تل أبيب – PNN - كشف تقرير جديد لمراقب الدولة الإسرائيلي متنياهو أنغلمان، اليوم الثلاثاء، عن إخفاق طويل الأمد لإسرائيل في إعداد وإقرار عقيدة أمن قومي رسمية، ما حرَم القيادة السياسية والعسكرية من رؤية إستراتيجية شاملة وأضعف قدرة الدولة على مواجهة التحديات الأمنية المتغيرة.

وأشار التقرير إلى أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وعلى رأسها حكومات بنيامين نتنياهو، لم تضع سياسة أمن قومي مكتوبة وموثقة وملزمة، رغم محاولات متكررة منذ نهاية التسعينيات. واعتبر أن غياب العقيدة الأمنية جعل الجيش الإسرائيلي يعمل دون توجيه سياسي واضح أو رقابة فعّالة، وأدى إلى ضعف في قدرة المستوى السياسي على مراقبة الأجهزة الأمنية.

ولفت التقرير إلى أن نتنياهو بادر بين عامي 2017 و2018 لإعداد وثيقة بعنوان "عقيدة الأمن القومي 2030"، لكنها لم تُستكمل ولم تُعرض على الكابينيت للإقرار الرسمي، رغم إدراكه لأهميتها. كما انتقد التقرير أداء مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الذي لم يقدم أي صيغة محدّثة للعقيدة منذ تأسيسه عام 2008.

وأشار أنغلمان إلى أن غياب عقيدة أمن قومي واضحة ساهم في ضعف تقدير نيات حركة حماس، وفشل الردع الإسرائيلي، وانهيار مبادئ الإنذار والدفاع، وغموض مبدأ الحسم، مشيرًا إلى أن القرارات العسكرية كانت غالبًا تتخذ دون توجيه سياسي مسبق، مثل تقليص وحدات الدبابات عام 2020.

واختتم المراقب توصيته بضرورة إطلاق عملية منظمة لإقرار عقيدة أمن قومي رسمية تحدد المصالح العليا لإسرائيل وتوجّه عمل الأجهزة الأمنية، محذرًا من أن استمرار الوضع الحالي يترك الدولة دون بوصلة إستراتيجية واضحة ويُضعف استعدادها للمستقبل.