بيروت /PNN /استشهد 5 أشخاص وأُصيب 28 آخرون، جرّاء استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، شقةً سكنية في الشارع العريض بالضاحية الجنوبية لبيروت (موقف الضاحية)، وفق ما أكّدت وزارة الصحة اللبنانية، فيما أعلنت إسرائيل رسميا، "نجاح" اغتيال "رئيس أركان حزب الله" بالهجوم.
واستهدفت الغارة القيادي البارز في حزب الله، هيثم علي طبطبائي، فيما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، استشهاد 5 أشخاص وإصابة 28 آخرين في حصيلة نهائية للغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية.
بدوره قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في كلمة موجّهة للجمهور الإسرائيليّ، بعد الإعلان رسميّا عن اغتيال من وصفه الجيش بـ"رئيس أركان حزب الله"، هيثم علي طبطبائي، إن "الجيش اغتال قبل ساعات قليلة، علي طبطبائي، رئيس أركان منظمة حزب الله".
وأضاف نتنياهو أن "طبطبائي بارع في جرائم القتل، ويداه ملطختان بدماء العديد من الإسرائيليين والأميركيين، ولم يكن عرض الولايات المتحدة مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، عبثًا".
وذكر أن "طبطبائي شغل منصب قائد رفيع المستوى في قوة الرضوان؛ هذه القوة هي التي استعدت لغزو الجليل و(قتل) العديد من مواطنينا".
وتابع: "قاد (طبطبائي) مؤخرًا جهود حزب الله المتجددة لإعادة التسلُّح، وهذا بالطبع بعد الضربات الموجعة التي تلقاها حزب الله... والأضرار التي لحقت بمستودعات صواريخه، وبالطبع اغتيال (أمينه العام الاسبق، حسن) نصر الله".
واعتبر نتنياهو أن "الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن، نفّذوا عملية احترافية ودقيقة وناجحة، اليوم".
وقال نتنياهو: "السياسة التي أتّبعها واضحة تمامًا: تحت قيادتي، لن تسمح إسرائيل لحزب الله بإعادة بناء قوته، ولن نسمح له بتشكيل تهديد مرة أخرى على دولة إسرائيل".
وأضاف: "أتوقع من الحكومة اللبنانية الوفاء بالتزامها بنزع سلاح حزب الله، فبهذه الطريقة فقط سيتمكن كل مواطن في لبنان من التمتع بمستقبل أفضل، وبهذه الطريقة فقط يمكن أن يسود جوار جيد وآمن بين إسرائيل ولبنان".
وفي الكلمة ذاتها، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية: "أودّ أيضًا أن أشيد بالرئيس (الأميركي، دونالد) ترامب، لقراره حظر جماعة ’الإخوان المسلمين’ وتصنيفها منظمة إرهابية. إنها منظمة تُهدد الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه. ولذلك، حظرت دولة إسرائيل بالفعل جزءًا منها، ونعمل على استكمال هذه الخطوة قريبًا"، من دون أن يوضح تفاصيل إضافية بشأن ذلك.
بدوره، أعلن نائب رئيس المجلس السياسي في "حزب الله"، محمود قماطي، أن الغارة الاسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، استهدفت شخصية عسكرية "أساسية"، مشيرا إلى أن قيادة الحزب ستدرس كيفية الرد.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الأحد، بشكل رسميّ، أنه اغتال "رئيس أركان حزب الله"، هيثم علي طبطبائي، بالضربة التي شنّها بالضاحية الجنوبية لبيروت، وقال في بيان إنه "خلال الحرب، عُيّن قائدًا لقسم العمليات في الحزب، وكان مسؤولًا، في إطار دوره، عن مركزية الوضع في الحزب وبناء القوّة".
وزعم الجيش الإسرائيليّ أن "طبطبائي قاد معظم وحدات حزب الله، وبذل جهدًا كبيرًا لإعادة جهوزيتها للحرب مع إسرائيل".
وقبل الإعلان الرسميّ، رجّحت أوساط أمنية إسرائيلية "نجاح عملية اغتيال" من تصفه بأنه "رئيس أركان حزب الله"، فيما لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من حزب الله حول طبيعة الاستهداف، أو هوية الضحايا.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي إن رئيس الحكومة ووزير الأمن صادقا على الهجوم قبل دقائق من تنفيذه، بينما وقالت رئاسة الحكومة الإسرائيلية، في بيان، إن جيش الاحتلال نفّذ قبل نحو ساعة هجومًا "في قلب بيروت" استهدف القيادي الذي تصفه إسرائيل بـ"رئيس أركان حزب الله" والمسؤول عن "قيادة مسار إعادة بناء القوة والتسلح" في الحزب.
الرجل الثاني في حزب الله"
ووصفت التقارير الإسرائيلية أبو علي الطبطبائي بأنه "الرجل الثاني في حزب الله بعد الأمين العام، نعيم قاسم" و"رئيس أركان حزب الله فعليًا" وأحد أبرز المسؤولين العسكريين في الحزب خلال السنوات الأخيرة.
وبحسب تلك التقارير، يُعدّ الطبطبائي من الشخصيات العسكرية الأكثر نفوذًا داخل حزب الله، وتولّى مسؤوليات مركزية في إدارة الملفات القتالية وإعادة بناء قدرات التنظيم، كما نُسبت إليه أدوار قيادية في عمليات سابقة على الجبهة مع إسرائيل.
وأشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن الطبطبائي كان يقيم داخل الشقة التي طاولها الاستهداف، وأنه كان يعمل في الآونة الأخيرة على تعزيز القدرات العسكرية لحزب الله وعلى صياغة خطط ميدانية تعتبرها تل أبيب تهديدًا مباشرًا لأمنها
“ضمن إجراءات الإنفاذ... لا تغيير في السياسات”
وقال مصدر أمني لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "من لحظة وصول المعلومة الاستخباراتية وحتى تنفيذ الهجوم في الضاحية الجنوبية مرّت ساعة واحدة فقط"، في إشارة إلى السرعة التي اتُّخذ فيها القرار بتنفيذ الغارة.
وزعم المصدر "نحن ما زلنا ضمن منطق الإنفاذ، ولم نغيّر سياستنا تجاه حزب الله"، مشيرًا إلى أن إسرائيل "تواصل فرض اتفاق وقف إطلاق النار" ، رغم التصعيد الميداني الأخير.
وتزامنت الغارة مع تحليق مكثّف للطيران الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية وغارات وهمية في منطقة البقاع. فيما أفادت الوكالة اللبنانية بأن مسيّرة إسرائيلية عادت لتحلّق فوق المبنى المستهدف في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية.
هل أبلغت تل أبيب واشنطن مسبقا بالهجوم؟
وقال مصدر إسرائيلي إن تل أبيب أبلغت واشنطن مسبقًا بالهجوم، دون الخوض في مستوى الموافقة الأميركية؛ فيما قال مسؤول أميركي رفيع إن الولايات المتحدة لم تتلقَّ أي إخطار مسبق من إسرائيل بشأن الهجوم، وأضاف أنه "تم إبلاغ واشنطن فور تنفيذ العملية فقط".
وأضاف المسؤول الأميركي أن واشنطن كانت على علم، منذ عدة أيام، بأن إسرائيل تستعد لتصعيد هجماتها في لبنان، لكنها لم تُبلَّغ مسبقًا بموعد الضربة أو بهوية الجهة المستهدفة، بحسب ما نقلته القناة 12 الإسرائيلية.
وأكد مسؤول إسرائيلي تحدث للقناة أقوال المسؤول الأميركي، وقال إن تل أبيب لم تُطلع الإدارة الأميركية مسبقًا على الهجوم في الضاحية الجنوبية لبيروت، موضحًا أن الإبلاغ تم فور تنفيذ الضربة وليس قبلها.