الشريط الاخباري

المستوطنون يشرعون بتهويد الفضاء العام في حي بطن الهوى بسلوان

نشر بتاريخ: 18-12-2025 | عينٌ على القدس
News Main Image

القدس / PNN - بعد إجبار المسنة نجاح الرجبي (أم ناصر) ونجليها عائد وناصر، الأحد الماضي، على إخلاء منازلهم في حي بطن الهوى ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، غيّرت دائرة الإجراء والتنفيذ الإسرائيلية أقفال أبواب المنازل الثلاثة وسلمت المفاتيح لجمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية التي شرعت بترميمها تمهيدا لتسليمها لثلاث عائلات من المستوطنين الذين سيقطنون في الحي بقوة الاحتلال قريبا.

ورغم أن أم ناصر حاولت ترميم غرف منزلها المتهالكة مرارا إلا أنها مُنعت من ذلك، حتى بعد تسرب مياه الصرف الصحي من البؤرة الاستيطانية المجاورة إليها، وما إن غادرته حتى بدأت عمليات الترميم على أشدها لصالح السكان الجدد.

وفي مستهل حديثه، قال رئيس لجنة حي بطن الهوى زهير الرجبي، إن دائرة الإجراء والتنفيذ الإسرائيلية برفقة شرطة الاحتلال وصلت صباح يوم الأحد المنصرم إلى منزل أم ناصر ونجليها وأبلغتهم بإخلاء البناية فورا بعد انتهاء المهلة الممنوحة لهم من المحكمة الإسرائيلية العليا.

والأربعاء، شرع المستوطنون بتهويد الفضاء العام، فحرصوا -وفق الرجبي- على نصب علم إسرائيلي ضخم تدلى من أعلى البناية إلى أسفلها، كما ثبتوا على مدخلها الـ"مزوزاه"، وهي علبة صغيرة من الخشب أو المعدن أو الزجاج، تضمُّ ورقة كُتب عليها يدويا آيتان من التوراة، ويلمسها اليهود ثم يقبلون أصابعهم عند دخولهم المكان.

وأكد الرجبي أن حراسا من المستوطنين يقطنون في البناية منذ الاستيلاء عليها قبل أيام، وبمجرد جلب 3 عائلات جديدة سيرتفع عدد المنازل التي يقطنها المستوطنون في الحي إلى 26 منزلا تم الاستيلاء على أولها في عام 2004.

ولأن جدار منزل أم ناصر يلاصق جدار منزله، تحدث زهير الرجبي عن ضيق فسحة العيش تدريجيا في هذا الحي المطل على المسجد الأقصى، وقال: "زوجتي وابنتي تتصلان بي عشرات المرات عندما أخرج من المنزل كل يوم، لأن الخوف تغلغل في قلبيهما ويسيطر عليهما، خاصة أن المراهقين من المستوطنين يتجولون بأسلحتهم".

ورغم أن المستوطنين يطوقون منزل زهير من ثلاث جهات، وما إن يفتح باب منزله حتى يجد أفرادا من الجيش متهيؤون في كل لحظة لاستفزاز السكان أو افتعال مشكلة، إلا أنه يرفض إخلاء منزله طوعا، وهو و24 عائلة أخرى من الحي ينتظرون الرد على الالتماس الذي قدم للمحكمة الإسرائيلية العليا ضد الإخلاء.

"أشعر أنني أعيش داخل معسكر.. تحول حي بطن الهوى إلى ثكنة عسكرية فعلا، وفي كل يوم نواجه استفزازات المستوطنين وحراسهم".

أشعر أنني أعيش داخل معسكر.. تحول حي بطن الهوى إلى ثكنة عسكرية فعلا، وفي كل يوم نواجه استفزازات المستوطنين وحراسهم.
وبعد طرد أم ناصر الرجبي ونجليها، تتجه الأنظار الآن نحو عائلة بصبوص التي أمهلتها المحكمة العليا حتى الخامس من شهر يناير/كانون ثاني المقبل لإخلاء منزليها، بالإضافة إلى المقدسي كايد الرجبي وأشقائه الثلاثة الذين أمهلتهم المحكمة حتى السادس من الشهر المقبل أيضا لإخلاء منازلهم لصالح المستوطنين.

يذكر أنه في عام 2014 سلمت جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية السكان قرارات بإخلاء منازلهم، بادعاء أنهم يعيشون على أرض تعود ملكيتها ليهود اليمن قبل عام 1948.

ويرفض السكان هذا الادعاء من خلال امتلاكهم أوراقا ثبوتية تؤكد أن اليهود اليمنيين غادروا حي بطن الهوى قبل قدوم الاحتلال الإسرائيلي، وأن الأرض التي بنيت عليها المنازل تعود ملكيتها للعائلات المقدسية منذ عام 1892، ويملكون أوراقا عثمانية تثبت ذلك..

في إطار العقارات والتضييق المستمر على المقدسيين أيضا، قررت بلدية الاحتلال رفع تعرفة ضريبة الأرنونا (الأملاك) على 14 حيّا مقدسيا.

وأوردت مؤسسة سانت إيف (المركز الكاثوليكي لحقوق الإنسان) على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي أنه حسب قانون ضريبة الأرنونا المعمول به في بلدية القدس، تُقسَّم الجباية على العقارات السكنية إلى أربع مناطق، بحيث تُعد المنطقة "أ" الأعلى تكلفة، والمنطقة "د" الأقل.

غير أنّ المعطيات الأخيرة تشير بوضوح -وفقا للمركز الحقوقي- إلى توجّه بلدية القدس نحو إلغاء هذا التدرج، ورفع ضريبة الأرنونا تدريجيا، بحيث يتم توحيد التعرفة وفق أعلى تصنيف، دون مراعاة للفوارق الاقتصادية أو مستوى الخدمات.

وأكدت سانت إيف أنها ستواصل التصدي لهذه السياسات التي تمس بصورة مباشرة وغير عادلة بالأحياء المقدسية الأكثر تهميشا، والتي عانت ولا تزال تعاني من إهمال متعمد ونقص حاد في الخدمات البلدية.

ومن أبرز البلدات أو الأحياء التي يشملها الإجراء التعسفي الجديد البلدة القديمة في القدس وكفر عقب وقلنديا والرام شمال المدينة، وعناتا (شمال) وصور باهر وجبل المكبر وبيت صفافا وشرفات داخل المدينة، وأجزاء من مناطق تابعة لبيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور وأبو ديس الواقعة ضمن نفوذ بلدية الاحتلال في القدس.

شارك هذا الخبر!