بيروت / PNN - أكّد محللون سياسيون، أن إسرائيل ستستمر في عملياتها "القاسية" في الداخل اللبناني تجاه ""، بهدف تدمير ترسانته التسليحية، مع تصعيد عمليات اغتيالات قياداته في شتى المناطق.
ورأى المحللون أن إسرائيل تحقق أهدافًا مهمة بداية من تفجيرات "البيجر" و"الضاحية الجنوبية" الأخيرة، وصولًا إلى غارات تستهدف ترسانة ومنصات ومستودعات "حزب الله" في كافة النقاط بالداخل اللبناني.
ويقول المحلل السياسي اللبناني، ناصر عمر، إن إسرائيل وضعت "حزب الله" في أوضاع سياسية وعسكرية لا يستطيع التعامل معها حاليًا، ويحتاج مزيدًا من الوقت حتى يتجاوز الضربات الأخيرة.
ويعتقد عمر في حديث لـ"إرم نيوز"، أن تل أبيب و"حزب الله" لا يريدان حربًا شاملة، ولكنّ الأزمة القائمة متعلقة بكيفية تحجيم الردود من الجانبين، لا سيما أن هناك في الطرفين مساحات متروكة لقيادات عسكرية تقوم بعمليات قصف دون الرجوع المباشر إلى المعنيين".
وأشار إلى أن "هذه المساحات لا يمكن السيطرة عليها في حزب الله لتفكك وسائل الاتصال بعد عمليات (البيجر) الأخيرة، وإسرائيل التي حققت ما تراه مهمًا وقياسيًا، لديها قيادات عسكرية، تريد أن تستعرض قوتها باستمرار القصف وبقوة في داخل لبنان".
ويرى عمر أن إسرائيل ستستمر في عملياتها النوعية "القاسية" في الداخل اللبناني تجاه "حزب الله"، بهدف تدمير الترسانة التسليحية مع تصعيد عمليات الاغتيالات للقادة الميدانيين والعناصر العسكرية في شتى المناطق بين الجنوب والبقاع وصولًا إلى بيروت، لا سيما أن ما وصلت إليه من ضربات، تراه اسرائيل فرصة لن تتكرر لنزع أي مخالب للحزب، مع التهديدات الموجهة للمستوطنات الشمالية.
من جهته، يؤكد الباحث في العلاقات الدولية، أحمد ياسين، أن إسرائيل لن تذهب إلى أي مغامرة تحمل حربًا برية في الداخل اللبناني، حتى لو كانت قد مهدت الأرض والطريق لذلك، وتكرار ما حدث في 1982، أو في 2006، حتى تظل متمسكة بأوراق التفاوض التي تفرض بها شروطها في هذه الجبهة، وعدم تكلفتها اقتصاديًا.
ويوضح ياسين في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن حزب الله كان يعوّل على الدخول البري من جانب إسرائيل، وهو ما فهمته اسرائيل بالتزامن مع عدم الرغبة في مغامرة قد يكون لها ارتدادات في الداخل الإسرائيلي، في ظل ما جاءت به الحرب في غزة وأزمة الرهائن، فكان السعي إلى الضربات السيبرانية التي أظهرت مدى نجاحها بـ"أضعاف" مقارنة بأي غزو بري، بالإضافة إلى استمرار عمليات الاغتيالات للقادة بالشكل الذي تريده تل أبيب.
ويبين ياسين أن ما تسعى إليه اسرائيل بعد الوصول إلى هذه المرحلة هو الذهاب إلى أن يكون "حزب الله" مسلّمًا بأي شروط تفرض عليه، وضمان عدم وجود أي استهداف من الجنوب اللبناني عبر "حزب الله" للمستوطنات الإسرائيلية الشمالية.
وأردف أن إسرائيل لا تريد الحرب الواسعة التي تلوح بها، وتنفذ سياسة تكسير عظام، في ظل العمل على تبديد قوة "حزب الله" عبر الاغتيالات وضرب المنصات والقوى التسليحية ومستودعات ومخازن الأسلحة.