الشريط الاخباري

قتلتها كلمة. !! بقلم العقيد لؤي ارزيقات الناطق الإعلامي باسم الشرطة

نشر بتاريخ: 05-10-2024 | أفكار
News Main Image

قتلتها كلمة واشٍ أراد بها فتنةً بين زوجين،  متناسياً قول الله عز وجل: ﴿والفِتنةُ أشدُّ من القتلِ﴾. 

وتسبب بقتلها قبل أن تقتلها السكين،  فقتلها صاحب فتنة أراد أن يهدم أسرة،  ووجد وحشاً بهيئة إنسان يستمع لفتنته دون تفكير،  ليحمل سكيناً ويذهب لقتل زوجته التي سخّرت حياتها لبناء بيته وخدمته،  وبناء أسرته،  وتربية طفله، وتوفير سبل الراحة.

أسست زوجته معه أسرة رغم قساوة الحياة ومرّها،  وصبرت معه لسنوات،  وتحملت إهاناته المتكررة وكلماته الجارحة إلى أن نفذ صبرها،  فهي إنسانة لها حدود للصبر ومقدرة محدودة للتحمل،  وبعد أن ضاقت بها الحياة،  ذهبت إلى بيت أهلها تحمل بين ذراعيها طفلها الصغير لتعتني به،  وتعطي زوجها فرصة للتراجع عن ظلمه لها ولابنه. 

وللتغلب على ضنك الحياة وصعوبتها،  عملت في محل لتعتاش هي وطفلها،  بعد أن رفض المساهمة في توفير احتياجات أسرته.

وفي صبيحة ذاك اليوم الأسود،  وبعد أن وصلت لعملها،  تفاجأت بحضور زوجها الذي لبس لباس الإنسانية للتغطية على وحشيته وقساوة قلبه،  فدخل عليها،  لكنها لم تفزع ولم تخف ولم تحرك ساكناً رغم قيامه بالتحرك حولها دون فهم أسباب ذلك. فكيف تخاف من زوجها الذي أكلت وشربت معه ووضعت مولودها على فراش الزوجية بينهما؟  فهو والد ابنها وابن خالتها،  فكيف تجزع منه وهو من حمل أمانتها من عنق والدها عندما تزوجها؟
ولقناعتها بأنه لن يؤذيها،  بقيت بهدوئها الذي تعودت عليه،  وفرحت لحضوره لظنها أنه حضر ليصالحها ويرجعها إلى بيتها. 
فرحت لأنها توقعت أن يطلب منها مشاهدة ابنه ويستعطفها للعودة ليتعاونا على تربيته. 

دار ذاك الزوج من حولها،  فمر من أمامها ومن خلفها،  وهي هادئة،  وقد تسلل الفرح إلى قلبها لاعتقادها بقرب عودتها لمنزلها الذي امتلأ بذكرياتها مع زوجها وطفلها.

ولكن ما هي إلا لحظات عابرة وتبدد هذا الفرح عندما شاهدته يقوم بإخراج سكينته التي أخفاها في ملابسه،  وظنت أنه يخوفها لإجبارها على العودة إليه،  ولكنه باغتها ووجه السكين إلى رقبتها وصدرها،  وتحول الزوج في غمضة عين إلى ذئب متوحش،  وبدأ بطعنها وهي تصرخ: "يكفي، يكفي"،  وتنظر إلى عينيه علّها تلمح الرحمة.

لكن كيف للذئب أن يرحم إنساناً؟  واستمر بتوجيه الطعنة تلو الطعنة،  إلى أن نزف دمها وفارقت روحها جسدها الطاهر. فتركت طفلاً يتيماً رسمت له الأحلام لمستقبل واعد،  لكنها لم تبقى لتحقيقه ورؤيته. وظل الطفل وحيداً،  أمه سكنت في قبرها ووالده أصبح في السجن حبيساً، ليعيش هذا الطفل في وحدة يقاسي فيها الحياة بسبب فتنة من شخص لا يراعي لله حرمة، ووالد أصبح في لحظات وحشاً قاتلاً.

شارك هذا الخبر!