الشريط الاخباري

نساء غزة في يومهن العالمي: قوة الصمود وسط الدمار والمعاناة

نشر بتاريخ: 08-03-2025 | تقارير مصورة
News Main Image

غزة /PNN-متابعة اية شلش-في “يومهن العالمي” الذي يصادف الثامن من مارس من كل عام، تتجلى صور الصمود والبطولة التي تُظهرها النساء في مختلف أنحاء العالم. إلا أن الوضع في قطاع غزة يظل ذا خصوصية كبيرة، إذ يواجه نساء غزة تحديات غير مسبوقة بسبب الظروف القاسية التي يعيشونها في ظل الحروب المستمرة والحصار.

غزة، تلك الأرض التي تتألم من أنقاض الحروب وأصوات القذائف، تحتفظ في قلبها بطاقات هائلة من الصبر والتحمل. نساء غزة، اللاتي يعدن ركيزة أساسية في مجتمعهن، لا يكتفين بمواجهة الصعوبات اليومية فحسب، بل يتحملن أعباءً إضافية جراء الأزمات المستمرة، من فقدان الأرواح إلى تدمير المنازل، بل وفي بعض الأحيان فقدان الأمل في غدٍ أفضل.

ولكن رغم هذا، تُثبت النساء في غزة في كل مرة أنهن أكثر من مجرد ضحايا. فهن يمثلن حجر الزاوية في عمليات إعادة البناء المجتمعي، والتعافي من الأزمات النفسية والجسدية. هن يعملن في مجالات عديدة، سواء كان في مجال التعليم أو الرعاية الصحية أو المشاركة في النشاطات المجتمعية، في ظل بيئة من الدمار المستمر.

منذ بداية الإبادة الجماعية التي شهدتها غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وحتى دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وتبادل الأسرى في 19 كانون الثاني/ يناير 2024، كانت المرأة الفلسطينية واحدة من أكثر الفئات التي تعرضت للمعاناة جراء الحرب المستمرة. وقد واجهت المرأة الفلسطينية تحديات غير مسبوقة كانت تقف عائقًا أمام قدرتها على استعادة حياتها الطبيعية كما كانت قبل اندلاع الأزمة.

ومع بداية العدوان، دفعت المرأة الفلسطينية، إلى جانب الأطفال، الثمن الباهظ لهذه الحرب الوحشية، حيث شكلت مع الأطفال ما نسبته 70% من إجمالي الشهداء الذين سقطوا في العدوان، والذين بلغ عددهم حتى 19 كانون الأول/ يناير 2023 نحو 46,960 شهيدًا.

وفي بيان بمناسبة يوم المرأة العالمي (8 آذار)، أكد اتحاد العمل النسوي الفلسطيني على أن الحاجة لازالت ملحة لوقف الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة وبقية الأراضي المحتلة. ودعا الاتحاد إلى توفير الحماية الدولية للمرأة الفلسطينية التي تدفع الثمن الأكبر لهذه الحرب الدموية، التي تُعتبر الأكثر فتكًا منذ الحرب العالمية الثانية.

وشدد الاتحاد على فشل المجتمع الدولي، خاصة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، في تحقيق العدالة الدولية وتطبيق قراراته، بما في ذلك القرار 1325 المتعلق بالمرأة والأمن والسلام. كما لفت الاتحاد إلى استمرار معاناة المرأة الفلسطينية جراء جرائم الاحتلال، لا سيما في غزة والضفة الغربية والقدس.

كما حيا الاتحاد صمود المرأة الفلسطينية التي تُعد جزءًا أساسيًا في التصدي لمخططات الاحتلال، خاصة تلك المتعلقة بالتهجير والاستيطان. ودعا إلى تكثيف الجهود الدولية لوقف حرب الإبادة، وتوفير المساعدات الإنسانية، ورفض مخططات الضم، مع التأكيد على حق اللاجئين في العودة، وتمويل برامج تمكين المرأة الفلسطينية اقتصاديًا

تؤكد التقارير الصادرة عن منظمة “هيومان رايتس ووتش” أن العدد الذي نشرته وزارة الصحة في غزة حول عدد الشهداء لا يشمل أولئك الذين توفوا نتيجة المرض أو الذين دفنوا تحت الأنقاض. وبحسب تقديرات المنظمة، فإن ما نسبته 70% من إجمالي الوفيات التي بلغت نحو 12316 شهيدة  13901امرأة ترملت وفقدت زوجها ومعيل أسرتها و17ألف أم ثكلت بفقدان أبنائها  بالاضافة الى 50ألف امرأة حامل وضعوا مواليدهم في ظروف غير إنسانيةو 162 ألف امرأة أصيبت بأمراض معدية اضافة  2000 امرأة وفتاة ستلازمهن الإعاقة جراء بتر أطرافهم وعشرات النساء تم اعتقالهن وتعرضن للتعذيب داخل المعتقلات  . 

وهو ما يوضح حجم المعاناة التي يواجهها القطاع، ويؤكد صحة هذه البيانات رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف بمناسبة يوم ‏المرأة العالمي.

المرأة الفلسطينية لم تكن مجرد ضحية للحرب، بل واجهت تحديات كبيرة في ظل الظروف الإنسانية القاسية. فقد فقدت العديد منهن أفرادًا من أسرهن، وتعرضن للإصابة، سواء جسديًا أو نفسيًا، بسبب الهجمات المتواصلة على غزة. علاوة على ذلك، كانت النساء الفلسطينيات في صدارة العمل في المجال الصحي والإغاثي، حيث تطوعن بكثافة لمساعدة المصابين والنازحين، في وقت كانت فيه المستشفيات والمرافق الصحية تئن تحت وطأة الدمار.

وبالرغم من الجروح العميقة والدمار الذي لحق بحياة النساء الفلسطينيات، فإنهن استمررن في مواجهة الحرب بشجاعة وقوة، محاولات الحفاظ على الأمل في مستقبل أفضل لأسرهن وأطفالهن

«معاناة بشعة للأمهات».. البرلمان العربى يطلق نداءً عاجلًا للمجتمع ...

“نحن نساء غزة لا نعيش فقط لكي ننجو، بل لكي نعيد الحياة”، تقول فاطمة، إحدى الناشطات المجتمعيات، التي تؤكد على ضرورة إيمان المجتمع بدور النساء في بناء مستقبل غزة. تتحدث فاطمة عن التحديات التي تواجهها النساء في غزة، مثل تعرضهن للتهجير والتشريد، إلى جانب معاناة العديد منهن جراء فقدان المعيل.

تواجه الفلسطينيات تحديات جديدة بلا منازل، حيث أشارت المسؤولة الأممية غيمون في حديثها في تموز الماضي، إلى أن مليون امرأة وفتاة فقدت منزلها وأحبائها وذكريات حياتها جراء الإبادة.

وما زال النازحون الفلسطينيون يعيشون داخل خيام مهترئة من القماش والنايلون في العراء بعدما دمرت حرب الإبادة منازلهم.

بينما يعيش بعضهم على أنقاض منازلهم المدمرة وداخل منازل آيلة للسقوط ما يضعهم خاصة النساء أمام تحديات ومخاطر جديدة.

يظل “يوم المرأة العالمي” في غزة أكثر من مجرد مناسبة للاحتفال، بل هو تذكير عالمي بأهمية دعم النساء في هذه المناطق المتأثرة بالحروب والنزاعات. لا تقتصر معركة النساء في غزة على الدفاع عن حقوقهن وحسب، بل تشمل معركة البقاء والنضال في وجه التحديات اليومية.

 

شارك هذا الخبر!