بوجوتا/PNN- استقالت رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شفيق من منصبها، الخميس، بعد أشهر من الاحتجاجات الطلابية المناهضة للحرب الإسرائيلية والمساندة لقطاع غزة.
جاء ذلك في رسالة وجهتها بالبريد الإلكتروني إلى الموظفين والطلاب، كما نشرتها على موقعها الإلكتروني الخاص بالجامعة.
وتأتي الاستقالة بعد عام واحد من توليها المنصب، تحت ضغوط احتجاجات واسعة مطالبة بوقف الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع، تخللها اعتقال مئات الطلاب بتهمة التعدي على ممتلكات الغير لرفضهم فض خيام الاعتصام.
وقالت شفيق: "أكتب إليكم بحزن لأخبركم أنني سأستقيل من منصب رئيس جامعة كولومبيا بدءًا من 14 أغسطس/آب 2024".
وأضافت أن "فترة الاضطرابات" التي شهدتها الجامعة "أحدثت خسائر فادحة" لعائلتها، دون توضيح أكثر.
وتابعت: "خلال الصيف، تمكنت من التفكير وقررت أن انتقالي في هذه المرحلة من شأنه أن يمكّن جامعة كولومبيا من تجاوز التحديات التي تنتظرها، أعلن هذا الآن حتى يمكن تولّي القيادة الجديدة قبل بدء الفصل الدراسي الجديد".
وأردفت شفيق: "حاولت أن أسلك مسارًا يدعم المبادئ الأكاديمية ويعامل الجميع بالإنصاف، وكان الأمر محزنًا بالنسبة لمجتمع الجامعة، وبالنسبة لي كرئيس وعلى المستوى الشخصي، أن أجد نفسي وزملائي وطلابنا موضوعًا للتهديدات والإساءة"، وفق تعبيرها.
وفي 2 مايو/ أيار الماضي، دعا أكاديميون بجامعة كولومبيا إلى حجب الثقة عن شفيق، على خلفية طلبها تدخل الشرطة لفض مخيم الطلاب المناهض للحرب الإسرائيلية على غزة، أسفر عن اعتقال نحو 300 شخص.
وفي 18 أبريل/ نيسان الماضي، بدأ طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اعتصاما بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.
ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا، قوبلت بالقمع.
واتسع الحراك الطلابي غير المسبوق في دعم فلسطين بالولايات المتحدة، إلى جامعات بدول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند شهدت جميعها مظاهرات داعمة لنظيراتها بالجامعات الأمريكية ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل حربا على غزة خلّفت أكثر من 132 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.