الخرطوم -PNN- تتجه الأوضاع الميدانية في السودان إلى مزيد من التصعيد، إذ أعلنت قوات الدعم السريع، اليوم الثلاثاء، أنها تدفع بحشود عسكرية ضخمة نحو مدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان، تمهيدا للهجوم على الفرقة 22 التابعة للجيش السوداني المتمركزة داخل المدينة.
وظهر في مقطع مصور نشرته القناة الرسمية لقوات الدعم السريع على تطبيق تليغرام، عناصر من القوة يتوعدون بالسيطرة الكاملة على المدينة، التي تخضع لحصار متواصل منذ أكثر من عام، فيما أكد مصدر عسكري أن الدعم السريع قصفت مواقع الجيش بالمدفعية والمسيرات لساعات طويلة خلال اليومين الماضيين.
وتأتي هذه التحركات بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، ما مكنها من تكثيف هجماتها على مدن استراتيجية في إقليمي كردفان ودارفور، بينها الأبيض والدبيبات والنهود.
في المقابل، أعلن ياسر العطا، مساعد قائد الجيش، أن القائد العام عبد الفتاح البرهان أصدر أوامر بالتقدم غربا نحو دارفور، مؤكدا أن الجيش "لا يسعى للحرب بل لحماية الوطن".
كما تعهد مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، بالتحرك لتحرير الإقليم، بينما أعلن عبد العزيز عشر من حركة العدل والمساواة أن قواتهم ستقاتل إلى جانب الجيش.
من جهة أخرى، دعا الباشا طبيق، مستشار قائد الدعم السريع، إلى حل سياسي شامل، معتبرا أن تصريحات الجيش تعكس استمرار "نهج الحرب والمكاسب السياسية".
إنسانيا، حذرت الأمم المتحدة من كارثة متفاقمة، إذ كشف المتحدث باسم الأمين العام فرحان حق عن فرار أكثر من 89 ألف شخص من الفاشر إلى مناطق مجاورة منذ أواخر أكتوبر، فيما ارتفع عدد النازحين من دارفور وكردفان إلى مدينة الدبة في الولاية الشمالية إلى نحو 57 ألفا.
وأعرب مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك عن قلق بالغ من "فظائع مروعة" في الفاشر، محذرا من خطر تحول الوضع إلى إبادة جماعية، وسط تقارير عن عمليات قتل جماعي واغتصاب وعنف عرقي.
ويشهد السودان منذ نيسان/أبريل 2023 حربا دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع، خلفت عشرات الآلاف من القتلى، ونزوح أكثر من 13 مليون شخص داخل البلاد وخارجها، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.