رام الله / PNN - حمّلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير وحياة المعتقل عبد الله غالب البرغوثي (52 عاما) المعتقل منذ عام 2003 وهو صاحب أعلى حكم في تاريخ الحركة الأسيرة إذ يبلغ (67) مؤبدا، وذلك في ضوء إفادات حصلت عليها المؤسسات من خلال معتقلين أُفرج عنهم مؤخرا، حول تعرضه لاعتداء على يد قوات القمع في سجن (شطة)، أدى إلى إصابته بكسور في صدره، إلى جانب تعرض مجموعة من رفاقه المعتقلين الموجودين معه في الزنزانة نفسها للضرب.
وأشارت الهيئة ونادي الأسير في بيان مشترك، إلى أنه وفق الإفادات الأولية، فإن المعتقل البرغوثي تعرض لاعتداء وحشي وخطير من خلال الضرب المبرح، إذ استخدمت فيها قوات القمع الكلاب البوليسية، وقد تبين لاحقا أنه أصيب بكسور في صدره نتيجة لذلك.
واعتبر البيان، أن ما جرى مع البرغوثي والعديد من قيادات الحركة الأسيرة، هو محاولة واضحة لقتلهم، خاصة أن إدارة سجون الاحتلال منذ بداية العدوان استهدفت قادة الحركة الأسيرة بشكل مضاعف، من خلال عمليات التعذيب، والعزل، والنقل، والتنكيل المستمرة، هذا فضلا عن عمليات عرقلة زيارات المحامين لهم، وكان من بينهم المعتقل البرغوثي، إذ تم رفض زيارته لثلاث مرات سابقاً، وهو في انتظار رد جديد على طلب زيارته.
وأضافت الهيئة والنادي، أن الإفادة التي تتعلق بالاعتداء على البرغوثي هي واحدة من بين العديد من الإفادات الأولية والشهادات التي وثقتها المؤسسات المختصة، سواء من خلال المعتقلين الذين أُفرج عنهم، أو من خلال المعتقلين داخل السجون عبر الطواقم القانونية، وأشارا إلى أن هذه الإفادات والشهادات لا تتوقف، بل إن التفاصيل يزداد مستواها مع مرور المزيد من الوقت والإفراج عن المزيد من المعتقلين، لا سيما أن الزيارات التي يقوم بها المحامون تتم تحت مستوى رقابة عالية لا يتمكن المعتقل خلالها من الكشف عن كل ما يتعرض له داخل السجن، وتشكّل هذه الشهادات وجهاً آخر للإبادة بحق شعبنا.
وذكرت، أنه على الرغم من مرور أكثر من 290 يوماً على حرب الإبادة، فإن الإجراءات والجرائم التي فُرضت على المعتقلين لا تزال متواصلة، ومنها عمليات الاعتداء بمستويات مختلفة، إلى جانب استمرار جرائم التعذيب والتجويع والجرائم الطبية، التي شكّلت السبب الأساسي في استشهاد معتقلين منذ بدء حرب الإبادة.
وفي هذا السياق، أكدت الهيئة والنادي أن كل السياسات الراهنة بما تحمله من توحش وجرائم بحق المعتقلين، هي سياسات تاريخية ممنهجة يمارسها الاحتلال على مدار عقود طويلة، إلا أن المتغير الوحيد مرتبط بمستواها الراهن وغير المسبوق، إضافة إلى التخوف الكبير من أن يتحول هذا الواقع إلى نهج دائم بحق المعتقلين.
يذكر أن البرغوثي تعرض لتحقيق قاسٍ وطويل استمر عدة أشهر، كما تعرض لعزل انفرادي متواصل استمر لعدة سنوات، وهو من بلدة بيت ريما شمال غرب رام الله.
وجددت مؤسسات الأسرى مطالباتها لكل المؤسسات الحقوقية الدولية بمستوياتها المختلفة، بضرورة فتح تحقيق دولي مستقل في ضوء استمرار تصاعد الجرائم وحرب الإبادة الجماعية بحق شعبنا في غزة، والعمل بشكل جدي وحقيقي على وضع حد للجرائم المتصاعدة -وغير المسبوقة- بحق المعتقلين في سجون الاحتلال، واستعادة دورها الحقيقي واللازم أمام توحش منظومة الاحتلال المدعوم من قوى دولية تتعمد تجاهل المجتمع الإنساني والبشري برمته وكل أصوات الأحرار في العالم.