طوباس / PNN – منجد جادو - استفاق أهالي محافظة طوباس شمال الضفة الغربية الواقعة أيضا في منطقة غور الأردن على الحدود الفلسطينية الأردنية على حملة عسكرية إسرائيلية شملت تنفيذ الجيش الإسرائيلي عمليات اقتحام لمدينة طوباس وكافة القرى المحيطة بها بغطاء جوي من طائرات الاباتشي الهجومية في إطار عملية عسكرية أعلن عنها الجيش الإسرائيلي مع ساعات الصباح الأولى.
وأعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي عن إطلاق عملية عسكرية في شمال الضفة الغربية وقال انه سيستخدم فيها طائرات مروحية هجومية من طراز الأباتشي في تصعيد جديد للاحتلال بالضفة.
وبحسب مصادر عبرية فقد أعلن جيش الاحتلال وجهاز الامن العام الشاباك البدء اعتبارا من الليلة الماضية عملية واسعة لإحباط ما اسموه "الإرهاب" في شمال الضفة الغربية.
وقال بيان الناطق باسم جيش الاحتلال ان ثلاثة الوية تشارك في هذه العملية العسكرية في محافظة طوباس فيما نقل موقع واللا عن مصادر امنية وسياسية قولها ان الجيش الإسرائيلي بدأ إغلاق طرق في طوباس بالضفة لتعزيز السيطرة على المنطقة.
عدوان واسع وغير مسبوق
وقالت الصحفية الفلسطينية نور الفارس في حديث لشبكة فلسطين الاخبارية PNN : إن قوات الاحتلال بدأت العميلة قبل منتصف ليل الأربعاء حيث اجتاحت الآليات العسكرية الإسرائيلية مناطق واسعة من محافظة طوباس وقرى الباذان وطلوزة القريبة وفصلت محافظة طوباس عن محيطها من المحافظات وقطعت أوصال المحافظة بالسواتر الترابية والحواجز العسكرية وشرعت بحملة عسكرية واسعة.
وأضافت أنه ومع ساعات الفجر الأولى دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات كبيرة لمحافظة طوباس برفقة جرافات عسكرية لمدينة طوباس وبلدات طمون وعقابا وتياسير وواد الفارعة ، وشرعت بأغلاق الطرق المؤدية للمحافظة بالسواتر الترابية والحواجز والجيبات العسكرية.
كما قالت إن قوات الاحتلال نفذت عمليات احتجاز للعشرات من المواطنين في أكثر من موقع حيث أجرت تحقيق ميداني مع غالبيتهم واعتقلت كل من الأسير المحرر عماد عرسان بني عودة ومحيي الدين أبو يزيد في طمون ولم يعرف بعد العدد النهائي للمعتقلين.
من ناحيته قال الصحفي من طوباس محمد أبو علان والمختص بالشأن الإسرائيلي ،أن محافظة طوباس والمناطق الخمسة التي تتبعها وهي طوباس طمون تياسير منطقة واد الفارعة و رأس الفارعة وعقابا تعيش حالة اقتحام منذ منتصف الليلة الماضية، وأن قوات كبيرة من جيش الاحتلال الاسرائيلي تقوم بعملية اقتحام لبعض المنازل، حيث تموضعت في بعض المنازل واقتحمت أخرى وقامت وتفتيشها وعاثت فيها خرابا لساعات طويلة .
وأضاف أن بيان جيش الاحتلال يدعي أن هذه العملية تهدف الى ملاحقة المقاومين ومنع تموضع المقاومة في هذه المناطق، وأن هذه العملية هي عملية استباقية لمنع هذا التموضع للمقاومة الفلسطينية، موضحا أن جيش الاحتلال قام بتوزيع منشورات هددوا فيها سكان المحافظة من عدم السماح بان تتحول المنطقة الى ملجئ للمقاومين، واذا حدث ذلك سيكون مصيرها مصير جنين ومخيم جنين ومخيم نور شمس ومخيم طولكرم.
مداهمة عشرات المنازل وطرد العائلات وتحويلها لثكنات عسكرية: العائلات تتحدث
ومنذ ساعات الفجر الأولى ومع بدء العملية العسكرية الإسرائيلية اقتحمت قوات الاحتلال العديد من قرى وبلدات محافظة محافظة طوباس وقامت باقتحام المنازل وقامت بطرد العديد من المواطنين من منازلهم وحولتها لثكنات عسكرية.
ومن بيت العائلات التي تم اقتحام منازلها عائلة الأسير أمين غريب وشقيقه بلال في حي المشماس حيث يعيش مع شقيقه في نفس المنزل كل في شقته الخاصة حيث تم طردهم خارج منزلهم مع عائلاتهم وأطفالهم الرضع.
وقال أمين غريب في حديث مع شبكة فلسطين الإخبارية PNN ، إن قوات كبيرة دخلت مدينة طمون واقتحموا حي المشماس عند الساعة الخامسة فجرا بعد اقتحام الحي بشكل جنوني بعدد من الجيبات العسكرية ترافقهم جرافة وعشرات الجنود، وقاموا باقتحام عدد من المنازل في الحي من بينها منزله ومنزل شقيقه ،وقاموا بترهيب أفراد العائلة عبر اقتحام المنزل وتحطيم محتوياته ومن ثم أبلغوهم بأنهم مطرودون من المنزل هم وعائلاتهم ولم يسمحوا لهم باي أي من حاجياتهم حتى حليب الأطفال.
وأضاف أن قوات الاحتلال قامت بطرد عشرين عائلة من بلدة طمون لوحدها وحولتها لثكنة عسكرية على حد معلوماته حتى الان ،وأوضح أن قوات الاحتلال قامت بمداهمة العشرات من المنازل وتحتجز العشرات من المواطنين وتقوم بإجراء تحقيقات ميدانية معهم في المنازل التي طردت منها أصحابها وحولتها لثكنات عسكرية.
وقال أنه وشقيقه وعائلاتهم اضطروا للسير ليلا اتجاه منزل والده الصغير حيث يعيش والده مع شقيقهم الثالث وأصبح كافة أفراد الأسرة يعيشون في منزل الوالد الصغير الذي تبلغ مساحته 100 متر ويعيش فيه الآن خمسة وعشرين فرد من أفراد العائلة حيث يفتقرون لكل مقومات الحياة خصوصا حليب الأطفال لا سيما أن هناك ثلاثة أطفال رضع من بين الموجودين هم أبناه وابن أخيه حيث يحتاجون للحليب لكن منع التجول والحركة الذي فرضه الجيش الإسرائيلي يحول دون توفير هذا الحليب.
وقال أنه وعائلته وشقيقه شعروا بالخوف الشديد عند انتقالهم فجرا لمنزل الوالد حيث مروا بين جرافات وجيبات وجنود الاحتلال كما شعروا بالرعب خلال قيام جنود الاحتلال بتحطيم محتويات المنزل مضيفا أنهم يشعرون الآن أنهم ضائعون بعد طردهم من منزلهم.
وقال أن جنود الاحتلال منعوه وزوجته من أخذ أي حاجيات|، كما أن الجيش يمنع سيارات الإسعاف من الحركة وهي كانت أملهم في توفير هذا الحليب متسائلا من يوفر احتياجات الأطفال، نحن لا نعرف متى سينتهي الاجتياح وقال:" حتى أن هناك حالة وفاة لرجل مسن منع الجيش الإسعاف الفلسطيني من نقلها". كما أشار الى انه شاهد جنود وهم يعتدون على شاب خلال الاجتياح.
وتسائل كيف سنعيش كأربع عائلات في منزل صغير مساحته 100 متر مربع دون أي مقومات مضيفا انه لا يعرف لماذا هذه العملية كانت المنطقة هادئة لماذا يفعلون ذلك بنا".؟
محافظ طوباس يندد بالعدوان
وفي تعليقه على الهجوم الإسرائيلي قال محافظ طوباس والأغوار الشمالية في السلطة الوطنية الفلسطينية أحمد الأسعد، إن سلطات الاحتلال تنفذ هجوم واسع على محافظة طوباس منذ ساعات الفجر الأولى بمشاركة قوات كبيرة من الجيش وجرافات الاحتلال التي تُفذت العدوان بمشاركة طائرات الاباتشي بهذه المناورة العسكرية التي تتم لأول مرة منذ سنوات، حيث قامت باطلاق رشاشاتها الثقيلة باتجاه المناطق السكنية " فيما داهمت قواته عدة منازل في بلدات طمون وطوباس والفارعة وتياسير وأخرجت ساكنيها وأبلغتهم بالعودة بعد عدة أيام واتخذتها ثكنات عسكرية "
وندد الأسعد في تصريح بإجراءات الاحتلال التي تأتي في وقت تعاني منه محافظة طوباس من الاقتحامات اليومية لقوات الاحتلال والتنكيل بالمواطنين عبر الحواجز العسكرية المحيطة بالمحافظة.
وأشار الأسعد أن قوات الاحتلال فرضت منع التجول حتى اشعار اخر، موضحا أن السلطة أصدرت توجيهات حفاظا على سلامة أبناء شعبنا بتعطيل دوام المدارس والمؤسسات وإبقاء لجان الطوارئ في كافة المناطق تحت الجاهزية وأن تعمل في ظل هذه الظروف الأمنية الصعبة لتلبية احتياجات المواطنين وتوفير ما يلزمهم.
وأضاف أن قوات الاحتلال تحد من حركة سيارات الإسعاف والطواقم الطبية ولا يسمح بالوصول لبعض الحالات المرضية التي تحتاج لرعاية طبية وأن هناك تواصل مع الصليب الأحمر الدولي للتدخل لنقل تلك الحالات والتعامل معها.
وناشد الأسعد مؤسسات المجتمع الدولي والصليب الأحمر الدولي للتدخل الفوري لوقف انتهاكات الاحتلال والعقاب الجماعي الذي تفرضه على محافظة طوباس والتي تتخذها ساحة لتدريب قواتها.
وعن إمكانيات التصعيد في محافظة طوباس والضفة بشكل عام يقول الصحفي والمحلل السياسي أبو علان أن اللافت في هذه العملية التي نعتقد أنها تأتي في إطار التدريبات والمناورات العسكرية لفحص الجاهزية ،أن طائرات الأباتشي تشارك في هذه العملية العسكرية وأيضا تطلق النيران بشكل متواصل، وهذا يوحي أن ما يجري هو تدريبات، كما أشار الى أن التحقيقات والبحث عن أسلحة التي يتم إجراؤها مع المواطنين بمن فيهم هو نفسه تظهر أن كل ما يجري تدريبات عسكرية هذا بالإضافة الى أن الاقتحام تمت من أكثر من جهة وهو ما يزيد المؤشرات أن ما يجري تدريبات حتى الان.
وعن الوضع في الضفة يقول المحلل أبو علان أن الضفة الغربية تعيش حالة تصعيد حتى قبل الحرب على قطاع غزة ، العمليات العسكرية لجيش الاحتلال مستمرة على مدار الساعة ، وأن عمليات الاقتحام و الاغتيال و الاعتقال مستمرة كانت قبل أن تبدأ الحرب على قطاع غزة ،كذلك علينا أن لا ننسى أنه بالتزامن هذه الاقتحامات هناك عمليات استيطان ومصادرة أراضي وتهجير سكان بشكل كبير جدا وهذا لا يقل وربما أكثر خطورة من عمليات الاقتحام التي تتم للمدن والقرى الفلسطينية في الضفة ، إذا علمنا أنه منذ الحرب على غزة هُجر بشكل كامل أو وبشكل جزئي حوالي 33 تجمع فلسطيني من منطقة الأغوار الشمالية حتى جنوب جبل الخليل بمسافر يطا ،مشددا على أن الحرب تتم بتكامل ما بين جيش الاحتلال اإسرائيلي من جهة والمستوطنين من الجهة الأخرى، وهذه مقومات دولة الاحتلال التي تتكالب على الفلسطينيين على كل الصُعد.