بيت لحم / PNN/ منجد جادو - تمام كما هو كل شيئ فلسطيني يتعرض قطاع المدافعين عن البيئة والطبيعة الفلسطينية لممارسات من سلطات الاحتلال والمستوطنين حيث يتعرض الناشطون والمدافعون عن البيئة والطبيعة الفلسطينية لاعتداءات ومضايقات خلال سعيهم لحماية الطبيعة في فلسطين .
الاحتلال الخطر الابرز على الطبيعة والبيئة الفلسطينية
مهاجمة جيش الاحتلال والمستوطنون للنشطاء العاملين على حماية الطبيعة الفلسطينية ليست احداث عابرة بل هي جزء اساسي من سياسات الاحتلال الاسرائيلي للسيطرة على الاراضي الفلسطينية وما قرارات ما يسمى قائد المنطقة الوسطى بجيش الاحتلال السيطرة على محميات طبيعية فلسطينية الا دليل على هذه السياسات التي يرافقها اجراءات واعتداءات على الارض تطال النشطاء الفلسطينين العاملين على دراسة وحماية الطبيعة الفلسطينية.
وفي هذا الاطار يقول الناشط في مجال حماية الطبيعة الفلسطينية و المدير التنفيذي لجمعية فلسطين للبيئة، سائد الشوملي انهم يتعرضون لممارسات ومضايقات من جيش الاحتلال والمستوطنين بشكل متواصل وانهم يتعرضون لاشكال شتى من الاجراءات والاتهامات والملاحقة الاسرائيلية.
وقال الشوملي خلال جولة له برفقة طاقم شبكة فلسطين الاخبارية PNN انه و بعد السابع من أكتوبر شعر بزيادة الاعتداءات الإسرائيلية على الطبيعة وعلينا كأدلاء سياحة بيئية وكخبراء يعملون في مجال الطبيعة والبيئة.
وأضاف:" انا شخصيا تعرضت لعدة مواجهات عندما حاولوا منعنا من الوصول الى المناطق التي نسير بها والمحميات الطبيعية مثل منطقة صحراء تقوع او برية القدس و منطقة مار سابا و الاغوار الشمالية و عيون الماء في العوجا حيث يمنعنا الجيش من الوصول الى المحميات بهدف واحد هو منع الفلسطينين من الوصول لهذه المناطق ليسهل عملية مصادرتها.
وأوضح الناشط في مجال حماية الطبيعة انه تعرض مؤخرا لاعتداء من قبل جنود الاحتلال عندما توقف بسيارته قرب مدينة اريحا وقال :"في أحد المرات اوقفوني في الشارع وكسروا كل الصناديق الخاصة بالطيور خصوصا صندوق طائر البوم الذي كنت اعمل على حمايته قاموا بالاعتداء على لمدة ثلاث ساعات بعد ان احتجزوني".
وقال ان جنود الاحتلال اتهموه بانه عسكري يقوم بمراقبة الجيش لمجرد انه يحمل ناظور وهو ناظور لمتابعة الطيور والحيوانات البرية كما اتهموه بتصوير اماكن عسكرية ممنوع تصويرها موضحا ان كل هذه الاتهامات هدفها منع نشطاء الطبيعة والبيئة الفلسطينين من الوصول للاراضي والمحميات الطبيعية الفلسطينية.
واوضح الشوملي، بان التنوع الحيوي في فلسطين يواجه العديد من التحديات، أهمها الاستيطان الإسرائيلي الذي يسيطر على المناطق الطبيعية والمحميات، موضحا ايضا الى التغير المناخي، كالصيد الجائر، والتلوث البيئي.
الشوملي شغف بالطيور والتنوع الحيوي
ورغم كل المعيقات والاعتداءات الاسرائيلية يواصل سائد عمله في مجال رصد الطيور والعمل على دراستها وتوثيقها موضحا انه بدأ شغفه بمراقبة الطيور والتنوع الحيوي منذ فترة مبكرة، حيث انخرط في العمل التطوعي مع عدة مؤسسات وجمعيات تُعنى بحماية الطبيعة، موضحا انه تمكن من الحصول على العديد من الكتب لدراسة الثدييات والطيور في فلسطين، ومن خلال مسيرته سجل حوالي 400 نوع من الطيور، من بينها ستة أنواع سجلت لأول مرة في الضفة الغربية،حيث نشر عدة أوراق علمية، كما يعمل حالياً على تأليف كتاب عن طيور فلسطين.
و بين الشوملي بان اختياره لهذا المجال بدافع حب الطبيعة المحيطة به في فلسطين، حيث أراد استكشاف ودراسة الطيور والحيوانات المحلية، ومعرفة أسباب هجرتها وألوانها المتنوعة، مشيرا ان شغفه هذا دفعه للتعمق أكثر في دراسة الطيور والزواحف في فلسطين، مما جعله يوثق العديد من الأنواع في مختلف مناطق الضفة الغربية.
ميزة في التواصل مع الطبيعة والطيور
و يتجول الشوملي في الطبيعة بشكل مستمر لمراقبة الطيور والحشرات والزواحف، ويعمل مع زملائه لنشر أوراق علمية جديدة توثق الأنواع الموجودة في الضفة الغربية، ويستخدم كاميرات ليلية لمراقبة حركة الحيوانات والثدييات ودراسة سلوكها وتوزيعها.
وخلال الجولة اخرج الشوملي مسجل صغير من جيبه وقد سجل عليه صوت عصفور فلسطين او طائرة الشمس الفلسطيني حيث قال انه وثقه في منطقة بتير حيث رصد عش صغير له وفيه ثلاثة من الفراخ حيث تم تصويره من قبل طاقم شبكة PNN واوضح الشوملي ان الطائر يعيش هنا وانه يتابعه بشكل متواصل.
متابعة النباتات واهمية تعاون الجميع
ويوضح الشوملي انه يقوم ايضا بمتابعة النباتات على الرغم من انه ليس خبيرا في مجال النباتات لكنه يقوم بمتابعة النباتات ودراستها ويقاسم ما يجمعه من معلومات مع خبراء فلسطينين في مجال النباتات موضحا ان التنوع البيئي امر مرتبط ويجب ان يكون هناك جهد مشترك بين مختلف المؤسسات ليكون العمل جماعيا ويخدم طبيعة وبيئة فلسطين.
وضرب الشوملي مثالا لاحد النباتات وهي نبتة التفلة وهي من انواع النباتات السامة التي تنمو في بتير وهي نبتة تراها بازهار جميلة لكنها سامة وبدات تنموا في السنوات الاخيرة في بتير مشددا على اهمية الانتباه لموضوع النباتات ومعرفة تاريخها واعرب عن اعتقاده بان هذه النبتة ليست اصيلة في فلسطين لكن تم جلبها قبل سنوات طويلة.
عوامل سلبية دخيلة على الطبيعة الفلسطينية المتنوعة
واوضح الشوملي ان فلسطين تتميز بتنوع حيوي نتيجة التواضع كالانظمة المناخية المختلفة وموقعها بين القارات هذا اعطاها اهمية كبيرة انها تكون غنية في التنوع الحيوي في فلسطين يوجد فيها ايضا تضاريس مختلفة مثل الجبال والسهول وانظمة مناخية كالبحر الابيض المتوسط ومناخ التوراني وهو ما يعطي فلسطين تنوع حيوي ومونئ كثيرة للطيور والحيوانات لهذا فلسطين رغم صغر مساحتها الا انها تتميز بتنوع فريد وعالمي على التنوع الحيوي
يقول الشوملي ان هناك عدة مشاكل تواجه الطبيه اهمها حاليا الاستيطان الاسرائيلي حيث تسعى اسرائيل للسيطرة على المناطق الطبيعيةالتي يبنون فيها المستوطنات كما انهم فرضوا سيطرتهم على المحميات الطبيعية .
اما العوامل الاخرى التي تؤثر في الطبيعة الفلسطينية فهي التغير المناخي و الصيد والرعي الجائر والتلوث البيئي مضيفا ان هناك امور اخرى تؤثر في البيئة وتهدد التنوع الحيوي مثل الغزو للطيور الدخيلة و النباتات التي اصبحت عقبة لا نستطيع التخلص منها مشيرا الى اربع أنواع من الطيور الغازية مثل طائر النينا والراز رينق براكييت والدره المنكسهوالطائر الهندي سيلڤر هذه الأنواع من الطيور تعمل على خراب العديد من الطيور المحلية الاصيلة الموجودة في المنطقة الى جانب ان هذه الطيور تاخذ يأخذ والماء واشار الى ان اسوء هذه الطيور هو الطائر الهندي الذي يفتك بالطيور الفلسطينية وياكل بيضها ويدمر الاعشاش الخاصة بها.
مشاركات في مؤتمرات دولية
شارك الشوملي في عدة مؤتمرات دولية ومحلية، تحدث فيها عن البيئة في فلسطين، وانضم إلى الشبكة العالمية للتغير المناخي، مما فتح نافذة لتبادل الخبرات مع دول مثل الأردن وسوريا ولبنان.
وقال الشوملي انه نشر ايضا عدة أوراق علميه خاصتاً في تسجيلات الطيور في فلسطين أنا بفتخر بحالي اني وثقت أنواع جديدة ل فلسطين وكمان بفتخر اني شاركت بكتابة تقارير دوليه ومحليه بتتعلق في البيئة الفلسطينية الى جانب تمثيله فلسطين في مؤتمرات عالميه.
الطبيعة ليست امرا ثانويا
ويؤكد سائد متاسفا ان هناك الكثير من الهيئات والوزارات والمؤسسات التي تعتبر الطبيعة والبيئة ليست اولوية وبالتالي يطالب بمزيد من الاهتمام بالطبيعة لانها سبب وجودنا وبتخريبها وتخريب التنوع الحيوي في فلسطين هو خراب ودمار لنا كشعب فلسطيني وبالتالي لا بد من مزيد من الاهتمام بالطبيعة والبيئة.
رسالة سائد في حماية الطبيعة
يامل سائد للمحافظة على البيئة الطبيعية للأجيال القادمة، وزيادة الدراسات والأبحاث في هذا المجال، كما يعمل الشوملي على تعزيز السياحة البيئية في فلسطين من خلال رفع وعي المجتمع المحلي حول أهمية الحفاظ على البيئة، وتوجيه رسائل للمجتمع والهيئات المحلية لتحسين خدمات السياحة والإرشاد البيئي،كما دعى المؤسسات والوزارات إلى دعم الجهود البيئية وتعزيز وعي الطلاب بأهمية البيئة والطبيعة في فلسطين .
يسعى الشوملي الى ترك إرث علمي يتضمن كتباً ودراسات توثق التنوع الحيوي في فلسطين، وأن يبني الباحثون القادمون على أعماله لتحقيق المزيد من الإنجازات في مجال البيئة والحفاظ على الطبيعة وقال :"رسالتي كسائد اطمح ليكون لدي عدة كتب ودراسات باسمي مكتوبة ومنشورة في فلسطينحيث يطمح الى تسجيل شيئ لفلسطين كما انه وثق ويطمح لتوثيق الكتب والدراسات لتستفيد منها الاجيال المقبلة .
واختتم سائد بالرغم من التحديات الأمنية والاعتداءات، يواصل عمله في استكشاف المحميات الطبيعية، موضحا انه يواجه صعوبات من الاحتلال الإسرائيلي الذي يمنعه من حمل المعدات اللازمة مثل الناظور والكاميرا، ورغم ذلك يظل الشوملي ملتزماً بمهمته في الحفاظ على البيئة وتوثيق التنوع الحيوي في فلسطين.
تم إنتاج هذه القصة ضمن برنامج “#قريب” الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الإعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.