الداخل المحتل / PNN - دعا ناتان إيشيل المدير السابق لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى "إبادة دون قتال" لتطويق غزة عبر اللجوء إلى حصار القطاع وإجبار الفلسطينيين على البقاء بمناطق تفتيش أو الموت جوعا، معتبرا أن مواصلة الحرب "تخلف خسائر فادحة في أرواح الجنود دون جدوى".
جاء ذلك في تصريحات كتبها إيشيل في مجموعة تضم مقربين منه عبر تطبيق واتساب، نقلتها -الثلاثاء- عدة وسائل إعلام إسرائيلية بينها القناة 12 الخاصة وصحف يديعوت أحرونوت ومعاريف وإسرائيل اليوم.
والسبت الماضي، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إيشيل كان سببا في دفع وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير للاعتذار لنتنياهو على خلفية إخلاله بـ"الانضباط الائتلافي" وعدم التصويت على أحد قوانين موازنة 2025 الأسبوع الماضي.
تتصاعد الأصوات داخل إسرائيل بضرورة إنهاء حرب قطاع غزة مع الخسائر العسكرية الكبيرة التي تكبدتها إسرائيل.
ونقل الإعلام الإسرائيلي عن إيشيل قوله إن "استمرار الحرب يحصد خسائر فادحة في أرواح الجنود وفي الإصابات، دون تحقيق نتائج تذكر في عودة المختطفين أو في الإنجازات الأمنية".
وأضاف "لذلك لا يوجد أي منطق في استمرار الحرب في قطاع غزة، وبالتالي يجب أن تتوقف فورا".
ومقدما ما يراه حلا لإنهاء الحرب، قال إيشيل "بما أننا نطوق قطاع غزة من جميع الجهات، فإن الحل الوحيد هو الحصار، بحيث لا يتم إدخال المساعدات والمواد الغذائية، وفي الوقت نفسه (يتم) السماح بخروج خاضع للمراقبة إلى منطقة يمكن لإسرائيل إقامة نقاط تفتيش فيها لكل من يريد أن يعيش".
وأضاف "ومن لا يرغب في الحياة ولا يخرج بطريقة منظمة ومراقبة، إما أن يموت برصاصة جندي من الجيش الإسرائيلي وإما يموت جوعا". وزعم أن هذه هي "الطريقة الوحيدة التي حسمت كل الحروب في العالم عبر التاريخ".
وأردف بأن "إدارة (الرئيس الأميركي جو بايدن) لم تكن تريد حسما كاملا في غزة، بل واصلت قدرتها على التلاعب بنا، لذا يمكننا بالفعل الاستعداد والإعلان أن هذا حصار وهو ما ستفعله إسرائيل في غضون أسبوعين، عندما تدخل إدارة ترامب البيت الأبيض. إنه أمر جيد لإسرائيل".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتفع عدد قتلى جيش الاحتلال إلى 828 ضابطا وجنديا، بينهم 393 بالمعارك البرية التي بدأت في قطاع غزة في الـ27 من الشهر نفسه، وفق معطيات الجيش.
وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، في حين تقدر وجود 100 أسير إسرائيلي بقطاع غزة، وقد أعلنت حركة حماس مقتل عشرات من الأسرى لديها في غارات عشوائية إسرائيلية.
ومع استمرار الإبادة الجماعية وضغوط المحاكم الدولية، لا تتوقف الأوساط السياسية والعسكرية في إسرائيل عن محاولات إيجاد مخرج يبعدها عن تكبد المزيد من الخسائر في قطاع غزة.