بيت لحم /PNN / تقرير مكتوب حسن عبد الجواد وفيديو استبرق موسى -
انطلقت في مدينة الخضر جنوب بيت لحم الأيام التسويقية للعنب والمنتجات النسوية السادس، والذي تنظمه بلدية الخضر، بالتعاون مع مديرية زراعة بيت لحم، وغرفة تجارة وصناعة بيت لحم، والإغاثة الزراعية في المحافظة، وذلك في ظل إجراءات الاحتلال المشددة والهجمة الاستيطانية على مزارعي العنب.
وافتتح فعاليات الأيام التسويقية للعنب محافظ بيت لحم محمد طه أبو عليا، بحضور رئيس بلدية الخضر المحامي احمد صلاح، والدكتور سمير حزبون رئيس غرفة تجارة وصناعة محافظة بيت لحم، والمهندسة سماح أبو هيكل مدير زراعة بيت لحم، وزياد صلاح مدير الإغاثة الزراعية في محافظة بيت لجم، ومشاركة ثلاثون من مزارعي العنب، والعديد من فعاليات الجمعيات النسوية، وحشد من المواطنين.
واشتملت اجنحة المعرض على عرض جميع أنواع العنب "الحلواني، الزيني بيروتي، الحلواني الشامي، الدبوقي، الجندلي، البيتوني، المراوي"، وفيما اشتملت أخرى على عرض المنتجات المنزلية من المخللات بأنواعها والدبس والملبن والخل والزعتر وغير ذلك.
وقال المحافظ أبو عليا، ان الأيام التسويقية للعنب تأتي في ظل ظروف صعبة يتعرض فيها مزارعي العنب لإجراءات مشددة من قبل جنود الاحتلال، وهجمات مستمرة من قبل المستوطنين على كروم المزارعين واراضيهم. واكد ان الشراكة بين المؤسسات التي تعنى بالمزارعين تهدف الى مساندتهم وتعزيز صمودهم.
ودعا أبو عليا المؤسسات الرسمية وغير الحكومية الى توفير الدعم للمزارعين في المحافظة، ومساندتهم، والوقوف الى جانبهم، في مواجهة التحديات والمخاطر الاستيطانية التي تهدد أراضيهم الزراعية، والتي تعبر عن سياسة ممنهجة ومدروسة، تستهدف الضغط على المزارعين لترك أراضيهم.
وتطرق المحامي صلاح الى حجم التحديات والصعوبات التي يواجها مزارعي مدينة الخضر، مشيرا الى إجراءات الاحتلال واعتداءات المستوطنين شبه اليومية على الأراضي الزراعية.
وأشار الى ان 60% من محصول وكروم العنب تقع خلف الجدار او بمحاذاة المستوطنات، ما يضاعف من حجم المخاطر التي تواجه المزارعين، مضيفا ان الأيام التسويقية التي تنظم سنويا من قبل بلدية الخضر والشركاء المحليين تهدف الى تمكين مزارعي العنب من تسويق منتجاتهم ودعم صمودهم على ارضهم.
وقال الدكتور سمير حزبون ان غرفة تجارة وصناعة بيت لحم تعطي أولوية لمزارعي العنب في مثل هذا الموسم من كل عام، بالتعاون من المؤسسات الشريكة، وتقدم الدعم للمزارعين، لتعزيز صمودهم في ارضهم، ومساعدتهم على مواجهة التحديات، وخصوصا في ظل ارتفاع نسبة البطالة، والهجمة الاستيطانية العدوانية الممنهجة التي يتعرض اليها المزارعون في ريف المحافظة.
وقالت مدير زراعة بيت لحم المهندسة سماح أبو هيكل ان المزارعين في ريف محافظة بيت لحم يمنعون من الوصول الى اراضيهم الزراعية، بسبب اغلاق الطرق الزراعية وحواجز الاحتلال العسكرية، كما وتتعرض كروم العنب الى الاقتلاع والتخريب، من قبل المستوطنين.
واكدت أن وزارة الزراعة تعمل على مدار العام على متابعة قضايا المزارعين وحل المشاكل التي تواجههم، كما وتقدم الدعم للمزارعين من خلال تقديم الإرشادات والمساعدات الضرورية، إلا أن التحديات كبيرة. وأشارت الى أن إجمالي مساحة أشجار الكرمة في محافظة بيت لحم حوالي 15 ألف دونم، 35% منها يمنع الاحتلال أصحابها من الوصول إليها.
وأكدت أن الاحتلال يفرض قيودا مشددة على ادخال ووصول الأسمدة والمبيدات الحشرية وقطع الغيار لأغراض الصيانة للمزارعين في الأراضي الفلسطينية، ما يؤدي الى ارتفاع تكاليفها.
واكد زياد صلاح مدير الإغاثة الزراعية، على أهمية تنظيم الأيام التسويقية للعنب، في مدينة الخضر، وخصوصا في ظل منع المزارعين من الوصول الى أراضيهم الزراعية التحديات الكبيرة التي يواجهونها.
وأشار الى ان الأيام التسويقية ستستمر ثلاثة أيام، ومن المتوقع ان يتم تسويق 15 طن من العنب، ما يساهم في دعم المزارعين والتخفيف من الاضرار التي لحقت بهذا المنتوج جراء اعتداءات المستوطنين على الأراضي الزراعية.
من ناحيتهم عبر المزارعون عن سعادتهم في إقامة مثل هذه الفعاليات التي تهدف لتسويق منتوجاتهم فقد شارك الصغار والكبار في إنتاج الأرض وإحياؤها رغم كافة الظروف والصعوبات.
وقال المزارع خليل موسى، أنه يعاني معاناة كبيرة في الوصول الى أرضه وخاصة بعد السابع من أكتوبر، مؤكدا أن هناك أراضي تم منعهم من قبل قوات الاحتلال من الوصول اليها وحراثتها وقطف محاصيلها.
وأضاف موسى، أن الحواجز إنعكست علىهم وعلى مزروعاتهم بشكل كبير لانها تعطل من الوصول الى الأرض، مؤكدا أنهم يبحثون عن طرق أخرى للذهاب الى أرضهم ولكن تأخذ منهم الكثير من الوقت والجهد.
ووجه، رسالته للمواطنين للحفاظ على الأرض وذلك في حراثتها وزراعتها لأن عدم الاهتمام فيها وزراعتها تصبح خراب وبذلك تصبح مطمعا للإحتلال بحجة أنها خراب.
من ناحيته قال المزارع خليل قنقر، أن أرضه تقع في منطقة المخرور المهددة بالمصادرة ويتعرض للكثير من المضايقات من قبل المستوطنين وأن هناك منطقة بالقرب منهم سيقام على أرضها مستوطنة في الأيام القادمة.
واكد قنقر، أنهم يعانون من التسويق وأن ليس هناك أفق تساعد المزارع، مؤكدا أن معارض العنب التي تقام وسيلة للتسويق ولكنها غير كافية وأن حجم الإنتاج كبير وحجم المعروض قليل وبالتالي هناك مشكلة في موضوع التسويق الشعبي.
هذا و عبر المواطنون والزائرون عن شكرهم للجهات التي اقامت هذا المهرجان مثمنين جهودهم لإهتمامهم بالمزارعين ودعمهم للأرض الفلسطينية.
وقال المدير التنفيذي لجمعية الحياة البرية في فلسطين عماد الأطرش، أنه سعيد وممتن جدا للجهات المسؤولة التي دعت وأقامة هذا السوق، مضيفا أنه يجب أن يتكرر كمفاهيم مهرجانات تراثية تحافظ على التراث الثقافيالطبيعي الفلسطيني مع دعم الاقتصاد المزارع الفلسطيني.
يسعى الفلسطينيون لدعم المزارعين بشتى الوسائل وما هذا السوق إلا أحد وسائل النضال الاقتصادي لمساعدة المزارعين للصمود والثبات على أرضهم.