الداخل المحتل / PNN - في فترة الفقاعة، كمية كبيرة من الأموال المتاحة والسهلة تدفقت إلى شركات التكنولوجيا “الهايتيك” في إسرائيل، التي ضخمت صناعة المشاريع المحلية الناشئة. ولكن الآن، بعد سنتين على الأزمة في هذا الفرع، بدأت أموال صناديق هذه الشركات تنفد، والثمن مؤلم.
في فحص أجرته “ذي ماركر”، تبين أن سلسلة من المشاريع الناشئة في إسرائيل أغلقت أو تقلصت نشاطاتها في السنة الماضية، لا سيما في الأشهر الأخيرة. القاسم المشترك بينها هو جولة لتجنيد رؤوس الأموال الأخيرة لها حيث تم استكمالها في 2021، سنة ذروة فقاعة “الهايتيك”. أغلقت بعض الشركات بعد نفاد صناديقها، ولم تنجح في تجنيد جولة جديدة. في بعض الحالات، كما يقول المبادرون، كانت الحرب عاملاً مهماً آخر لهذه الصعوبات.
المستثمرون في إسرائيل قرروا الانسحاب
لا توجد معطيات تشير إلى أن إغلاق المشاريع الناشئة في إسرائيل كان استثنائيا من ناحية تاريخية في السنة الماضية؛ فالمشاريع الناشئة أغلقت طوال الوقت. مع ذلك، نشرت “فايننشال تايمز” الأسبوع الماضي، معطيات لشركة “كارتا” أظهرت قفزة 60 في المئة في إفلاس المشاريع الناشئة في الولايات المتحدة مقارنة مع السنة الماضية. حسب هذه المعطيات، فإن وتيرة إفلاس المشاريع الناشئة أعلى بسبعة أضعاف مقارنة مع العام 2019. ولأن التوجه في إسرائيل تابع لما يحدث في الولايات المتحدة، فلا سبب للتفكير بأن الوضع أفضل هنا.
“كانت لدينا مبيعات بمئات آلاف الدولارات في السنة، واقتربنا من مليون دولار، كنا في نوع من الزخم، لكننا لم ننجح في تجنيد الأموال”، قال رفيف كولا، أحد مؤسسي شركة “فروت سبيك”. جولة تجنيد الأموال الأخيرة لهذه الشركة استُكملت في 2021، في حينه جندت الشركة 5 ملايين دولار. في السنة الماضية، أرادت الشركة تجنيد 4 ملايين دولار إضافية، لكنها لم تنجح في الحصول على التزام بدفع كل المبلغ. لم يخرج التجنيد إلى حيز التنفيذ، وفي شباط تم إغلاق الشركة، وأقيل العشرون عاملاً فيها.
“لهذا علاقة مباشرة بالحرب”، قال كولا. “المستثمرون الأجانب اختفوا، والذين أرادوا المشاركة قالوا إنه ليس الوقت المناسب. ومستثمرون في البلاد، الذين أظهروا الاهتمام، تراجعوا. وهو وضع شركات أخرى، يصعب تجنيد الأموال، حتى لمبالغ صغيرة. هذا يتعلق أيضاً بانخفاض الاستثمارات في العالم وبالوضع في إسرائيل، مع عدم اليقين الاقتصادي والسياسي”.
مبادر آخر أغلق شركته في بداية هذه السنة، يتفق مع ذلك. “تقديرات الأسعار انخفضت، المستثمرون أوقفوا استثمارهم. يقولون لأنفسهم: سقطت قنبلة هنا، وننتظر”.
شعرنا بأننا في المسار الصحيح
شركة الصحة الرقمية أيضاً “جيست ميد” أُغلقت مؤخراً بعد عدم نجاحها في تجنيد رأس مال إضافي، حدث هذا بعد أقل من أربع سنوات على تجنيدها مبلغ 6.5 مليون دولار في نهاية 2020. “جيست ميد وصلت إلى نهايتها، واضطررنا إلى إغلاقها”، قال المدير العام والمؤسس دان رولس بلينكداين، قبل شهر تقريباً. “شعرنا أننا في المسار الصحيح. فرغم عدد كبير من التحديات والصعوبات، نجحنا في التعاون مع منظمات صحة ومع شركات رائدة في البلاد والعالم. ولكن جولة تجنيد الأموال التي فشلت في التوصل إلى اتفاق وتأخير الدفعات، أدى إلى دوامة التدفق. وفي مرحلة معينة، امتص ثقب التدفق كل شيء. قطعنا شوطاً طويلاً، لكن ليس بما فيه الكفاية. هذه أوقات مؤلمة جدا”. وكتب رولز أيضاً بأنه هو وشركاء له يحاولون الآن العثور على تمويل لشراء أصول الشركة ونشاطاتها من الوصي الذي عينته المحكمة.
إضافة إلى هذه الشركات، ثمة شركات كثيرة أعلنت عن تجنيد الأموال للمرة الأخيرة في العام 2021. شركة تكنولوجيا التأمين “سبراوت” الناشئة، التي جندت في 2021 حوالي 200 مليون دولار، قدمت في أيار الماضي طلباً للبدء في إجراءات التوقف عن تسديد الديون. وكتب في هذا الطلب أن “الشركة بذلت جهوداً كثيرة لتجنيد استثمارات أخرى. ولكنها جهود لم تنجح”.
شركة “اوركان” أغلقت خط إنتاج منتجات بصرية بالكامل، وأقالت معظم العمال، وبقي فيها طاقم صغير يواصل تطوير السماعات. وشركة “دايتو” العاملة في المواد الغذائية، وجندت 85 مليون دولار خلال السنين، أغلقت بعد صعوبات كثيرة.
وشركة “كهولو” الناشئة، التي عملت في تطوير البرامج، جندت 3 ملايين دولار في 2021 إلى جانب جولة تجنيد أخرى واسعة في 2022، أوقفت نشاطاتها في نهاية السنة الماضية. وفي تموز، استكملت الشركة عملية التفكك الطوعي. في بداية هذه السنة، أوقفت شركة السايبر “ريزليون” نشاطاتها وباعت الملكية الفكرية لشركة “غيتلاب”. واستكملت في 2021 جولة التجنيد المهمة الأخيرة، ومنذ ذلك الحين وجدت صعوبة في الصعود على مسار النمو. في السنوات الأخيرة نجحت في تجنيد جزء صغير فقط من المبلغ الذي كانت تحتاجه. والاتصالات لبيعها انهارت بسبب الحرب.
هآرتس/ ذي ماركر 25/8/2024