رام الله /PNN/ عقدت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، اليوم، اجتماع اللجنة التوجيهية السابع للمنحة اليابانية، لمتابعة واستعراض سير العمل في برنامج تحسين مخيمات اللاجئين، في ظل تصاعد التحديات السياسية والإنسانية التي تواجه المخيمات الفلسطينية، وذلك بحضور ومشاركة ممثلين عن دائرة شؤون اللاجئين، ووزارة المالية، ووكالة التعاون الدولي اليابانية (جايكا)، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إلى جانب أعضاء الفريق النظير، ومدراء المخيمات، وإدارة المشاريع، ومنسقة ومهندسي مشروع المنحة اليابانية، في إطار التنسيق والشراكة المشتركة الرامية إلى تعزيز صمود اللاجئين وتحسين ظروفهم المعيشية داخل المخيمات.
وفي مستهل الاجتماع، رحّب وكيل دائرة شؤون اللاجئين بالحضور، ناقلًا تحيات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين، د. أحمد أبو هولي، مثمّنًا دعم الشركاء وجهودهم المتواصلة في إنجاح برنامج تحسين المخيمات. وأكد أن حماية المخيمات الفلسطينية، ورعاية مصالح اللاجئين، وتعزيز صمودهم، تشكّل أولوية وطنية ثابتة على سلم أولويات منظمة التحرير الفلسطينية، في مواجهة مخططات التهجير القسري وتدمير المخيمات واستهداف الاونروا، والحفاظ على حق العودة وفق القرار 194.
وشدد على الدور المركزي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، وأهمية استمرار وجودها ، مشيدا بتجديد تفويضها، بالإضافة الى صدور الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بشان الاونروا، باعتبارها الجهة الأممية صاحبة الولاية على المخيمات، والتي لا يمكن استبدال دورها أو تجاوزه، محذرًا من محاولات الاحتلال الإسرائيلي تقويض عمل الوكالة وإنهاء دورها كجزء من سياسة ممنهجة تستهدف تصفية قضية اللاجئين.
وأشار إلى أن الأوضاع في مخيمات شمال الضفة الغربية لا تزال بالغة الصعوبة وتزداد سوءًا، في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، مؤكدًا أن التهديدات بهدم 25 منزلًا في مخيم نور شمس تمثل سياسة خطيرة تهدف إلى تهجير السكان وفرض واقع جديد يستهدف المخيمات والأونروا على حد سواء. وأعرب عن الأمل بأن يخرج الاجتماع بقرارات عملية تخدم مخيمات الفوار وعين السلطان، وتستجيب لاحتياجاتها الملحّة وخصوصا فيما يتعلق بموضوع المياه.
وأوضح أن الاجتماع يستعرض ما تم إنجازه من مشاريع ضمن برنامج تحسين المخيمات، إضافة إلى بحث الشراكات القائمة مع مستشار دولة رئيس الوزراء لشؤون الصناديق العربية ووزارة الحكم المحلي، والتي تسهم في تجاوز التحديات وتحقيق تدخلات تنموية تعزز صمود اللاجئين وتحسّن ظروفهم المعيشية. مؤكدًا ضرورة أن تندرج جميع المشاريع ضمن الخطط المعتمدة من قبل منتديات تحسين المخيمات، بما يضمن تكامل الجهود وتحقيق أثر مستدام.

ومن جانبه، أعرب الممثل العام لمكتب وكالة التعاون الدولي اليابانية “جايكا” في فلسطين، السيد ميتسوتاكا هوشي، عن تعازيه بوفاة رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم الفوار، المرحوم عفيف غطاشة، مشيدًا بدوره الوطني وجهوده في خدمة سكان المخيم ودعمه المتواصل لتنفيذ مشاريع المنحة اليابانية.
وأكد هوشي على أهمية التنفيذ الفعّال لمشاريع المنحة اليابانية في ظل تزايد الاحتياجات داخل المخيمات، مشددًا على مسؤولية دائرة شؤون اللاجئين في متابعة ورصد المشاريع بعد إنجازها لضمان استدامة أثرها. وأعلن استعداد “جايكا”، كإجراء استثنائي، للموافقة على تعديل نطاق مشاريع المياه وتنفيذها على مرحلتين في مخيمي عين السلطان والفوار، نتيجة الارتفاع غير المتوقع في التكاليف، وذلك بالتعاون مع وزارة الحكم المحلي والبنك الإسلامي للتنمية، وبما يخضع لالتزام التمويل الرسمي المعتمد.
وشدد هوشي على أهمية تعزيز التنسيق والتعاون المستمر بين دائرة شؤون اللاجئين ووزارة الحكم المحلي والجهات الشريكة، بما يضمن التنفيذ السلس والناجح للمشاريع وتحقيق أثر إيجابي ومستدام على سكان المخيمات، مؤكدًا في الوقت ذاته ضرورة إيلاء التشغيل والصيانة والمتابعة الدورية للمشاريع، لا سيما مشاريع المياه والكهرباء، لضمان استمراريتها وفعاليتها، ومشاركة التقارير الدورية مع “جايكا” تعزيزًا للمساءلة ودعمًا للاستدامة.

ومن جانبها أكدت ممثلة وزارة المالية السيد روان أبو ميالة مدير عام المشاريع على أهمية التنسيق والتعاون المشترك لتوفير مشاريع للمخيمات في ظل هذه الظروف الصعبة والاستهداف المتواصل، بما يعزز صمود الناس، ومشيدة بالدعم الذي تقدمه الحكومة اليابانية والصناديق العربية.
وخلال الاجتماع، استعرضت منسقة المنحة اليابانية، المهندسة شذا علاونة، سير العمل في البرنامج، وقدّمت عرضًا مفصلًا حول آخر التطورات والإنجازات، موضحة أنه تم إنجاز مشاريع المرحلة الأولى في مخيمات الجلزون، عسكر القديم، وعقبة جبر بشكل كامل، فيما بلغت نسبة الإنجاز في مخيمات المرحلة الثانية – الدفعة الأولى – نحو 50%، مع استمرار العمل وفق الجداول الزمنية المعتمدة.
وأكد المشاركون في ختام الاجتماع على أهمية مواصلة التنسيق والعمل المشترك بين جميع الشركاء من أجل استكمال المشروعين الحيويين في مخيمي عين السلطان والفوار والمتعلقة بتوفير المياه وفق عملية تشاركية مع الأطراف المعنية، وتسريع وتيرة تنفيذ المشاريع، وضمان متابعتها وصيانتها، بما ينسجم مع أولويات الاحتياج داخل المخيمات، ويحقق أثرًا مباشرًا ومستدامًا على حياة اللاجئين الفلسطينيين، في ظل التحديات السياسية والإنسانية المتفاقمة.