الداخل المحتل/PNN- سلط موقع "واللا" العبري الضوء على أحد أوجه الصراع بين إيران وإسرائيل، وقال إن الأخيرة تشن حربًا نفسية، يبدو أنها أسهمت في تأجيل الرد الانتقامي الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي "لحماس"، إسماعيل هنية، حتى الآن.
ووفق الموقع، هناك مؤشرات متزايدة على عدم صحة الأنباء الأخيرة عن الهجوم السيبراني الذي استهدف بنك إيران المركزي، ولمّح إلى أن انتشار تلك الأنباء كان في إطار الحرب النفسية التي تشنها إسرائيل.
وتعمدت نشر الشائعة الخاصة باستهداف بنك إيران المركزي بهجوم سيبراني لترك انطباعات لدى القيادة الإيرانية، بشأن ما يمكن أن تشهده البلاد، لو نفذت ردَّها الانتقامي على اغتيال هنية.
وبيّن الموقع في تقريره، أمس السبت، أن رسائل عديدة متبادلة بين إيران وإسرائيل وُجهت خلال الفترة الأخيرة في إطار الحرب النفسية- العسكرية بين الطرفين.
وأوضح أن اغتيال هنية في حد ذاته، في قلب طهران، عُدّ رسالة واضحة للنظام الإيراني على مدى عمق الاختراق الإسرائيلي، والقدرة على النفاذ داخل الحرس الثوري.
رسالة أخرى ضمن "الحرب النفسية- العسكرية"، وفق وصف الموقع، تتعلق بقصف مدينة "الحديدة" اليمنية التي تبعد مسافة كبيرة عن إسرائيل، تصل إلى 1700 كيلومتر، لتؤشر على قدرتها على ضرب أهداف داخل إيران أيضًا وقت الحاجة.
ويرى الموقع أن المحللين الإيرانيين العسكريين، فسروا حتمًا نشر القوات الأمريكية بالمنطقة على أن واشنطن ستقف على جوار إسرائيل لو تعرضت للهجوم، وكل هذه الرسائل تكدست لتضع مخاوف كبرى في إيران بشأن الرد على اغتيال هنية، بحسب رؤية الموقع.
في المقابل، يعتقد الموقع أن هجوم إيران في نيسان/ أبريل الماضي بالصواريخ والمُسيرات، والنظر إليه كهجوم فاشل، أثبت للنظام الإيراني أن البعد الجغرافي هو الذي انتصر.
ويعني ذلك، وفق الموقع، أن المسافة الكبيرة بين البلدين، والتي تصل إلى قرابة 1500 كيلومتر، تضع صعوبات أمام إيران بشأن استخدام قوتها الحاسمة، أي الصواريخ البالستية والمُسيرات، ومن ثم يؤشر ذلك على عدم نجاح "الحرب النفسية- العسكرية" المضادة من جانب إيران.
وأوضح "واللا" أيضًا أن الأيام الأخيرة شهدت تحولًا بالحرب النفسية، لتطال البعد الاقتصادي، وفسّر ذلك بأن إسرائيل طرحت حديثًا علنيًّا عن إمكانية ضرب منشآت الغاز والنفط في إيران.
ولفت الموقع إلى أن مصدرًا واحدًا فقط كان تداول الخبر الخاص بالهجوم السيبراني على بنك إيران المركزي، وهو موقع "إيران إنترناشيونال"، في وقت كان فيه مؤشرات واضحة على أن هجومًا من هذا النوع لم يقع، مضيفًا أن التسريب جاء في إطار الحرب النفسية.
ويقول الموقع إن مثل هذا الهجوم المفترض يؤشر على ضعف الاقتصاد الإيراني، والخوف الشديد هناك من أن الهجوم الإسرائيلي المضاد، حال انتقمت إيران لاغتيال هنية، سيفاقم معاناة المواطنين الإيرانيين ولا سيما لو انقطعت الكهرباء، وتعرضت شبكات المياه لهجوم.
ورأى الموقع أنه على إسرائيل أن تستغل المأزق الذي تواجهه إيران في هذا الصدد.
ودعا إلى شن هجوم استباقي، سواء عبر الفضاء السيبراني، أو في البعد المادي، ضد البنية الإيرانية التحتية الخاصة بقطاع الطاقة أو القطاع المصرفي.
وذهب إلى أن هجومًا من هذا النوع يمكن أن يؤدي إلى نقطة تحول في الصراع الحالي، ستدفع القيادة في إيران للخوف من تمرد داخلي عقب تعرضها لمثل هذا الهجوم.
وقدّر أنه حال حدوث عصيان مدني في إيران ستتبع القيادة في طهران إستراتيجية الانسحاب التكتيكي، وستكف عن محاولات شن هجوم على إسرائيل.
المصدر: إرم نيوز