطة حول هذه القضية.
ولفت الباعور إلى أن دولة الاحتلال تقيم المستوطنات لتقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية ومنع قيام الدولة الفلسطينية، منوها إلى أن حكومته تحدثت في هذا الشأن أمام العالم وحول ضرورة وقف الاستيطان والاعتداء على مدينة القدس.
وأكد أن الشعب الفلسطيني يدافع عن مدينة القدس مهد الديانات السماوية، موجها التحية للمرابطين في المسجد الأقصى المبارك، وأن الحكومة والشعب الليبي مستمران في دعم المواقف الفلسطينية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.