طوباس - PNN - يشهد شمالي الضفة الغربية المحتلة، لليوم الثاني على التوالي، عدوانًا عسكريًا إسرائيليًا واسعًا يتركّز في محافظة طوباس، حيث فرضت قوات الاحتلال حظر تجوّل شامل وسط انتشار مكثّف في مختلف أنحاء المحافظة، ترافقت معه اقتحامات متواصلة للمنازل وعمليات اعتقال واحتجاز ميداني طالت عشرات المواطنين، الأمر الذي فاقم من تدهور الأوضاع الإنسانية في المنطقة.
وتتواصل التغطية المباشرة عبر قناة موقع "عرب 48" على تليغرام لمتابعة مستجدات الأحداث.
ويمتد العدوان ليشمل محافظة جنين، حيث أعلن جيش الاحتلال أن وحدات "المستعربين" التابعة لـ"حرس الحدود" شرعت بتنفيذ حملة ميدانية داخل مدينة جنين، ضمن عملية أطلق عليها اسم "خمسة أحجار" بزعم "إحباط العمليات" في شمال الضفة. وأوضح الجيش أن مروحيات قتالية توفّر غطاءً جوياً لوحدات الكوماندوز المنتشرة في المنطقة.
وبحسب مصادر محلية، نقلت قوات الاحتلال عشرات المعتقلين من طوباس إلى موقع ميداني جرى فيه تنفيذ تحقيقات قاسية معهم، بينما أكّد مدير نادي الأسير في طوباس كمال بني عودة أن الاحتلال احتجز أكثر من 100 مواطن، نصفهم من بلدة طمون، وسط استمرار عمليات المداهمة والتفتيش العنيف. وأفادت مصادر مطلعة أن المحتجزين ظلّوا مكبّلي الأيدي ومعصوبي العيون طوال ساعات الليل.
وقال محافظ طوباس إن قوات الاحتلال أخلت قسرًا 30 عائلة من منازلها خلال الاقتحامات المتواصلة، ما زاد من معاناة المواطنين وهدّد استقرارهم المعيشي، خصوصًا مع إغلاق مداخل المحافظة والبلدات المجاورة، في حين تبقى طمون الأكثر تضررًا بسبب الحاجز العسكري الذي يعيق حركة الأهالي ويمنع وصول مركبات الإسعاف.
وفي السياق، أوضح مدير الهلال الأحمر في طوباس نضال عودة أن الطواقم تعاملت مع 18 إصابة ناجمة عن اعتداءات الجنود بالضرب المباشر، نُقل ثمانٍ منها إلى المستشفى، وسط عرقلة متعمّدة لوصول سيارات الإسعاف، ما اضطر الطواقم إلى إنشاء نقطة طبية داخل طمون. كما أشار إلى استمرار الاحتلال في إغلاق الطرق بالسواتر الترابية، وتحليق الطائرات المسيّرة، وتخريب ممتلكات المواطنين، إضافة إلى انقطاع المياه في أجزاء من المنطقة الشرقية بعد الاعتداء على خطوط الشبكة.
وتتواصل التطورات الميدانية في طوباس وجنين وسط مخاوف من اتساع نطاق العدوان خلال الساعات المقبلة، في ظل إجراءات إسرائيلية تُعدّ من الأشد تصعيدًا في المنطقة منذ أشهر.