الداخل المحتل / PNN - يرى مراقبون إسرائيليون أن استهداف القيادي الكبير في "حزب الله"، فؤاد شكر، يعد "إنجازا مزدوجا"؛ إذ يشكل إضافة إلى الإنجاز العسكري "ورقة ضغط" سياسية على الإدارة الأمريكية.
وحين صادق الكابينت الإسرائيلي على قرار اغتيال شكر، الذي تعده إسرائيل رئيس أركان حزب الله اللبناني، وتقول إنه أهم من القيادي عماد مغنية، الذي اغتالته في دمشق عام 2008، فإنه أراد بذلك تحقيق إنجاز عسكري سريع، ردًا على هجوم مجدل شمس.
والهدف من وراء الإنجاز العسكري الاسرائيلي السريع هو تجنب الانتقادات الداخلية سواء من الشارع أو من داخل الائتلاف بمكوناته اليمينية المتطرفة، وفي الوقت ذاته جاء الهجوم المُركز على بناية بعينها، في إطار سياسة الاغتيالات المنظمة والقتل الاسرائيلي المستهدف، الذي يُفترَض ألا يقود نحو التعبئة لحرب شاملة.
وفي قراءة لخلاصة التعليقات التي أوردها مراقبون إسرائيليون، قال بعضهم إن الاغتيال رسالة لـ"حزب الله" بأن أسراره بالكامل في أيدي الاستخبارات الإسرائيلية.
وذهب آخرون بعيدًا إلى كونه إنجازا على صعيد التأثير في اتجاهات ومواقف البيت الأبيض والإدارة الديمقراطية.
صحيفة "معاريف" العبرية أوردت أن قرار اغتيال شكر يعد رسالة إلى "حزب الله" بأن إسرائيل "قادرة على الوصول إلى كل منزل في لبنان"، بحسب وصف المحلل السياسي أفي أشكنازي.
وسرد أشكنازي العمليات "الانتقامية" الإسرائيلية الأخيرة، ومنها الرد على "الحوثيين" بضرب أهداف في مدينة الحديدة اليمنية بعد 24 ساعة من قصف بناية في تل أبيب، ثم اغتيال شكر بعد هجوم مجدل شمس، بدعوى أنه ضالع في هذا الهجوم تخطيطًا وتجهيزًا.
وكان هجوم ، من جهة نظر الصحيفة، يستوجب حربًا حقيقية، ولكن إسرائيل غارقة في مشكلة صعبة، وهي أنها غير قادرة بعد على حسم حرب غزة وتحقيق أهدافها، ولا سيما بشأن الأسرى، إضافة إلى الوضع المتردي في الضفة الغربية، وأنها لا تريد أن تخوض حربًا على جبهات متعددة حاليًا.
ووفق المحلل الإسرائيلي، نصت رسالة إسرائيل إلى "حزب الله" على أنها "قادرة على الوصول إلى مسؤولي الميليشيا وكل منزل في لبنان عبر نافذته أو بابه أو سقفه، كما أن الاغتيال إشارة إلى أنها تعلم كل أسرار مسؤوليه".
الاغتيال يحول دون قدرة مسؤولي الإدارة الأمريكية على انتقاد إسرائيل مجددًا
من جهته قدم المستشرق الإسرائيلي موشي إلعاد رؤية أبعد بشأن حجم الإنجاز، إذ يرى أن اغتيال شكر مهم للغاية على صعيد وقف الانتقادات الأمريكية المستمرة لإسرائيل، حسبما ظهر في تحليل آخر بـ "معاريف".
وعلل ذلك بأن الاغتيال خلق ورقة ضغط سياسية كبيرة على إدارة الرئيس جو وعلى نائبته كمالا هاريس، إذ سيضطر كل منهما لإعلان دعم إسرائيل إن قرر "حزب الله" تصعيد العمليات العسكرية إلى حرب شاملة.
ومن وجهة نظر إلعاد، فقد "أحدث الاغتيال توازنًا في معادلة الردع، وفي الوقت ذاته منع وقوع إصابات بين غير المتورطين المدنيين في لبنان".
كما أن الاغتيال الذي وقع في معقل "حزب الله" يؤشر على معلومات استخبارية دقيقة حول موقع الهدف.
ويرى المستشرق الإسرائيلي أن الاغتيال "يعد خطوة مهمة على صعيد موقف واشنطن، وأنه لو كانت إسرائيل قد امتنعت عن قصفت بيروت ولم تركز على هدف بعينه وهو فؤاد شكر، لكان الأمر قد فُسِّر على أنه خوف من واشنطن".
وقدر أن الاغتيال "سيحول دون قدرة مسؤولي الإدارة الأمريكية الديمقراطية على انتقاد إسرائيل مجددًا، وأنه ورقة ضغط سياسية مهمة على الرئيس بايدن وعلى ، تلزمهما بدعم إسرائيل إن تفاقم الصراع".