بيت لحم /PNN / حسن عبد الجواد - في تظاهرة موسيقية فلسطينية بامتياز، حلقت أوركسترا فلسطين للشباب، بقيادة عازفة الكمان لامار جليل الياس، على مسرح اكاديمية عمان، في عرض اوركسترالي غنائي في فضاء العاصمة الأردنية، وبمشاركة من جوقتي معهد ادوارد سعيد للموسيقى وامان.
مقطوعات واغنيات قدمها 120 عازفا من الجيل الفلسطيني الشاب من مختلف دول الشتات، في العالم، وجهوا سلاماً "لكل العيون الحزينة" في قطاع غزة، فألهبوا مشاعر الحضور من خلال مقطوعات وأغنيات أدتها أوركسترا فلسطين للشباب جمعتهم أمسية "غزة التضحية والبطولة" في العاصمة الأردنية وفضائها.
وتولت عازفة الكمان الفلسطينية لامار إلياس (24 عاماً) التي تقيم في مدينة تولوز الفرنسية قيادة الأوركسترا التي عزفت مقطوعات لتشايكوفسكي وسيبيلوس وسامويل باربر ومختارات غنائية من شعر محمود درويش وتأليف مارسيل خليفة.
وأرتدى الموسيقيون ملابس سوداء وتوشحوا بالكوفية الفلسطينية باللونين الأسود والأبيض، فيما وقف الجمهور وصفّق طويلاً لأغنيتَي "سلام لغزة" للشاعر فؤاد سروجي و"مريم غزة" للشاعر إبراهيم نصر الله.
وتقول كلمات أغنية "سلام لغزة": "سلام لكل العيون الحزينة تفيض دموعها بأساً وعزّة، سلام لشعب أبيّ عنيد يشيع في كل يوم شهيداً.
أما كلمات أغنية "مريم غزة" ففيها: "إلهي خذ كل شيء ودعنا قريبين من بحرنا ههنا، إلهي خذ كل شيء ودعنا قريبين من مقابر أحبابنا ههنا ... إلهي كن سورنا، لن نفر إذا هبط الليل من موتنا.
وقالت قائدة الأوركسترا لامار إلياس أن "كل المقطوعات الموسيقية التي اختيرت لهذا العرض تتناول الصمود والمقاومة، بما في ذلكالمعزوفات والمقطوعات الكلاسيكية الغربية".
واضافت لامار القاطنة في بيت لحم والمقيمة في فرنسا، والحاصلة على الماجستير في الموسيقى في مدينة تولوز الفرنسية "جميعنا موجوعون مما يجري، ولا يمكننا ان نعيش حياة طبيعية، فما يجري في فلسطين وفي غزة تحديدا، يجب ان يؤثر على كل إنسان، فهناك مجزرة وتطهير عرقي لشعب كامل".
ولفتت الى ان "الموسيقى تحرّك الشعوب والثورات"، وأنها بالنسبة إلى الفلسطينيين "إحدى طرق المقاومة"، وهي نوع من انوع الثقافة،وان الاحتلال يحاول بأي طريقة ان يمحو الثقافة الفلسطينية ونحن نريد ان نجعل الثقافة والهوية الفلسطينية حيّة.
وتحلم لامار بأن تعزف فرقتها هذه ذات يوم في القدس، لكنها توقعت ألاّ يقبل الاحتلال "بأي طريقة" بأن يسمح بذلك "لأوركسترا فلسطينية تحمل الهوية الثقافية الفلسطينية.
وقال المدير العام لمعهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى ومؤسس الفرقة سهيل خوري "نحن لا نستطيع ان نبقى صامتين". واضاف "العالم كله صامت (عما يجري في غزة) ويجب ان نتحرك، هناك أناس تتحرك في الجامعات وأناس تتحرك بالموسيقى، يجب علينا ان نصل الى الهدف نفسه،وهو إيقاف المجزرة ووقف الحرب واعادة الناس، والموسيقى مهمة وهي تعبر عن حالهم.
وضمت الفرقة عضواً واحداً من قطاع غزة، هو عازف الترمبت رسلان عاشور (23 عاماً) الذي يدرس الطب في مصر.
وقال عاشور الذي قصف منزله في تل الهوى بغزة:"العزف مع هذه الفرقة يقلل من معاناتي ويتيح لي من خلال هذه الآلة الموسيقية الصغيرة التي احملها التعبير عمّا في داخلي من مشاعر الغضب والألم والحزن".
"أوركسترا فلسطين للشباب" التي سبق ان أحيت حفلات في فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا واليونان وتركيا وسوريا والبحرين ولبنان، كانت منذ تأسيسها قبل 20 عاماً صوتاً لما يجري في فلسطين"، كما تعبّر اليوم عما يحصل في غزة.