بيت لحم / PNN/ مع تصاعد التوترات في المنطقة والحديث المتزايد عن احتمال اندلاع حرب إقليمية بين إسرائيل من جهة وإيران وحلفائها من جهة أخرى، يسود الشارع الفلسطيني حالة من القلق والترقب حيث تتزايد المخاوف بين الفلسطينيين من أن تكون أراضيهم ساحة لصراع جديد خصوصا في الضفة الغربية والذي قد يكون له تداعيات كارثية على الوضع الإنساني والسياس في ظل وجود حكومة يمينية عنصرية متطرفة تسعى لتهجير الفلسطينيين والسيطرة على اراضيهم.
إسرائيل والفلسطينيون: استغلال الوضع؟
تزايد التوترات الإقليمية قد يدفع إسرائيل إلى اتخاذ خطوات تصعيدية ضد الفلسطينيين، مستغلةً الانشغال الدولي بالحرب المحتملة مع إيران.و يقول المحللون إن الحكومة الإسرائيلية قد تلجأ إلى تصعيد الهجمات في الضفة الغربية وغزة بهدف تقويض الفلسطينين وضرب حلمهم الوطني من خلال هذه الحرب كما يشير البعض إلى أن إسرائيل قد تستخدم ذريعة الحرب لفرض سيطرتها بشكل أكبر على القدس والضفة الغربية، ومحاولة فرض وقائع جديدة على الأرض، بما في ذلك تكثيف بناء المستوطنات وتوسيع السيطرة الأمنية.
الشارع الفلسطيني: قلق وتخوف
في الضفة الغربية وقطاع غزة، يشعر العديد من الفلسطينيين بالقلق إزاء تداعيات أي مواجهة محتملة بين إسرائيل وإيران. يتساءل الشارع الفلسطيني عما إذا كانت الأراضي الفلسطينية ستصبح ساحة للحرب، وعن كيفية تأثير هذا الصراع على حياتهم اليومية.
يقول أحمد علي، وهو مواطن من بيت لحم كان يتسوق في وسط المدينة: "نحن بالفعل نعاني من الاحتلال ومن المستوطنين، ولكن إذا نشبت حرب بين إسرائيل وإيران، فسيكون الوضع أكثر سوءًا. نخشى أن تدمر الحرب كل ما تبقى لدينا من أمل في مستقبل أفضل".
مخاوف من اعتداءات المستوطنين
المواطنون الفلسطينيون الذين يعيشون في المناطق القروية والريفية والأكثر عرضة من غيرهم من الفلسطينيين لاعتداءات المستوطنين الذين يحميهم جيش الاحتلال عبروا عن مخاوفهم من ان ينفذ المستوطنون في ظل انشغال العالم بالحرب الإقليمية هجمات ومجازر بحقهم لا سيما انهم ينفذون حاليا في ظل انشغال العالم بالحرب على قطاع غزة فكيف إذا ما تحولت الأنظار الى حرب إقليمية أوسع واشمل.
قرية خلة النحلة الواقعة بين الخليل وبيت لحم تعرضت في الأيام الأخيرة لهجمات متكررة من المستوطنين المتطرفين الذين قام ما يسمى وزير الامن القومي الإسرائيلي المتطرف بتسليحهم قاموا بهجمات على القرية واراضيها الزراعية.
وقال المواطن محمد الذي تعرض لاعتداء من قبل عشرات المستوطنين خلال دفاعه عن ارضه قبل عدة أيام ويتلقى العلاج في مستشفى بيت جالا الحكومي الفلسطيني ان المستوطنون اعتدوا على ارضه وقاموا بتخريب الأراضي الزراعية عدة مرات في الأيام الأخيرة وعندما حاول الدفاع عن ارضه اعتدوا عليه بهمجية.
وقال انه يتخوف من تزايد الاعتداءات على الأراضي والمواطنين من قبل المستوطنين إذا ما اندلعت حرب إقليمية واسعة بين إيران من جهة وإسرائيل من الجهة الأخرى لان إسرائيل تستغل انشغال العالم بالحرب في غزة وتقوم بتنفيذ اعتداءات على المواطنين فكيف اذا ما اندلعت حرب أوسع.
وأضاف :"نحن تعرضنا لهجمات عديدة في الفترة الأخيرة لكن الهجوم الأخير كان الأعنف واليوم وفي ظل كل هذا الحديث عن حرب إقليمية نحن نتخوف من ان يشن المستوطنون المسلحون هجمات وجرائم بحقنا لأنه لا يوج احد يكترث بالشعب الفلسطيني".
المخاوف الفلسطينية: مخاوف إنسانية وأمنية واقتصادية
المخاوف الفلسطينية من اندلاع حرب إقليمية ليست فقط سياسية، بل إنسانية وأمنية أيضًا. في حال نشبت الحرب، فإن الفلسطينيين في غزة يخشون من تزايد وحشية القصف، بينما في الضفة الغربية يخشون من تصاعد اعتداءات المستوطنين وتفاقم العنف.
يقول ناشط حقوقي في بيت لحم فضل عدم ذكر اسمه: "نحن نخشى أن تستغل إسرائيل هذه الحرب لتشديد الحصار، وزيادة وتيرة الاستيطان، وربما حتى محاولة تنفيذ عمليات تهجير جماعي في بعض المناطق".
المخاوف الفلسطينية لم تقف عن حد السياسة والامن بل تعدت ذلك لتصل الى الاقتصاد حيث شهد السوق الفلسطيني حركة نشطة لشراء المواد الغذائية وتخزينها لا سيما ان الإسرائيليين قاموا بعمليات شراء للمواد الغذائية وشاهد الفلسطينيون مشاهد لهجوم الإسرائيليين على محال السوبرماركت لتخزين المواد الغذائية حيث اندفع الفلسطينيون للأسواق والمحال وقام من يستطيع منهم بتخزين مواد غذائية.
وقال احد اصحاب محلات السوبرماركت في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية ان هناك حركة تجارية نشطة رغم عدم وجود مدخولات مالية للمواطن الفلسطيني الذي يتعرض لحصار في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب موضحا ان الكثير من المواطنين جاؤوا الى المحل وقاموا بشراء مواد غذائية تصلح للتخزين وان الكثير من المواطنين استدانوا مشترياتهم منه وهو لم يرفض اعطائهم البضائع بالدين لأننا في حالة خوف من حرب.
وأضاف في سنوات سابقة وفي حرب الخليج الاولى فرضت إسرائيل طوقا امنية وفرضت منع للتجول واليوم ونحن نعاني من حرب غزة وحصار منذ عشرة أشهر المواطن يتخوف ولذلك يقوم بتخزين مواد غذائية حيث انه شاهد المجاعة في غزة ويتخوف ان يحدث ذلك في الضفة الغربية ولذلك يقوم المواطن الفلسطيني بشراء المواد الأساسية من طحين وسكر وارز مشيرا الى ان محله أصبح شبه فارغ منذ الأيام الأولى للإعلان عن إمكانية اندلاع حرب إقليمية.
وزارة الاقتصاد الفلسطينية حاولت طمأنة المواطن الفلسطيني وأصدرت بيانا جاء فيه ان المواد الغذائية في ان المخزون التمويني في المحافظات الشمالية أي محافظات الضفة الغربية يلبي احتياج المواطنين لمدة ستة شهور ومن سلعة الطحين لـ3 شهور.
واضافت الوزارة في بيانها" ان سلسلة توريد السلع إلى السوق الفلسطينية مستمرة من مختلف السلع والاصناف، وهناك متابعة وتنسيق مع الموردين لأخذ الاحتياطات اللازمة فيما يخص الحفاظ على المخزون.
وأشارت الوزارة إلى ان عمليات الرصد والمتابعة للحركة التجارية بين المدن وخاصة في محافظات شمال الضفة الغربية تواجه صعوبة وعراقيل نتيجة القيود الاسرائيلية التي تفرضها أمام حركة تنقل الأفراد والبضائع من اغلاقات وحواجز واقتحامات مستمرة.
تصريحات فلسطينية: دعوات للتحرك الدولي
في ظل هذه الأوضاع، صدرت تصريحات من عدة مسؤولين فلسطينيين تدعو المجتمع الدولي إلى التحرك السريع لمنع اندلاع الحرب وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني. في هذا السياق.
وقال دبلوماسي فلسطيني كبير رفض الكشف عن هويته: "نحن نطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف هذا التصعيد المتسارع. نحن بحاجة إلى ضمانات دولية بعدم استغلال إسرائيل للوضع لتكثيف عدوانها على الفلسطينيين".
موقف القيادة الفلسطينية: دعوة للتهدئة وتحذير من التصعيد
من جانبها، دعت القيادة الفلسطينية إلى التهدئة وحذرت من تداعيات التصعيد الإقليمي وقال الدبلوماسي الفلسطيني: "نحن نرفض أي تصعيد عسكري في المنطقة، لأنه لن يجلب سوى المزيد من الدمار والمعاناة لشعوبنا. ندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس والعمل على إيجاد حلول سلمية للصراعات القائمة".
كما أكدت السلطة الفلسطينية في بياناتها أنها تتابع عن كثب تطورات الأوضاع، مشيرة إلى أنها تجري اتصالات دبلوماسية مع المجتمع الدولي لتهدئة التوترات ومنع اندلاع حرب إقليمية تؤذي الفلسطينين.
وقالت مصادر مطلعة ان القيادة الفلسطينية تحذر من ان تستغل إسرائيل هذه الحرب لتنفيذ مخططات استعمارية وتهجير للفلسطينيين من الضفة الغربية ولذلك فهي تقوم باتصالات ومتابعات حثيثة من الاشقاء العرب والأصدقاء الدوليين لمنع هذه الحرب.
فصائل غزة: منخرطة في الحرب
في قطاع غزة، أبدت الفصائل التي تحارب في غزة وهي فصائل محسوبة على إيران مثل حركتي حماس والجهاد الاسلامي استعدادها لأي تطورات محتملة.
وقال أكثر من متحدث باسم حركة حماس عبر محطات التلفزة التابعة للحركة او لمحطات إيرانية ولبنانية ان الحركة لن تقف مكتوفة الايدي وستواصل قتالها اذا ما اندلعت حرب إقليمية.
وقالت الفصائل في بياناتها: “نحن نراقب التصعيد الإسرائيلي والتهديدات المتزايدة ضد إيران وحلفائها. في حال تعرضت لأي هجوم، فإن المقاومة جاهزة للرد بكل الوسائل المتاحة. نحن جزء من محور المقاومة ولن نقف مكتوفي الأيدي".
وبحسب محللين تسعى حماس والجهاد الإسلامي، اللتان تربطهما علاقات قوية مع إيران، إلى استثمار أي مواجهة محتملة بين إسرائيل وإيران لتعزيز مواقفهما على الساحة الفلسطينية. ومع ذلك، يدرك قادة الفصائل أن أي تصعيد قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية بالفعل في القطاع وقد تتردى في الضفة الغربية.
وتشير الخلاصة للمتابعة الإخبارية انه و مع تزايد الحديث عن إمكانية اندلاع حرب إقليمية بين إسرائيل وإيران، يشعر الفلسطينيون بقلق كبير من أن يكونوا أحد الأطراف الأكثر تضررًا من هذا الصراع حيث تتزايد المخاوف من أن تستغل إسرائيل الوضع لتعزيز سياساتها التوسعية على حساب الفلسطينيين