القدس /PNN / لا شيء يضاهي فرحة الإنجاز حين يكون ثمرة اجتهادٍ طويلٍ وكفاحٍ لا يعرف التراجع، لقد جسّد الباحث معمر عرابي بعلمه وإصراره صورة الباحث الحر، الذي لا تؤطره القيود ولا تحجبه التحديات عن تحقيق أهدافه.. الذي يؤمن بأن "العلم هو السلاح الذي لا يُهزم، وهو الجسر إلى أفقٍ جديد"، كما جسّد كلمات الشاعر محمود درويش، الذي قال :"إن الحُلم ليس مجرد رغبة، بل هو ضرورة وجودية، والإعلام الحر المنحاز لشعبه وعذاباته هو أساس بناء هذا الحلم." فنال عرابي درجة الدكتوراة بامتياز في القانون من جامعة القدس.
وخلال مناقشة أطروحة الدكتوراة تحت عنوان "الحماية الدستورية لحرية الإعلام في فلسطين - دراسة مقارنة"، قال عرابي "ليس المهم ما كُتب عن الحقوق و الحريات في الدستور، الأهم أن ندرك أن الحرية هي نبض العدالة وروح الكرامة الإنسانية ، فالرصاصة الغادرة تقتل فرداً ، بينما الإعلام الفاسد وطنيا الذي يدافع عن الاستبداد يقتل شعباً ، نحن الفلسطينيون بدأنا وطوَّرنا الإعلام المقاوم والأدب المقاوم، لا الإعلام المستبد والمليشيوي الذي عاث ويعيث فساداً في عالمنا العربي ، نحن في حاجة ماسة إلى إعلام حر ومقاوم منحاز لشعبه ولقيم الانسانية والعادلة، كما قال الشهيد غسان كنفاني عن المستبدين: ‘نحاربهم بالفكر والإعلام وبالسلاح أيضاً’، فكلما كان الإعلام حراً مشتبكا كان النظام السياسي المستبد ضعيفاً ، وعندما يكون الإعلام الحر ضعيفا وغائباً يصبح النظام السياسي المستبد متوحشاً ، فطوبى للصحفيين، مقاتلي الحقيقة والحرية، وللمحامين، حراس العدالة، من أجل تأسيس الدولة العادلة ودولة القانون والحريات".
وبيّن عرابي أنه في العالم العربي هناك انواع مختلفة من الاعلام، فمنه الاعلام الرسمي الذي يمثل الواجهة الدعائية ويدافع عن تلك الانظمة التي بعضها مستبدة في العالم العربي، وهناك الإعلام المستقل الذي يخضع للمنظومة القانونية، وهناك إعلام المليشيا الذي يحرض على القتل والذبح ولدينا شواهد كثيرة على ذلك الإعلام.
وجرت المناقشة في جامعة القدس بحضور نخبة من كبار علماء و فقهاء و أساتذة القانون من فلسطين ومصر، الذين أثنوا على الأطروحة وأوصوا بنشر الرسالة وتبادلها الأكاديمي بين الجامعات لأهميتها.
وتكونت لجنة المناقشة والحكم من: أ.د سعيد أبو علي استاذ القانون العام والعلوم السياسية بجامعة القدس ومعهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة، والأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ووزير الداخلية السابق (رئيسا ومشرفا على الأطروحة)، وأ.د صلاح الدين فوزي استاذ القانون العام بكلية الحقوق في جامعة المنصورة وعضو اللجنة العليا للإصلاح التشريعي وعضو المجمع العلمي المصري ورئيس قسم القانون في معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية (عضوا ممتحنا خارجيا)، وأ.د اللواء طارق فتح الله خضر استاذ القانون العام بكلية الشرطة في القاهرة ومحافظ دمياط سابقا (عضوا ممتحنا خارجيا)، وأ.د محمد حاج قاسم رئيس المحكمة الدستورية العليا السابق في فسلطين، وأستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة النجاح (عضوا ممتحنا خارجيا)، وأ.د محمد الشلالدة أستاذ القانون الدولي في جامعة القدس ووزير العدل السابق (عضوا ممتحنا داخليا).
وقال د. شلالدة إن أهمية الأطروحة تكمن في أنها تناولت قضية ذات حيوية وقيمة قانونية، حيث استندت إلى العديد من القوانين والتشريعات الوطنية والمعاهدات الدولية التي انضمت لها فلسطين.
وأضاف: كانت توصية لجنة المناقشة والتحكيم بنشرها، كونها تطرقت لموضوع ذات أهمية كبرى وهو الحماية القانونية في ظل التشريعات الوطنية وما هي الآليات القانونية لحماية الإعلاميين والصحفيين سواء في وقت السلم أو الحرب. كما تطرقت الى الانتهاكات الاسرائيلية للصحفين الفلسطنيين ومدى مساءلة الاحتلال عن تلك الانتهاكات.
لقد ظل د. عرابي يردد كلماته الحرة في الدفاع عن حرية الإعلام والصحافة في اللقاءات التي جابت العالم وعبر وسائل الإعلام، قائلا "نحن الفلسطينيون من ابتكرنا وسائل الإعلام الاجتماعي بطريقتنا الخاصة قبل مارك زوكربيرغ، عندما كنا نكتب شعاراتنا الوطنية وأفكارنا الحرة والمقاومة على الجدران، ونستخدم الرسم الجرافيتي كأداة لنقل رسائلنا في مواجهة الاحتلال والاستبداد".
و كما قال الشهيد غسان كنفاني عن المستبدين: "نحاربهم بالفكر الحر والإعلام المشتبك وبالسلاح أيضاً". فكلما كان الإعلام مشتبكا حرا منحازا لشعبه وعذاباته كان النظام السياسي المستبد ضعيفاً ، وعندما يكون الإعلام الحر ضعيفا وغائباً يصبح النظام السياسي المستبد متوحشاً ، فطوبى للصحفيين، مقاتلي الحقيقة والحرية، وللمحامين، حراس العدالة، من أجل تأسيس الدولة العادلة ودولة القانون والحريات..
هي رسالتي لكل الصحفيين الاحرار وهم عين الحقيقه وكل المدافعين عن حقوق الانسان والمحاربين للظلم والاستبداد ، "لا تستوحشوا طريق الحقّ لقلة سالكيه." كما قال الامام علي بن ابي طالب. فالحريه لا تعطى منهم بل تنترع انتراعا بقوة الحق. فطوبى لطوفان بوجه المستبدين كما قال تعالى واخذوهم الطوفان وهم ظالمون.
ويعمل د. عرابي مشرفا عاما لشبكة وطن الإعلامية وعمل في الحقل الإعلامي لأكثر من 25 عاما، ويحمل العديد من الدرجات العلمية في البكالوريوس والماجستير في العديد من التخصصات.