رام الله / PNN - رأى خبراء سياسيون، أن إسرائيل تعمل على استغلال الحرب مع حركة حماس في قطاع غزة من أجل فرض واقع جديد يفصل القدس عن الضفة الغربية ، وهو الأمر الذي سعت له الحكومات الإسرائيلية منذ سنوات.
وتتعمد السلطات الإسرائيلية استغلال الحرب على غزة في تنفيذ خطط الأحزاب اليمينية بحكومة بنيامين نتنياهو، خاصة ما يتعلق بمصادرة منازل المقدسيين، ومنع الصلاة في المسجد الأقصى، وحجب الآذان في بعض الأحيان.
وقال أستاذ العلوم السياسية، أحمد عوض، إن "إسرائيل عملت، على مدار السنوات الماضية، لفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة والقدس"، لافتًا إلى أن حكومة نتنياهو وجدت بالحرب على غزة فرصة ذهبية لتحقيق ذلك.
وأوضح عوض أن "فصل الضفة الغربية عن القدس هدف استراتيجي بالنسبة لإسرائيل، خاصة أنه يمكّن مؤسساتها الأمنية والعسكرية من تنفيذ عمليات التهويد"، مشيرًا إلى أن إسرائيل تعمل لفرض وقائع جديدة على الأرض.
وأشار عوض إلى أن "الإجراءات الإسرائيلية التعسفية بحق القدس وسكانها زادت وتيرتها خلال أشهر الحرب على غزة، خاصة أن إسرائيل تستغل انشغال العالم بالحرب لتنفيذ مخططاتها في المدينة والمسجد الأقصى"، مبينًا أن ذلك يظهر في العديد من القرارات.
وبيّن أن "تسهيل اقتحامات المستوطنين والوزراء المتطرفين للمسجد الأقصى، ومصادرة المنازل والأراضي، يمثلان المعالم الأبرز لسعي إسرائيل للسيطرة على القدس بشكل كامل، وفصلها عن الضفة الغربية".
وأضاف عوض أن "هناك العديد من الإجراءات التعسفية التي اتخذتها إسرائيل، من خلال سعيها إلى الاستفادة من حرب غزة للسيطرة الكاملة على القدس"، لافتًا إلى أن إطالة أمد الحرب في غزة قد تكون أحد الأسباب لاستكمال مخططات فصل الضفة عن القدس.
بدوره قال المحلل السياسي، سهيل كيوان، إن "إسرائيل تعمل من أجل فصل مختلف المناطق والأراضي الفلسطينية عن بعضها البعض، بما يمكنها من جعل إمكانية قيام الدولة الفلسطينية أمرًا مستحيلًا، وبالتالي فشل خيار حل الدولتين".
وبين كيوان أن "السيطرة على القدس الشرقية التي تمثل عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية، وإنهاء مظاهر الوجود الفلسطيني فيها سيغيّبان أي أفكار لإقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية، وهو الأمر الذي تسعى إليه إسرائيل".
وأضاف كيوان أن "إسرائيل نجحت، في الوقت الحالي، جزئيًا بتحقيق ذلك، وستواصل مساعيها إلى فصل كافة المدن الفلسطينية عن بعضها البعض، خاصة أن ذلك يأتي في إطار مخطط كبير لضم الضفة الغربية بالكامل لها".
ولفت إلى أن "إسرائيل لم تنجح بعمليات الضم الكلي للضفة والقدس، الأمر الذي دفعها لتنفيذ مخططها بشكل جزئي"، مبينًا أن السلطات الإسرائيلية ستعمل على ضم القدس بشكل كامل في إطار تغييبها عن الساحة الإعلامية والسياسية بسبب الحرب على غزة.
وذكر كيوان أن "ذلك سيكون سببًا رئيسًا في اندلاع حرب إقليمية دينية خلال السنوات المقبلة، خاصة في حال السيطرة الإسرائيلية الكاملة على أحياء القدس، والمسجد الأقصى"، محذرًا من خطورة وقوع مثل هذه الحرب مستقبلًا.
المصدر / ارم نيوز