الداخل المحتل / PNN - يحاول رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، من خلال تدخل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى دفع المحكمة إلى تبني نموذج ترامب، بأن توقف محاكمته، ومن خلال محاولته هذه جنّد نتنياهو إلى جانبه ترامب، كي يبتز الأخير بتهديداته جهاز القضاء الإسرائيلي وإنهاء الإجراءات الجنائية ضده، وفقا لمحللين إسرائيليين اليوم، الإثنين.
وأشار المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، إلى أن إصرار نتنياهو على عدم التنحي بعد تقديم لائحة الاتهام ضده، تسبب بضرر بالغ في مكانة جهاز القضاء، وسيطرة أفكار الأحزاب الكهانية الفاشية على المؤسسة السياسية، وانقسام داخل على عتبة حربة أهلية. "والآن تهدد المحاكمة بتحويل قادة أذرع الأمن إلى معرض لأقنان سياسيين والدولة كلها إلى جمهورية موز"، بعدما أحضر نتنياهو رئيسا الموساد والاستخبارات العسكرية إلى جلسة مغلقة في المحكمة من أجل إلغاء جلسات محاكمته خلال الأسبوع الحالي.
وأضاف أنه إذا كانت هناك أدلة وثمة احتمال للإدانة، يجب تقديم لائحة اتهام، "لكن عندما يكون الحديث عن رئيس حكومة فإنه توجد تبعات لأي قرار، وهذا ينطبق خصوصا على رئيس الحكومة الحالي، الذي يتمتع بتأييد جماهيري واسع ويصر على التمسك بكرسيه بكل قوة وبأي ثمن".
ورفض نتنياهو، ومعارضوه أيضا، التوصل إلى صفقة مع النيابة بعد تقديم لائحة الاتهام ضده. "وتُدار المحاكمة بمداولات لا نهائية، وتأجيلات مبررة ومصطنعة، ومسرحيات كاذبة في وسائل الإعلام، وفقدان القضاة السيطرة، وتصرف استعلائي من جانب المتهم ومحاميه"، حسب برنياع.
وأضاف أن "النموذج هو دونالد ترامب، الذي لم يتصرف في محاكمته كمتهم، وإنما كشخص فوق القانون. وفعلا، بعد فوزه في الانتخابات تم إلغاء جميع التهم ضده، وحظي بحصانة. الأدلة أدانته، وصندوق الاقتراع طهره. ونتنياهو يتوق إلى هذه النتيجة".
ووفقا لبرنياع، فإن "تدخل ترامب في إجراء قضائي لا ينبغي أن يفاجئنا. فالإدارات الأميركية تدخلت في السياسة الإسرائيلية منذ قيام الدولة. والحكومات الإسرائيلية تدخلت أيضا في أي مناسبة بالسياسة الأميركية. فهناك ثمن ومقابل للعلاقات الحميمية".
لكنه اعتبر أن تغريدات ترامب في اليومين الماضيين، التي دعا فيها إلى إلغاء محاكمة نتنياهو، "تدوس بقدم همجية 77 عاما من السيادة والجهاز القضائي المستقل. ومن لا يحترم إسرائيل وقوانينها لا يمكنه أن يحترم رئيس حكومتها المنتخب أيضا. وبدلا من حلف بين دولتين ديمقراطيين، ترامب يسعى إلى حلف بين بلطجيين".
من جانبه، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن "نتنياهو يحاول تجنيد الرئيس الأميركي كي يبتز بتهديدات جهاز القضاء في إسرائيل وإنهاء الإجراءات الجنائية ضده، بدون إدانة وبدون أي اعتراف بالذنب".
وأضاف أن نتنياهو وترامب يعتبران أنفسهما "شركاء في نجاح الهجوم ضد إيران ومنشآتها النووية. والآن، فيما يسعى ترامب إلى تعزيز الإنجاز في إيران لصالح إنهاء الحرب في غزة، وإعادة المخطوفين، وتطبيع علاقات إسرائيلي – سعودي، وربما الأهم جائزة نوبل لنفسه. وهناك طلب آخر صغير لنتنياهو: ساعدني في التخلص من المحكمة. وترامب استجاب، من خلال تصريحات عدوانية. وحتى أنه هدد بوقف المساعدات الأمنية لإسرائيل، إذا استمر ’هذه الجنون’ كما قال".
وتابع هرئيل أن "التفكير بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية زرع فكرة خطيرة كهذه في رأس الرئيس تقشعر لها الأبدان. ورسائل ترامب قيلت بتنسيق كامل مع نتنياهو. ويتضح مجددا أن إصرار نتنياهو على بقائه السياسي، كجزء من جهوده للمساومة في محاكمته، أرجأ إنهاء الحرب في غزة".
واعتبر هرئيل أنه "حتى لو فشلت خطوة نتنياهو الجديدة بواسطة ترامب، فإنه سيحاول ترسيخ شعور بالظلم لدى مؤيديه حول ’دولة عميقة’ كأنها تنكل به". فهو ينظر إلى نفسه على أنه "المخطوف الـ51" إضافة إلى الأسرى الإسرائيليين الخمسين في قطاع غزة.