واشنطن / PNN - أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم أمس السبت عن وقف منح تأشيرات الزيارة لسكان غزة، مما أثر بشكل كبير على إمكانية حصول طالبي الرعاية الطبية، بما في ذلك الأطفال الذين يعانون من حالات صحية خطيرة. هذه الخطوة تأتي في وقت حساس حيث يسعى العديد من الفلسطينيين للحصول على العلاج في الولايات المتحدة.
وزارة الخارجية الأميركية أكدت أنها ستقوم بمراجعة شاملة للإجراءات المتبعة في منح هذه التأشيرات، حيث صرحت بأن "جميع تأشيرات الزيارة للأفراد القادمين من غزة ستتوقف ريثما يتم إجراء هذه المراجعة". هذا القرار جاء بعد حملة ضغط من الناشطة اليمينية لورا لومر التي اعتبرت الرحلات الجوية من غزة تهديدًا للأمن القومي.
منظمة "هيل فلسطين"، التي تتخذ من أوهايو مقرًا لها، كانت قد بدأت بتنظيم أكبر عملية إجلاء طبي للأطفال المصابين من غزة إلى الولايات المتحدة، حيث تمكنت حتى الآن من إجلاء 63 طفلًا مصابًا. هؤلاء الأطفال تم نقلهم جواً إلى مستشفيات في تسع مدن أميركية، وقد فقد العديد منهم أطرافهم نتيجة العدوان على قطاع غزة.
الدكتورة زينة سلمان، إحدى مؤسسي منظمة "هيل فلسطين"، أكدت أن هذه الرحلات تمثل مسألة حياة أو موت للأطفال، حيث قالت: "هؤلاء الأطفال لا يستطيعون الانتظار. حياتهم على المحك، وهذه المهمة تهدف إلى منحهم مستقبلاً أفضل".
جوليا جيلات، المديرة المساعدة لبرنامج سياسة الهجرة الأميركية، انتقدت القرار واعتبرت أنه يتماشى مع سياسة إدارة ترامب التي تعتبر المهاجرين تهديدًا للسلامة العامة. وأشارت إلى صعوبة تصور كيف يمكن لشخص يأتي لتلقي علاج طبي أن يشكل خطرًا على الأمن القومي.
الناشطة لورا لومر، التي ليس لها دور رسمي في الحكومة، أكدت أنها كانت على علم بالرحلات الجوية منذ وقت مبكر من الشهر الجاري، واعتبرت أن هذا الأمر يستدعي الانتباه. وقالت: "من الواضح أن هذا ليس ما صوتنا عليه".
أندرو ميلر، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية، أوضح أن سكان غزة لا يمكنهم الحصول على تأشيرات دخول إلا بالحضور إلى سفارة في القدس أو القاهرة أو عمان، مما يزيد من تعقيد الأمور.
الدكتور محمد صبح، طبيب طوارئ متطوع في منظمة "هيل فلسطين"، عبر عن حزنه لرؤية الخوف والكراهية تتغلغل في المجتمع، حيث قال: "يجرد الناس الأطفال من إنسانيتهم" من خلال الضغط لفرض سياسات تمنع الرعاية المنقذة للحياة.