طولكرم / PNN/ تقرير يارا منصور - تعاني العديد من القرى والتجمعات السكنية في المناطق المصنفة ج في الضفة الغربية حياة صعبة تزداد صعوبة وسوء مع استمرار تهديدات وزير مالية الاحتلال بتسلائيل سموتريتش الى خطوات عملية لخنق المواطنين في هذه التجمعات والقرى الفلسطينية من اجل فرض التهجير القصري عليهم.
قرية زيتا في محافظة طولكرم والتي يلتف الجدار حولها من ثلاث جهات بارتفاع ثمانية أمتار، قاطعا ما يقارب ستة آلاف دونم من أراضيها، ليحول تفاصيل الحياة اليومية إلى معركة بقاء وصمود لمواجهة استهداف همجي من الاحتلال ومستوطنيه.
وفي هذه المعركة تحاول أم محمد أن ترتشف كوب الشاي حلوا وسط مرارة واقع فرض عليها جدار فصل عنصري ضخم يلاصق منزلها في قرية زيتا شمال طولكرم. الخطوات باتت ثقيلة، والحركة أصبحت شبه مستحيلة.
تقول أم محمد وهي مواطنة من بلدة زيتا في حديث مع مراسلة شبكة فلسطين الاخبارية PNN إن حياتها وعائلتها تحولت إلى معاناة يومية بسبب الاقتحامات المتكررة لقوات الاحتلال.
وعن واقع الحال وكيف وصلت اليه تقول أم محمد: كنا جالسين في بيتنا بأمان، وفجأة يدخل الجيش في ساعات الليل، الأمر الذي يزرع الرعب في قلوب أولادي الصغار. يبدأون بالصراخ والخوف، وأحيانًا يطردونني من منزلي فأضطر للانتقال إلى بيت أولادي والبقاء هناك أيامًا طويلة، بينما ينام الأطفال على الأرض وفي ظروف صعبة.
وتوضح ام محمد أن قوات الاحتلال تقوم بكسر كاميرات المراقبة في محيط المنزل ومصادرتها، وتمنعها من التواصل مع أي جهة لطلب المساعدة، قائلة: "لا أستطيع حتى الاتصال بأحد لأخبره أن الجيش اقتحم المنزل. أشعر وكأننا في سجن داخل بيوتنا، بل أصعب من السجن.
وتابعت حين يطرق الجنود أبواب المنزل بعنف، لا نجرؤ على الرد أو الخروج. وحتى لا نستطيع اذهاب الى اللغنان في ساعات الليل، يسيطر علينا الخوف من أن يكون هنالك جنود الاحتلال في الخارج.
وبرأ المواطن قبل المسؤول والسياسي فان هذا الجدار ما هو إلا جزء من سياسة العزل الإسرائيلية، التي تحوّل القرى الحدودية إلى مناطق محاصرة وتحت رقابة مشددة
وفي السياق تحدث المواطن عاهد عيد من بلدة زيتا عن واقع القرية قبل بناء الجدار وما آلت إليه بعده قائلا: كانت البلدة تعج بالحياة وكان يأتي إليها أهل الداخل المحتل عام 48 إضافة إلى أهالي قرى جنين وشمال طولكرم. كانت القرية عامرة بالحيوية والحركة، لكن بعد إقامة الجدار توقفت الحركة تمامًا، وأصبحنا محاصرين.
وأضاف عيد المضايقات المتواصلة دفعت كثيرًا من الأهالي إلى ترك القرية والانتقال للمدن أو السكن بالإيجار، فلم يعد هناك جدوى من البقاء. المواصلات أصبحت صعبة بسبب الحواجز، والحياة الاقتصادية تدهورت، وانخفضت دخول الناس بعد الجدار بشكل كبير.
وعن واقع القرية تقول بلدية زيتا اليوم تعكس صورة اوسع للواقع الفلسطيني جدران عالية واسلاك شائكة وحصار يهدد الوجود الفلسطيني.
وفي هذا الاطار قال عبد العزيز أبو حمدي نائب رئيس بلدية زيتا، في حديث ل PNN إن البلدة كانت من أكبر القرى الفلسطينية تاريخيًا إذ بلغت مساحتها قبل عام 1948 نحو 38 ألف دونم لتتقلص بعد إقامة الجدار إلى 1100 دونم فقط، منها نحو 1000 دونم مسموح بالبناء عليها.
وأوضح أن قرب زيتا من الجدار جعل سكانها يعانون بشكل مضاعف، لا سيما في موسم قطف الزيتون، حيث يُحرم المواطنون من الوصول إلى أراضيهم إلا عبر تصاريح محدودة جدًا، مبينا أن من بين كل 30 طلب تصريح يُسمح لثلاثة أو أربعة فقط بالدخول، ليوم أو يومين في الأسبوع ولساعات محددة.
وختم أبو حمدي قائلا: الاعتداءات على المزارعين مستمرة، وآخرها يوم الجمعة الماضي حين أُحرقت أرض قريبة من الجدار بقنبلة صوت. هذا المشهد يتكرر يوميًا، ما جعل أغلب الأراضي بلا أشجار زيتون أو إنتاج