غزة –PNN- شهدت مدينة غزة مأساة جديدة بعد أن دُمّر منزل عائلة كاملة جراء القصف خلال الأيام الأولى للحرب الأخيرة، مخلفًا 13 قتيلًا من أفراد الأسرة، فيما نجا الشاب وسيم مصباح حسن دمراز الوحيد من العائلة.

وقال وسيم إنه كان في المنزل مع والديه وإخوته وأفراد عائلته الممتدة حين سقط الحزام الناري على المنزل والمنزل المجاور، مما أدى إلى انهيار المباني بشكل كامل. 

ووصف وسيم المشهد بأنه أشبه بالانتقال إلى شارع آخر من شدة الدمار، مؤكدًا أن جميع أفراد العائلة لم ينجوا من الحادث.

ففي تلك اللحظة فقد وسيم والده ووالدته، وأخوَيه يوسف ومحمد، وأخته ريم، وعمّه وزوجته وبناته الثلاث، وابن عمّه حسام وزوجته وطفله الصغير، “ثلاثة عشر فردًا من عائلة واحدة”، انتهت حياتهم في لحظة واحدة.

وأضاف وسيم في حديثه أنه على الرغم من مرور عدة أيام على الحادث، فإن الإمكانيات المحدودة في غزة حالت دون إخراج الجثث من تحت الأنقاض أو تقديم أي مساعدة فعلية. موضحا أن الجهود التي بذلوها كانت محدودة وباعتمادهم الشخصي فقط، مشيرًا إلى الصعوبات الكبيرة التي تواجهها المدنيين في القطاع.

رغم الصدمة الكبيرة التي عاشها، تمكن وسيم من إنهاء امتحاناته النهائية بتقدير 96 في الفرع العلمي، معبرًا عن عزيمته وإيمانه بأن الإرادة والإصرار يمكن أن تساعد في مواجهة أصعب الظروف.

وأكد على أهمية تسليط الضوء على مأساة المدنيين في غزة، مشيرًا إلى أن اهتمام العالم بقضايا أخرى يترك عشرات الآلاف من المدنيين تحت الأنقاض بلا أي دعم أو مساعدة. 

وأوضح أن العائلة كانت قد انتقلت من برج سكني إلى منزل أحد أقاربهم ظنًّا أن المكان أكثر أمانًا، لكنه أصبح هدفًا للقصف بعد يومين فقط، ما أدى إلى فقدان جميع أفراد العائلة ما عدا وسيم.

يرى وسيم أن المأساة التي عاشها لا تخصّه وحده، بل تختصر واقع غزة كله، حيث يعيش الناس يوميًا بين انتظار القصف، والعجز عن دفن أحبّتهم، أو حتى إعادة بناء ما دُمّر.

وتأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة طويلة من الخسائر البشرية والمادية التي يشهدها قطاع غزة نتيجة القصف المتواصل، ما يعكس حجم المعاناة اليومية التي يعيشها المدنيون، ويضع الضوء على الحاجة الماسة لتدخل دولي عاجل لحماية السكان المدنيين وتقديم الدعم الفوري للناجين.