طولكرم/PNN- يعيش سكان مخيم طولكرم في الضفة الغربية تحت ظروف مأساوية نتيجة تدمير البنية التحتية واستهداف المرافق الصحية بفعل العمليات العسكرية الإسرائيلية. حيث يتعرض المسنون وذوو الاحتياجات الخاصة لمخاطر جسيمة، ويعجزون عن التنقل داخل المخيم الذي يعاني من دمار شامل، ما يعقد من إمكانية تقديم الرعاية الصحية ووصول طواقم الإسعاف لهم.
وجاء في تقرير نفذته شبكة فلسطين الإخبارية PNN لصالح جمعية الرواد للثقافة والفنون ضمن مشروع الاستثمار في حقوق الانسان بالشراكة مع astm حيث اظهر التقرير حالة من الاوضاع الصعبة التي تعيشها طولكم نتيجة فقدان المواطن الفلسطنين كافة سبل الحياة والخدمات الانسانية خصوصا لكبار السن والاطفال نتيجة الاجتياحات الاسرائيلية المتواصلة لمخيمات ومدينة طولكرم.
وقالت داليا حدايدة ممرضة ومسعفة متطوعة في مخيم طولكرم، إن تدمير البنية التحتية طال كل شيء، أهمها الأرصفة والشوارع، مما أدى إلى تفاقم معاناة المسنين الذين يعانون من أمراض مزمنة وذوي الاحتياجات الخاصة، الذين باتوا غير قادرين على التنقل أو الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية.
وتضيف: "نواجه صعوبات هائلة في تقديم المساعدة، حيث يمنع الاحتلال سيارات الإسعاف من الدخول، وعدد الطواقم الطبية غير كافٍ لتغطية كافة الاحتياجات".
وأوضحت أن المرضى الذين يعانون من حالات خطيرة مثل الفشل الكلوي يعتمدون على أجهزة طبية مثل الأوكسجين أو خزع الكلى، ما يضطرهم لانتظار التنسيق مع الصليب الأحمر لفترات طويلة قبل السماح بدخول طواقم الإسعاف.
وتابعت أن التنقل في الأزقة الضيقة والمليئة بالركام يمثل خطرًا على الطواقم الطبية والمسنين على حد سواء.
وأضافت أنها تعرضت للقصف المباشر من قبل الاحتلال رغم ارتدائها سترتها التي تحمل علامة الهلال الأحمر.اللا لممم
في السياق ذاته، أكد توفيق كانوح مسعف متطوع آخر في المخيم، أن الاحتلال يستهدف النقاط الطبية بشكل متعمد، مما يزيد من صعوبة تقديم الخدمات الصحية.
وذكر أن مركبات الإسعاف تواجه تحديات كبيرة في التنقل بسبب تدمير الشوارع، رغم أن سيارة الإسعاف الجبلية التي يمتلكونها تساعدهم جزئيًا في بعض الحالات. لكنه أكد أن كل عملية إسعاف تتطلب تنسيقًا أمنياً عدة مرات للوصول إلى المرضى، ما يعقد الأمور بشكل كبير.
ويؤكد أحد سكان المخيم، أن الاحتلال يتعمد تدمير البنية التحتية للمخيم بشكل ممنهج، بما في ذلك شبكات الكهرباء والمياه والمرافق الصحية.
وأضاف “لم يبقوا شيئًا على حاله؛ الشوارع مدمرة بالكامل بسبب الحفريات، ولا تستطيع السيارات التنقل داخلها”، مؤكداَ أنه بسبب هذه الظروف، بات من المستحيل نقل زوجته المريضة وابنتيه من ذوي الإعاقة إلى العيادات الطبية، حيث يواجهون صعوبة حتى في الحركة البسيطة، مضيفاَ أن بعض الحالات اضطررنا بها إلى حمل المرضى على "الحمالات" للوصول إلى المراكز الصحية نتيجة دمار الطرق.
في الختام يواجه سكان مخيم طولكرم أزمة إنسانية حادة في ظل استمرار التدمير الممنهج للبنية التحتية واستهداف الطواقم الطبية. حيث يحتاج المسنون وذوو الاحتياجات الخاصة إلى دعم عاجل وتدخل طبي لتخفيف معاناتهم وتوفير الرعاية الصحية الأساسية. والوضع الحالي ينذر بمزيد من التدهور ما لم يتم اتخاذ خطوات حاسمة لمعالجة هذه الأزمة.