الداخل المحتل / PNN- نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، تقريرًا حول تاريخ رئيس وزراء االاحتلال بنيامين نتنياهو مع التسريب وكشف الوثائق السرية، وذكرت أنه في كثير من الحالات كان نتنياهو نفسه هو مصدر التسريب.
وذكرت الصحيفة أن مسيرة نتنياهو السياسية مليئة بتسريب الوثائق والأحداث السرية لوسائل الإعلام الإسرائيلية والدولية لتلبية احتياجاته السياسية وخدمة أهدافه.
في يونيو/حزيران 1995، أثناء حكومة إسحاق رابين، كشف نتنياهو، رئيس المعارضة آنذاك، على منصة الكنيست عن الوثيقة السرية التي ستُعرف فيما بعد بوثيقة شتاوبر، وقال إن "وثيقة التعليمات التي أصدرها رئيس الوزراء للوفد لإجراء محادثات مع السوريين في واشنطن بين يديّ".
وكانت وثيقة أعدها رئيس القسم الاستراتيجي في قسم التخطيط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، العميد تسفي شاتوفر، لرئيس الأركان آنذاك أمنون ليبكين شاخ، استعدادًا للقاء بينه وبين نظيره السوري في ذلك الشهر.
ورغم أن نتنياهو لم يكشف عن تفاصيل الوثيقة أمام الكنيست، فإنه قدَّم للصحفيين فيما بعد لمحة عنها واقتبس منها فقرات مختارة. ونقلت وسائل الإعلام عنه أن "هذه الوثيقة تذكر كل التعهدات التي انسحب منها رابين".
وفي البداية، رفض رابين تصريحات نتنياهو وادعى أنه اختلق الأمور، لكنه بعد ساعات اعترف مع وزير الخارجية آنذاك شيمون بيريز بالوثيقة. ولم يتم العثور على مسرب الوثيقة حتى الآن، وانهارت المحادثات مع سوريا بعد عدة أشهر.
إحدى أشهر حالات التسريب من جانب نتنياهو حدثت عام 2007، في تلك الأيام أُعلن أن جيشًا معينًا، لم يُذكر اسمه في وسائل الإعلام، قام بهجوم كبير في سوريا. ومرت 11 سنة أخرى حتى تؤكد إسرائيل أن جيش الاحتلال الإسرائيلي هو الذي هاجم المنشآت النووية في سوريا.
ففي عام 2007، كان نتنياهو رئيس المعارضة، وعند سؤاله عن تفاصيل الهجوم، أجاب: "لقد كنت حاضرًا في الأمر منذ اللحظة الأولى". وقال في وقت لاحق من المقابلة إنه هنأ شخصيًّا رئيس الوزراء في ذلك الوقت، إيهود أولمرت، على الهجوم على الأراضي السورية وقصف المنشآت النووية.
وفي عام 2001، نشر الصحفي مردخاي جلعات في يديعوت أحرونوت أنه في عام 1999 عندما أنهى نتنياهو ولايته الأولى في رئاسة الوزراء، أخذ 7 وثائق سرية من مكتب رئيس الوزراء، وطلب منه الشاباك إعادتها في البداية، لكن ثبت أنه ظل يمتلك هذه الوثائق بالفعل.
وفي سبتمبر/أيلول 2012، اتهم شاؤول موفاز، نتنياهو بتسريب أجزاء من حوار أجراه مع رئيس الأركان، وقال موفاز إن "الشاباك يجب أن يجري تحقيقًا لمعرفة من الذي سرب التفاصيل السرية من المدرسة الدينية".
وأضاف: "يجب أن يكون نتنياهو أول من يتم التحقيق معه.. يجب سؤاله عما إذا كان قد أطلع الأطراف المختلفة على هذه القضية".
وقال موفاز أثناء زيارته لمدرسة ثانوية في صفد: "علينا أن نفكر في التحقيق مع رئيس الوزراء أيضًا، لتصفية الصفوف ومعرفة من الذي يمس بأمن إسرائيل بينما يمنع اتخاذ قرارات مهمة".
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة الأسبق، بان كي مون، أن نتنياهو قام بتسريب مكالمة هاتفية بينهما، طلب منه فيها نتنياهو الامتناع عن المشاركة في مؤتمر دول عدم الانحياز في طهران 2012.
وجاء في بيان نشره مكتب نتنياهو في نهاية المحادثة، أن الأخير أكد للأمين العام للأمم المتحدة أن وصوله إلى طهران سيكون "خطأ كبيرا" و"مكافأة للنظام المعادي للسامية".
بعد يوم من المحادثة، وفي الملاحظات الافتتاحية لجلسة مجلس الوزراء، أشار نتنياهو إلى تلك المحادثة وقال إن الأمين العام لن يغير رأيه، لكنه أكد أن جهوده لمنع الرحلة كانت مهمة.
في يوليو/تموز 2018 قال نتنياهو في اجتماع لحزب الليكود في الكنيست إنه "من المستحيل إدارة حكومة من خلال تغريدات على تويتر وتسريبات".
ورد عليه يائير لابيد: "لقد تسربت من الحكومة التي شاركتَ فيها خلال عملية عسكرية".
وكان لابيد يشير إلى التسريبات التي خرجت من مجلس الوزراء خلال عملية تسوك إيتان عام 2014. وواصل لابيد هجومه: " انظر في عيني وأخبرني أن هذا ليس صحيحًا. أنت وأنا نعرف أنه صحيح، لقد تسربت من مجلس الوزراء الذي شاركت فيه خلال عملية عسكرية وأنت تقوم بالتسريب من مجلس الوزراء اليوم”.
ثم جاءت "الفضيحة الأمنية" الحالية التي تلاحق حكومة نتنياهو، وسط سلسلة من الأزمات السياسية التي تواجهها بما في ذلك إقالة وزير الجيش يوآف غالانت، والحديث عن نشر تسريبات شديدة الخطورة ترتبط بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.