تل أبيب -PNN- قرر قائد سلاح الجو الإسرائيلي، تومير بار، اليوم، أن عناصر الاحتياط الموقعين على العريضة التي نُشرت صباحًا، والتي تعارض استمرار الحرب على قطاع غزة، "لن يُسمح لهم بمواصلة الخدمة في الجيش"، وذلك بدعم من رئيس الأركان، إيال زامير.
وقال مسؤولون في الجيش الإسرائيلي، في إحاطات لوسائل الإعلام الإسرائيلية، إن "الجيش ملتزم بالبقاء فوق كل خلاف سياسي، ولا يمكن القبول بوضع يستغل فيه الجنود مكانتهم للاحتجاج ضد الحرب، وفي الوقت نفسه يواصلون المشاركة فيها".
وبحسب المسؤولين، فإن الموقعين على العريضة من الفاعلين في خدمة الاحتياط يشكلون نحو 10% فقط من إجمالي الموقعين على العريضة، وذكروا أن القرار بشأنهم اتُخذ بعد مراجعة موقفهم في ظل التصريحات والاحتجاج العلني، وبدعم من رئيس الأركان.
وزعموا في الجيش أن عشرات الطيارين الفاعلين سحبوا توقيعهم خلال اليومين الماضيين بعد محادثات مع قادتهم وتهديدهم بالإقصاء. ومع ذلك، فإن التقديرات في سلاح الجو تُشير إلى أن "عشرات آخرين قد ينضمون لاحقًا" إلى الاحتجاج.
وشدد الجيش الإسرائيلي، بحسب ما أوردت وسائل الإعلام الإسرائيلية، على أن "القرارات في الجيش تُتخذ بناءً على اعتبارات عملياتية بحتة، وفي إطار معركة متعددة الجبهات يخوضها الجيش حاليًا".
وأضاف الجيش أن "السياسة الثابتة هي الحفاظ على حيادية الجيش فوق أي خلاف سياسي"، مشددا على أن "الجيش لا يستطيع القبول بوضع يشارك فيه جنود احتياط بمهام عسكرية ويحتجون في الوقت ذاته ضد الحرب".
وأشار الجيش إلى أن "بعض جنود الاحتياط الذين وقّعوا العريضة سحبوا توقيعاتهم في الأيام الأخيرة"، لكنه شدد في الوقت ذاته على أنه "لن يُسمح لمن يحتجون ضد الحرب وهم يرتدون الزي العسكري ويستغلون مناصبهم في سلاح الجو بالاستمرار في الخدمة".
كاتس يهاجم عريضة الطيارين: محاولة لنزع الشرعية عن الحرب
وفي أعقاب نشر عريضة الطيارين التي تدعو إلى وقف الحرب على غزة، هاجم وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بشدة الخطوة التي أقدم عليها الموقّعون، خاصة عناصر الاحتياط، واعتبرها محاولة لنزع الشرعية عن الحرب على غزة..
وقال كاتس، في بيان أصدره اليوم الخميس: "أرفض بشدة رسالة عناصر الاحتياط في سلاح الجو، والمحاولة للمسّ بشرعية الحرب العادلة التي يخوضها الجيش في غزة من أجل استعادة الأسرى والقضاء على تنظيم حماس الإرهابي والقاتل"، وفق تعبيره.
وأضاف "أثق في حُسن تقدير رئيس الأركان وقائد سلاح الجو، وأنا على يقين بأنهما سيتعاملان مع هذه الظاهرة المرفوضة بالطريقة الأصح".
ورغم أن نص العريضة تضمن تشكيكًا صريحًا في "نوايا القيادة وأهداف الحرب"، إلا أن الجيش لا يعتبرها "دعوة إلى التمرد أو رفض الخدمة"، بل يُصنّفها حاليًا على أنها "تعبير عن موقف سياسي" من قِبل جنود احتياط لا يخدمون حاليًا، ولم تُطلب منهم أي مهمة.
وكانت "يديعوت أحرونوت" قد أشارت إلى أنه في هذه المرحلة، لا ينوي الجيش اتخاذ خطوات عقابية جماعية، وسيواصل نهج "الحوار الفردي"، معتبرا أن الظاهرة لا تزال محدودة، وأن العديد من الموقّعين لا يخضعون فعليًا لأوامر عسكرية حالية.
من جهته طالب وزير التعليم الإسرائيلي يوآف كيش، مساء الأربعاء، بعزل فوري لنحو ألف ضابط وجندي احتياط في سلاح الجو، من بينهم طيارون، وقعوا على رسالة تطالب بوقف الحرب على غزة، واصفا توقيعهم بـ"العار".
وفي تدوينة على إكس، قال كيش: "إقحام الجيش في الخلافات السياسية هو الذي أدى إلى الكارثة الأكبر التي حلت بدولة إسرائيل"، في إشارة للسابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأضاف: "أسلوب الرسائل والتهديد برفض الخدمة عار لا يجوز قبوله".
ومضى قائلا: "أي شخص يوقع على مثل هذه الرسالة، طالما أنه لا يزال يخدم في الاحتياط، يجب أن يتم فصله فورا".
وفي وقت سابق الأربعاء، هدد قادة بسلاح الجو نحو ألف من طواقم الطائرات من ضباط وجنود، بينهم طيارون، بالفصل من الخدمة إذا لم يسحبوا توقيعاتهم على رسالة تطالب بوقف الحرب على غزة، وفق إعلام عبري.
وقالت صحيفة "هآرتس" إن "970 من أفراد طاقم الطائرات بسلاح الجو الإسرائيلي وقعوا على رسالة تعارض الحرب ولكنها لا تدعو إلى رفض الخدمة".