قلقيلية / PNN - في ظل المخاوف من إجراءات الاحتلال وهجمات المستعمرين المتزايدة، يتحضر أهالي قرى إماتين وفرعتا وجيت شرق قلقيلية، لموسم الزيتون، رغم استيلاء الاحتلال على مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بأشجار زيتون ومنع أصحابها من الوصول إليها لجني الثمار.
وقال رئيس المجلس المشترك لقرى "إماتين وفرعتا وجيت" ناصر سدة، إن الاحتلال الإسرائيلي صعد من اعتداءاته في القرى الثلاث على مدى لم يسبق له مثيل في الآونة الأخيرة، وذلك لصالح خدمة البؤرة الاستعمارية "حفات جلعاد"، الجاثمة على أراضي المواطنين.
وأضاف سدة أن الاحتلال استولى على أكثر من 500 دونم من أراضي المواطنين خلال الشهر الماضي، وضع عليها بوابات حديدية وثكنات عسكرية متنقلة، وجرف أجزاء من الأراضي بهدف شق طرق استعمارية تؤدي إلى مستعمرة حفات جلعاد، كما اقتلع أكثر من 500 شجرة زيتون معمرة يزيد عمرها على 70 عاما.
وأشار إلى أن الاحتلال منع نحو 1000 مزارع من الوصول إلى نحو 3000 دونم من أراضيهم الزراعية المزروعة بالزيتون لرعايتها وتقليمها تحضيرا لموسم قطف ثمار الزيتون، بحجة قربها من مستعمرة "جلعاد"، إضافة إلى منع المزارعين من الوصول إلى 500 دونم من أراضيهم التي تقع خلف جدار الفصل والتوسع العنصري.
وأكد سدة أن الاعتداءات تعدت استهداف الأرض والتضييق على المزارعين، فأهالي القرى أصبحوا عرضة لاعتداءات المستعمرين في كل وقت، مبينا أن هناك زيادة لافتة في عنف المستعمرين مقارنة بالسنوات الماضية، حيث سجل المجلس عشرات الاعتداءات منذ بداية العام الجاري، وكانت النسبة الكبرى منها في الشهر الماضي، حيث تم تسجيل ستة حرائق لمنازل بقرية جيت.
وتقع قرى "إماتين، وفرعتا، وجيت"، إلى الجنوب الشرقي من مدينة قلقيلية، على سفح جبلي بمساحة 16 الف الدونم، تفصلها عن بعضها طرق فرعية لا يتجاوز عرضها الستة أمتار، ويربطها تقاطع طرق يطل على شارع قلقيلية- نابلس الرئيسي المعروف باسم "55"، وعدد سكانها 7000 نسمة.
بدوره، قال مسؤول ملف الاستيطان في محافظة قلقيلية منيف نزال، إنه على مدار سنوات ماضية متتابعة أصبحت القرى الثلاث بمواطنيها وأراضيها محط استهداف الاحتلال، فضيق الاحتلال على القرى واستولى على أراضيها لصالح توسعة البؤرة الاستعمارية "حفات جلعاد"، التي بدأت نشأتها عام 2000 بالالتهام الاحتلال 1000 دونم من أراضي المواطنين.
وأضاف أن وتيرة اعتداءات الاحتلال تصاعدت بشكل كبير مستهدفة الأرض في كل مكان، وليس فقط في محافظة قلقيلية، وهي استراتيجية يتبعها الاحتلال لمحو الوجود الفلسطيني والتخلص منه، مؤكدا أن هذه الاعتداءات المتتالية هي سياسة عقاب جماعي.
وفي تقرير سابق، يقول المدير العام لمجلس الزيت والزيتون الفلسطيني فياض فياض إن جنين تتسيّد معدل الإنتاج السنوي بنحو 5500 طن، تليها طولكرم بمعدل 3500 طن، ثم نابلس ورام الله وسلفيت وقطاع غزة بمعدل 3000 طن لكل منها، وقلقيلية بمعدل 1500 طن، والخليل بمعدل 1000 طن، وبيت لحم بمعدل 600 طن، وأخيرا القدس بنحو 200 طن، في حين أن إنتاج أريحا من زيت الزيتون يكاد يكون صفرا.
تاريخيا، يواجه قطاع الزيتون في فلسطين مخاطر جمة، أبرزها وأكثرها تأثيرا هجمات المستعمرين وإجراءات الاحتلال التي تحول دون وصول المزارعين إلى أراضيهم لجني محصولهم من ثمار الزيتون.
في عام 2023 الذي تزامن موسم الزيتون فيه مع بدء العدوان على قطاع غزة، حيث لم يتمكن المزارعون من قطف نحو 60 ألف دونم خلف جدار الفصل والتوسع العنصري وفي محيط المستعمرات، ما شكّل خسارة بنحو 10% من كامل الإنتاج.
ومع تصاعد إجراءات الاحتلال وهجمات المستعمرين، تتوقع وزارة الزراعة عدم تمكن المزارعين من الوصول إلى 80 ألف دونم من المساحة المزروعة بالزيتون، ما قد يترتب عليه فقدان نحو 15% من الإنتاج (إنتاجية الشجرة خلف جدار الفصل العنصري أصلا ضعيفة لعدم تمكن أصحابها من خدمتها طوال العام).