بيروت / PNN - بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفا كثيفا على قلب مدينة صور جنوب لبنان، حيث شنت 3 غارات متتالية، في الأثناء أعلنت الإذاعة الرسمية الإسرائيلية مقتل 3 جنود وضباط إسرائيليين في معارك لبنان أمس الثلاثاء.
وكان جيش الاحتلال طلب اليوم من سكان في منطقة بصور إخلاء مساكنهم "قبل عمل عسكري" ينوي القيام بها، ودعا الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة إكس السكان إلى إخلاء منازلهم فورا -مرفقا رسالته بخريطة للمنطقة التي ينبغي الابتعاد عنها- مؤكدا أن "كل من يوجَد بالقرب من عناصر حزب الله ومنشآته ووسائله القتالية يعرض حياته للخطر".
في الأثناء قالت الإذاعة الرسمية الإسرائيلية إن 3 جنود وضباط إسرائيليين قتلوا أمس الثلاثاء في معارك لبنان، وذلك وسط استمرار جيش الاحتلال بشن غارات على مواقع مختلفة بلبنان وطلبه من سكان أحياء بمدينة صور جنوب البلاد بإخلائها قبل "عمل عسكري" ينوي القيام به، في المقابل أعلن حزب الله قصف قاعدة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قرب تل أبيب.
وبحسب الإذاعة الإسرائيلية، فقد ارتفع عدد قتلى جيش الاحتلال إلى 752 عسكريا ، الذين قتلوا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على جبهات غزة والضفة الغربية ولبنان.
من ناحيته، أعلن حزب الله اليوم الأربعاء أنه أطلق رشقة صاروخية باتجاه قاعدة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قرب تل أبيب ردا على "الاعتداءات والمجازر" التي ترتكبها إسرائيل.
وأوضح بيان صادر عن الحزب أنه قصف قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في ضواحي تل أبيب "بصلية صاروخية نوعية". وسبق للحزب أن استهدف هذه القاعدة مرات عدة.
كما قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن صاروخين سقطا اليوم في إسرائيل أحدهما على مصنع في عكا والثاني على مصنع في كريات بياليك بخليج حيفا.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق اليوم إطلاق صفارات الإنذار في شمال ووسط إسرائيل ومنطقة تل أبيب الكبرى كما انطلقت صفارات الإنذار في كريات شمونة وبلدات في محيطها بالجليل الأعلى، وأفادت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أيضا بسماع دوي انفجار في تل أبيب، وقالت إن حركة الملاحة توقفت في مطار بن غوريون.
كما قال حزب الله إنه قصف برشقات صاروخية تجمعا لجنود الاحتلال الإسرائيلي في كل من مستوطنة المنارة ومسغاف عام وكريات شمونة، وقد أكدت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إطلاق صفارات الإنذار في مسغاف عام وكفار غلعادي بالقطاع الشرقي للحدود مع لبنان.
من ناحية أخرى، أعلن جيش الاحتلال أن سلاح الجو اعترض منذ الصباح 4 طائرات مسيرة من بينها طائرتين مسيرتين في منطقة إيلات، كما قال إنه رصد إطلاق 25 قديفة من لبنان باتجاه خليج حيفا والجليل الأعلى.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو اعترض مسيرتين أطلقتا من منطقة الشرق واخترقتا المياه الإسرائيلية في إيلات، كما أفاد المتحدث باسم جيش الاحتلال بأنهم اعترضوا كذلك طائرة مسيرة في الأجواء السورية انطلقت من الشرق.
وكانت المقاومة الإسلامية في العراق قد صرّحت في بيانين إنها هاجمت إيلات بطائرات مسيرة مرتين اليوم الأربعاء، مؤكدة أنها ضربت أهدافا حيوية هناك.
في المقابل، ذكر الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء أن "سلاح الجو قصف خلال اليومين الماضيين 3 قادة ميدانيين لحزب الله في مناطق جبشيت وجويا وقانا جنوب لبنان كانوا يقودون عمليات ضد إسرائيل، من بينها إطلاق قذائف صاروخية ومضادات للدروع على البلدات الإسرائيلية".
وأضاف في بيانه الصباحي اليوم أن قواته "قضت خلال الـ24 ساعة الماضية على 70 مسلحا من حزب الله في عمليات برية وجوية، ودمرت مخزونات أسلحة من بينها قذائف صاروخية وقذائف مضادة للدبابات وقذائف هاون"، بحسب البيان.
وافاد شهود عيان بأن الجيش الإسرائيلي شن غارتين على منطقة وادي برغز جنوبي لبنان، كما استهدفت بلدة الخيام بغارة أخرى، وشن كذلك غارة على محيط بلدتي عين بوسوار وحانين وقصف بلدة عيتا الشعب في جنوب لبنان.
ومساء أمس الثلاثاء، شن جيش الاحتلال سلسلة غارات جوية على 3 مناطق في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، حيث استهدفت تلك الغارات مناطق الليلكي وبرج البراجنة وحارة حريك.
واستشهد مساء أمس 19 شخصا وأصيب 35 آخرين في غارات جوية شنتها طائرات الاحتلال على مساكن ومجمعات تجارية جنوبي وشرقي لبنان طالت أقضية النبطية وبنت جبيل في محافظة النبطية (جنوب) وقضاء صيدا في محافظة الجنوب (جنوب) وقضائي بعلبك والهرمل بمحافظة بعلبك الهرمل (شرق).
على الصعيد السياسي، قال مصدر عسكري إسرائيلي لموقع المونيتور الأميركي إنه ليس على إسرائيل أن تحكم لبنان أو أن تحدد من سيحكمه.
وأضاف المصدر أن ما تريده إسرائيل هو إبعاد حزب الله شمال نهر الليطاني وتعزيز الحكومة اللبنانية، وإذا لم يتم تطبيق هذا الترتيب فإن إسرائيل ستنفذه بكل الوسائل المتاحة، على حد زعمه.
كما قال إن حزب الله يريد إنهاء هذه الحرب بعد تعرضه لأسواء ضربة في تاريخه -حسب قوله- وكذلك إيران، مؤكدا أن دور الولايات المتحدة في الجولة المقبلة من الهجوم على إيران سيكون حاسما.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها حزب الله، بدأت عقب شن إسرائيل إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ووسّعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل جل مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن 2546 شهيدا و11 ألفا و862 جريحا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، فضلا عن أكثر من مليون و340 ألف نازح، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وفق أحدث البيانات الرسمية اللبنانية حتى نهاية يوم الاثنين الماضي.