الشريط الاخباري

شيخ الأزهر ينتقد ازدواجية المعايير الغربية: العدوان على غزة كشف التمييز بين حق الحياة للإنسان الشرقي والغربي

نشر بتاريخ: 27-11-2025 | سياسة , دولي
News Main Image

القاهرة - PNN - انتقد شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب ما وصفه بـ ازدواجية المعايير لدى الغرب في التعاطي مع حقوق الإنسان، مؤكدًا أن العدوان الإسرائيلي على غزة كشف وجود تمييز واضح بين حق الإنسان الشرقي وحق نظيره الغربي في الحياة.

وجاءت تصريحات الطيب خلال لقائه، اليوم الخميس، كاسيا أولونجرين، المبعوثة الخاصة للاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان، في مقر مشيخة الأزهر.

وقال شيخ الأزهر إن أكثر من 70 ألف فلسطيني قُتلوا بلا ذنب سوى تمسّكهم بأرضهم ورفضهم التهجير، معتبرًا أن ذلك يكشف ازدواجية خطيرة في التعامل الغربي مع حقوق الإنسان، مشددًا على أن الكيان المحتل ما كان ليتمادى في جرائمه لولا دعم بعض الأنظمة السياسية الغربية.

وأضاف: "أتمنى أن أعيش حتى أرى الاتحاد الأوروبي ينطلق من مبدأ واحد: مساواة الإنسان الشرقي بالإنسان الغربي في حق الحياة سواء بسواء"، لافتًا إلى أن الغرب يتحرك بقوانين حازمة عندما تُنتهك الحقوق في دوله، بينما يغضّ الطرف حين تحدث الانتهاكات في الشرق.

وأكد الطيب أن للأزهر موقفًا واضحًا تجاه قضية حقوق الإنسان، مشيرًا إلى وجود قدر كبير من المبادئ المشتركة بين الشرق والغرب. لكنه أوضح أن هناك قضايا يعتبرها الغرب "حقوقًا"، بينما يراها الشرق مخالفة للفطرة والقيم الدينية والأخلاقية، وهما الركيزتان الأساسيتان لمجتمعات الشرق.

وأكد شيخ الأزهر حرص المؤسسة على الحقوق والحريات، مستشهداً بـ وثيقة الأزهر للحريات الأساسية، التي تؤكد أن الكرامة الإنسانية حق أصيل لا يُمس، محذرًا في الوقت ذاته من محاولات فرض منظومة حقوق الإنسان الغربية على الشرق بدعوى "الحرية"، وتجاهل السياق الديني والثقافي والحضاري للسكان.

وبيّن شيخ الأزهر أن الأسرة في الحضارة الشرقية ليست مشروعًا مدنيًا كما في الغرب، بل تخضع لقواعد دينية دقيقة تحمي مكوناتها، وفي مقدمتها مكانة المرأة وصونها من تأثيرات العادات غير المنضبطة أو التطورات المجتمعية السريعة.

وفي الشأن الداخلي، أشار الطيب إلى أن الأزهر، بالتعاون مع الكنائس المصرية، أسّس بيت العائلة المصرية حين ظهرت بوادر فتن طائفية قبل أكثر من عقد، مما أسهم في القضاء على التطرف وترسيخ المواطنة الكاملة، مؤكدًا رفض الأزهر لمصطلح "الأقليات" لما يحمله من دلالات سلبية.

من جانبها، عبّرت المبعوثة الأوروبية كاسيا أولونجرين عن سعادتها بلقاء شيخ الأزهر، مقدّرةً الدور الكبير الذي يقوم به الأزهر في تعزيز ثقافة السلام والأخوة وقبول الآخر.

وأكدت أنها تسعى إلى تعزيز التعاون مع الأزهر، انطلاقًا من الإيمان بدور المؤسسات الدينية في حماية حقوق الإنسان. وقالت إن الاتحاد الأوروبي يرى أن ما يجمعه مع الشرق من مبادئ حقوقية يبقى أكبر مما يُختلف عليه، مشددة على أهمية مراعاة القيم الدينية والأخلاقية والثقافية في أي مقاربة دولية لحقوق الإنسان.

شارك هذا الخبر!