تل أبيب/PNN- رأت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، أن صفقة الأسرى المرتقبة تعد فرصة كبرى أمام إسرائيل لإعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب، وإنعاش الاقتصاد، وطوق نجاة مؤقت لحركة "حماس".
وانتقدت الصحيفة العبرية، حديث بعض الدوائر الإسرائيلية السياسية عن كون صفقة الأسرى نوعًا من الاستسلام لحركة حماس، ووصفته بأنه حديث مُضلل، وقالت إن الصفقة وحدها ستعد عمليًّا بمثابة "النصر الكامل" الحقيقي.
وبيّنت الصحيفة أن القمة التي تستضيفها الدوحة، الخميس، "لا تعد المحطة الأخيرة في طريق الصفقة، إنما بداية رحلة طويلة مكتظة بالعقبات، وما يُرجَى من هذه القمة هو أن تثمر في النهاية عن بعض المكاسب".
ولفتت الصحيفة إلى أن أهم هذه المكاسب إعادة عشرات الأسرى الإسرائيليين على قيد الحياة، لكن في الوقت ذاته، وقف الحرب بشكل دائم، بما يتيح لإسرائيل إعادة تقييم الموقف مجددًا على جميع الساحات، بحيث تتمكن من إعادة التخطيط لاستمرار المعركة.
وانتقدت صحيفة "يسرائيل هيوم" الحديث الدائر في أوساط إسرائيلية سياسية “اليمين المتطرف” على أن الصفقة تعني الاستسلام لحركة "حماس"، ورأت أنه حديث مضلل؛ إذ تحمل الصفقة، كما تقول الصحيفة، بُعدًا أخلاقيًّا وتعهدًا من الدولة تجاه الأسرى.
ورأت أن إعادة الأسرى هو "النصر الكامل الوحيد"، وأنه لو لم تعمل إسرائيل على إعادتهم، فإنها بذلك "تمزّق العقد الأساس بينها وبين المواطنين، وتبثّ رسالة لمواطنيها وجنودها بأنها ستتخلى عنهم في المستقبل".
وتلمح الصحيفة إلى أن بديل الصفقة هو استمرار جمع المعلومات الاستخبارية بشأن مناطق وجهد الأسرى، وانتظار فرصة ميدانية للعثور عليهم وبالتالي تخليصهم، وسط تعريض أرواحهم للخطر، ولا سيما، وأن حركة "حماس" تستخلص الدروس من كل عملية إنقاذ سابقة باشرها الجيش الإسرائيلي، وتعزّز عمليات الحراسة حول الأسرى لتُصعّب مهمة إنقاذهم.
وبيّنت أن "هناك قناعة لدى المؤسسة العسكرية بأن الصفقة لن تقيّد العمليات الميدانية في غزة مستقبلًا، كما أن حركة حماس تمزقت في غزة، وأصبحت مداهمات الجيش تُنفّذ بسهولة على كل نقطة في القطاع، وما كان يتطلب أسابيع، يُنفّذ حاليًّا في يوم، وما كان يحتاج إلى لواء كامل يكفيه اليوم فصائل".
الصحيفة ذهبت إلى أنه رغم أن الصفقة ستمنح حركة "حماس" بعض الوقت لإعادة الاحتشاد، ولكنجيش الاحتلال الإسرائيلي سيكون أيضًا قادرًا على العودة إلى القتال.
وتوقعت أن يؤدي وقف إطلاق النار في غزة إلى الأمر ذاته في الشمال، وفي الساحات الأخرى، "ووقتئذ يستطيع جيش الاحتلال إعادة تأهيل قواته، وإصلاح آلياته وأسلحته والتجهيز لمواصلة الطريق"، على حد قولها.
وعدّت الصحيفة الصفقة “فرصة أمام إسرائيل لإعادة إعمار المناطق التي دمرتها الحرب في الشمال والجنوب "المستوطنات"، وربما إعادة غالبية المستوطنين إلى ديارهم، وإعطاء دفعة للاقتصاد ولصورة إسرائيل التي تهشّمت على الساحة الدولية".
وعلى صعيد حركة "حماس"، تعتقد الصحيفة أن الصفقة تمثل طوق نجاة للحركة ولزعيمها يحيى السنوار، ولكنها وصفت الأمر بـ"المؤقت".
وذهبت إلى أن اغتيال السنوار سيتأتى لو سنحت الفرصة لذلك، وأنه حتى لو قُتل، فإن حركة "حماس" لن تُبتَر، وسوف تستمر في البقاء كحركة ذات شعبية واسعة، ستفرز قيادات جديدة، سياسية وعسكرية.
وخلصت صحيفة "يسرائيل هيوم" إلى أن الحرب مع حركة "حماس" ستستمر سنوات، وستتطلب موارد وطاقات كثيرة، ولكن لو أُخرج الأسرى من المعادلة، ستعمل إسرائيل بحرية أكثر.
المصدر: إرم نيوز