تل بيب - PNN - أفادت وسائل إعلام عبرية، اليوم الثلاثاء، بأن الجيش الإسرائيلي يحذّر من “حالة رحيل جماعي” في صفوفه، في ظل تزايد طلبات الاستقالة المقدّمة من الضباط والجنود، ما يشير إلى تفاقم أزمة حقيقية في القوى البشرية وصلت إلى “نقطة غليان”.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تشهد حالة من الفوضى في التعيينات وخلافات حادة بين رئيس الأركان إيال زامير ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، الذي جمّد تعيينات لمناصب عسكرية عليا أقرّها زامير دون التشاور معه.

وأشارت الصحيفة إلى أن زامير أقال، الشهر الماضي، عددًا من كبار قادة الجيش ووبّخ آخرين على خلفية الإخفاق في منع هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، من بينهم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” السابق أهارون حليفا، وقائد المنطقة الجنوبية السابق يارون فنكلمن، ورئيس شعبة العمليات السابق أودي باسيوق.

وبحسب التقرير، يعاني الجيش الإسرائيلي من “حالة رحيل جماعي لضباط وضباط صف”، حيث قُدّم حتى الآن نحو 500 طلب استقالة من ضباط وضباط صف في القوات النظامية، دون تحديد الفترة الزمنية التي قُدمت خلالها هذه الطلبات.

وأضافت الصحيفة أن هناك تحذيرات داخل الجيش من استمرار ارتفاع طلبات الاستقالة بوتيرة منتظمة، ما يعكس أزمة عميقة تشمل مختلف الفئات العمرية والرتب العسكرية، مع توقعات بتلقي المزيد من طلبات الاستقالة خلال الفترة المقبلة.

وأوضحت أن هذه الاستقالات تعود بالأساس إلى تدني الرواتب واستنزاف الكوادر خلال الحرب المتواصلة على قطاع غزة، إضافة إلى عدم إقرار الكنيست حتى الآن تعديلات قانونية تتيح زيادة مستحقات التقاعد للضباط والجنود بنسبة تتراوح بين 7 و11 بالمئة.

ولفتت إلى أن لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست تركّز على سن قانون جديد للتجنيد، على حساب قوانين أخرى تتعلق بمكافآت وتحفيزات الضباط والجنود، الأمر الذي يزيد من صعوبة إقناعهم بالاستمرار في الخدمة الدائمة.

وأكدت الصحيفة أن الجيش يواجه تحديًا حقيقيًا في الحفاظ على كوادره المهنية، محذّرة من أن استمرار هذا النزيف البشري قد يؤدي إلى تراجع مستوى الجاهزية والكفاءة العسكرية.

ويأتي ذلك في وقت يعاني فيه الجيش الإسرائيلي إرهاقًا شديدًا نتيجة انخراطه في حرب الإبادة على قطاع غزة منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهي أطول حرب يخوضها منذ قيام إسرائيل عام 1948.

وبدعم أمريكي، شنت إسرائيل حربًا واسعة على غزة خلّفت أكثر من 70 ألف قتيل ونحو 171 ألف جريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء. ورغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، تواصل تل أبيب خرقه بشكل شبه يومي، ما أسفر عن سقوط مئات الضحايا بين قتيل وجريح.