تل أبيب / PNN - شهدت إسرائيل، صباح اليوم الأحد، احتجاجات واسعة في تل أبيب ومدن أخرى، حيث أغلق أهالي الأسرى الإسرائيليين طريقًا رئيسيًا للمطالبة بصفقة فورية لإطلاق سراح أبنائهم المحتجزين في قطاع غزة. بعد حوالي عشرين دقيقة، تدخلت الشرطة لإخلاء المتظاهرين وتحرير مخالفات بحقهم، في وقت تواصلت فيه المظاهرات أمس في عدة مدن إسرائيلية.
وفي سياق ذلك، بثت المقاومة الفلسطينية مقاطع فيديو تظهر فيها أسيرين إسرائيليين يعانيان من فقدان شديد في الوزن، نتيجة استمرار سياسة التجويع التي تنتهجها إسرائيل في غزة، مما زاد من حالة الغضب والاستياء في الأوساط الإسرائيلية. وتقدر إسرائيل وجود حوالي خمسين أسيرًا إسرائيليًا في غزة، بينهم عشرون على قيد الحياة، في حين يقبع أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني في سجون الاحتلال، يعانون من التعذيب، التجويع، والإهمال الطبي، وهو ما أدى إلى وفاة العديد منهم، وفق تقارير حقوقية.
وفي تصريحات رسمية، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن "صدمة عميقة" من المشاهد التي بثتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، واصفًا إياها بأنها دنيئة ومقززة، ومتهمًا حماس بتجويع الرهائن والسكان بشكل متعمد، وترويج حملة دعائية ضد إسرائيل. وقال نتنياهو خلال لقائه عائلات الأسيرين أفيتار دافيد وروم براسلافسكي إن الجهود مستمرة لإعادة جميع الرهائن، وأن العمل لن يتوقف أبدًا.
وفي المقابل، حذرت عائلات الأسرى من أن التخلي عن المحتجزين في غزة قد يؤدي إلى تدمير ما يُعرف بـ"الهيكل الثالث"، وطالبت بضرورة الانسحاب من القطاع، مشيرة إلى أن جميع الأسرى في خطر. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف قوله إن واشنطن تعمل مع إسرائيل على خطة لإعادة إعمار غزة، وهو ما يعني نهاية الحرب.
الجهود مستمرة لإعادة الأسرى، ووقف التصعيد يتطلب خطوات عاجلة من جميع الأطراف
أما على الصعيد العسكري والسياسي، كشفت صحيفة "معاريف" أن رئيس الأركان إيال زامير طلب منذ أيام عقد جلسة لمناقشة خطط استمرار القتال في غزة، إلا أن نتنياهو رفض ذلك، ورفض عرض الخطط أو الموافقة عليها، محذرًا من أن استمرار العمليات قد يؤدي إلى نتائج سلبية، مع استنزاف هائل في وحدات الجيش، وتهديد طويل الأمد على الجنود والوحدات الميدانية.
وفي سياق متصل، قال زعيم المعارضة يائير لبيد إن الحرب لا يمكن أن تستمر إذا لم تكن هناك دعم شعبي، وأن الوقت حان لإنهائها وإعادة الأسرى، بينما أكد أفيغدور ليبرمان أن المجتمع الإسرائيلي منقسم، وأن الحكومة التي لا تنقذ أبنائها لا يحق لها الوجود. ودعا جلعاد أردان إلى إنهاء الحرب فورًا لإعادة المحتجزين، مع إمكانية استئناف القتال بعد أشهر.